مجلة أمريكية: الدبلوماسية فرصة إيران الأخيرة لتجنب خيار أمريكا العسكري

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قالت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، إن الدبلوماسية هي فرصة إيران الأخيرة قبل أن تلجأ الولايات المتحدة إلى الخيار العسكري.

ورأت المجلة بأنه "ما تزال هناك أسباب وجيهة كثيرة لعدم قصف إيران؛ إذ إن ضرب طهران من شأنه أن يؤدس إلى مزيد من الفوضى وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط".

وأضافت: "ينبغي على أمريكا أن تمنح الدبلوماسية فرصة أخيرة، بينما تستعد لاستخدام القوة العسكرية".

وبينت أن العمل العسكري "سوف يستهلك موارد أمريكية كبيرة في وقت تريد فيه واشنطن التركيز على مناطق أخرى".

وأشارت إلى أنه "يمكن أن يقوض مصداقية الولايات المتحدة إذا لم تنجح الهجمات"، "علاوة على أن احتمالات الفشل مرتفعة؛ فحتى الضربات الأكثر دقة قد تؤدي فقط إلى تأخير التحول النووي الإيراني".

ووفق المجلة، فإن "الحل الأفضل والأكثر ديمومة لهذه القضية يظل هو الاتفاق الدبلوماسي".

وأضافت المجلة أن "التكاليف الباهظة لمهاجمة إيران تعني أنه يتعين على الولايات المتحدة أن تحاول الدبلوماسية مرة أخرى".

وقالت إن "هناك أسبابًا تدعو إلى التفاؤل بإمكانية التوصل إلى اتفاق بين البلدين، على الرغم من الوضع المضطرب".

ورأت "فورين أفيرز" أن الدبلوماسية تتمتع بسجل ناجح عندما يتعلق الأمر بإبطاء طموحات إيران النووية.

وأدت المبادرات الأوروبية في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين إلى تعليق قصير المدى للأنشطة النووية الإيرانية، وعندما فشلت هذه الأنشطة في ترسيخ جذورها على المدى الطويل، أجبرت روسيا والصين على دعم عقوبات الأمم المتحدة.

وفي عام 2013، أوقفت خطة العمل المشتركة التقدم النووي الإيراني للسماح بسنتين من المفاوضات التي أسفرت عن خطة العمل الشاملة المشتركة.

وجمدت خطة العمل الشاملة المشتركة أجزاء كبيرة من البرنامج النووي الإيراني بينما أخضعته لمراقبة دولية أكثر صرامة.

وعلى حين أن القضية ضد العمل العسكري اليوم ليست واضحة إلى هذا الحد، حيث لم يعد البرنامج النووي الإيراني ناشئا؛ في الواقع، تمتلك إيران كل ما تحتاجه لصنع سلاح، وفق المجلة.

وقالت "فورين أفيرز" إنه "في الوقت نفسه، أصبحت طهران أكثر عرضة للخطر وأكثر احتياجًا إلى رادع جديد عما كانت عليه قبل بضع سنوات؛ فشبكة شركائها في حالة يرثى لها، وضربت إسرائيل أهدافًا داخل حدود إيران عدة مرات في عام 2024".

كما أن المجتمع الدولي منقسم الآن أيضًا حول ما إذا كان يجب الضغط على النظام الإيراني، بحسب المجلة.

ورغم أن العقوبات القاسية لا تزال مفروضة على إيران، لكن هذه العقوبات تنتهكها باستمرار الصين والهند وروسيا، بين دول أخرى.

وقد يكون استئناف التنفيذ الكامل ممكنا، لكنه سيتطلب تعاون الصين على وجه الخصوص في وقت تواجه فيه بكين عداء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي من واشنطن.

وعلى نحو مماثل، أصبحت علاقات روسيا مع إيران أقوى مما كانت عليه لعقود من الزمن، مدعومة بعلاقات الدفاع المتبادل.

ولم تكن حوافز طهران للحصول على أسلحة نووية أكبر من أي وقت مضى، ومن المرجح أن تتسارع إن تضاءلت تكاليفها المتوقعة.

وتابعت المجلة أنه "بالنظر لمخاطر العمل العسكري، يجب على الولايات المتحدة أن تقوم بمحاولة أخيرة بحسن نية للتفاوض على وقف برنامج طهران النووي في وقت مبكر من إدارة ترامب".

وقالت: "لكن وفي المقابل، ما لم تكن مستعدة للعيش في العالم الذي ستخلقه الأسلحة النووية الإيرانية، فقد لا يكون أمامها خيار سوى مهاجمة إيران، وقريبًا".

وأضافت: "تتطلب الحكمة أن تخطط واشنطن للقيام بعمل عسكري الآن وأن تتأكد من أن إيران تدرك أن هذا التهديد حقيقي، حتى وهي تحاول اتباع المسار الدبلوماسي مرة أخرى".

واختتمت المجلة بالقول إن "الوقت قد حان لواشنطن لتفكر في اتخاذ خطوات جدية خارج الصندوق".

ورأت أن "حقيقة أن القوة العسكرية قد تكون ضرورية لمنع الاختراق النووي الإيراني ينبغي أن ينظر إليها على أنها فشل سياسي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي".

واختتمت المجلة تقريرها بالقول إن "الجوانب السلبية للضربة خطيرة، فإن المسار الأكثر أمانًا هو القيام بمحاولة أخرى للتفاوض. ولكن إذا فشل ذلك، فيجب على واشنطن أن تكون مستعدة".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق