أكدت صحيفة "جابان تايمز"، أن أوروبا تحاول بناء علاقات مع سوريا وتقليص نفوذ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هناك وفي الشرق الأوسط.
وأوضحت الصحيفة في تقرير لها، أن الاتحاد الأوروبي كثف جهوده لبناء علاقات مع قادة سوريا الجدد وإقناعهم بتقليص نفوذ روسيا على البلاد التي مزقتها الحرب بزيارة وزيري الخارجية الألماني والفرنسي إلى دمشق أمس.
أوروبا تحاول حماية مصالحها فى سوريا
وأجرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك ونظيرها الفرنسي جان نويل بارو محادثات مع أحمد الشرع القائد العام للإدارة السورية الجديدة "الجولاني سابقا".
وقالت بيربوك في بيان قبل مغادرتها برلين إن الاتحاد الأوروبي يريد مساعدة سوريا في تحقيق "انتقال شامل وسلمي للسلطة" وكذلك جهود إعادة الإعمار، وأقرت بأن الطريق سيكون "صعبا".
وأضافت "لن يكون هناك بداية جديدة إلا إذا أعطى المجتمع السوري الجديد لجميع السوريين، نساء ورجالا، بغض النظر عن المجموعة العرقية أو الدينية، مكانا في العملية السياسية، ومنحهم الحقوق وقدم لهم الحماية".
وقالت بارو في منشور على موقع X إن فرنسا وألمانيا "تقفان مع الشعب السوري، بكل تنوعه" وهما حريصتان على تعزيز "الاستقرار الإقليمي".
وبعد المحادثات، قالت بيربوك إن أوروبا مستعدة لتقديم دعمها لسوريا، إلا أنها لن تكون "راعية للهياكل الإسلامية الجديدة".
ووفق الصحيفة لا تسيطر هيئة تحرير الشام على كل سوريا وربما يستغرق الأمر سنوات قبل أن تصبح سوريا مستقرة بما يكفي لإجراء انتخابات. علاوة على ذلك، لا يزال العديد من السوريين والدول الغربية حذرين بشأن هيئة تحرير الشام، التي كانت تابعة لتنظيم القاعدة وتقول إنها معتدلة وستعامل جميع الأشخاص تحت حكمها بشكل عادل فيما رفعت الولايات المتحدة، التي أرسلت مسئولين لمقابلة الشرع الشهر الماضي، مكافأة قدرها 10 ملايين دولار على رأس الجولاني لكنها لا تزال تصنف هيئة تحرير الشام كمنظمة إرهابية، وكذلك الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة.
بالنسبة لبرلين، فإن العلاقة مع هيئة تحرير الشام ذات أهمية إضافية لأنها تريد عودة بعض السوريين البالغ عددهم حوالي مليون سوري هاجروا إلى ألمانيا تحت حكم الأسد إلى الدولة العربية.
أوروبا تسعى لطرد روسيا من سوريا
ودعت ألمانيا روسيا أيضًا إلى التخلي عن وجودها العسكري في سوريا حيث لديها قاعدتين عسكريتين هناك على ميناء بحري في طرطوس على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وقاعدة جوية قريبة في حميميم، وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر، تستكشف بعض دول مجموعة السبع وحلفائها طرقًا لتمكين سوريا من إيجاد بدائل لواردات النفط والغذاء الروسي.
وأرسلت أوكرانيا شحنة من القمح إلى سوريا الشهر الماضي ومثل الاتحاد الأوروبي، تحاول بناء علاقات مع القادة الجدد في دمشق وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي يوم الخميس إنه يريد استعادة العلاقات الدبلوماسية وقد تم قطعها في عام 2022 بعد أن دعم الأسد غزو روسيا لأوكرانيا.
وأفادت بلومبرج أن المحادثات جارية بين موسكو وهيئة تحرير الشام للسماح للقوات الروسية بالبقاء وسيكون خروجهم بمثابة ضربة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي كان حليفًا للأسد، مما يقلل من نفوذه في الشرق الأوسط ويجعل من الصعب على موسكو إدارة عملياتها العسكرية في إفريقيا.
0 تعليق