دار الإفتاء: إفشاء الأسرار خطر يهدد استقرار المجتمع

الوفد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أكدت دار الإفتاء المصرية ضمن حملتها" خلق يبني" أن إفشاء الأسرار يعد من السلوكيات الخطيرة التي حرمها الشرع الشريف، لما لها من آثار سلبية تؤدي إلى فساد واسع في المجتمعات. وأشارت إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قد حذر المسلمين من هذا السلوك في عدة مواقف، حيث قال: «إِذَا حَدَّثَ الرَّجُلُ الْحَدِيثَ ثُمَّ الْتَفَتَ فَهِيَ أَمَانَةٌ» (أخرجه الترمذي)، مما يعكس أهمية كتمان الأسرار والحرص على الأمانة.

الأمانة في كتمان الأسرار

وأضافت دار الإفتاء أن الأمانة ليست فقط في الأمور المالية أو المادية، بل تمتد لتشمل الأمور الشخصية والأسرار التي يُؤتمن عليها الإنسان. وأوضحت أن من واجب المسلم عند التعامل مع الأسرار أن يتحرى الدقة في اختيار من يأتمنه عليها، محذرة من أن إفشاء الأسرار يؤدي إلى تهديد الثقة بين أفراد المجتمع ويخلق بيئة من التوتر والشكوك.

إفشاء الأسرار يهدد تماسك المجتمع

في هذا السياق، أشارت دار الإفتاء إلى أن الشرع الإسلامي يولي أهمية كبيرة لحفظ الأسرار كجزء من بناء مجتمع متماسك وآمن، إذ أن إفشاء السر ليس مجرد مخالفة أخلاقية، بل قد يؤثر سلبًا على العلاقات الإنسانية داخل الأسر، بين الأصدقاء، وحتى في بيئات العمل.

وذكرت دار الإفتاء أن إظهار سر شخص ما يعد خيانة للأمانة، ويجلب الفتنة والفرقة بين الناس، كما يعرّض المجتمع للعديد من المخاطر. فعندما يُفشى السر، يصبح الجميع في حالة شكٍّ، وتتعطل الروابط القائمة على الثقة المتبادلة.

الأسرار بين الأفراد: مسؤولية كبيرة

وتابعت دار الإفتاء في بيانها أن حُفَّاظَ الأسرار يُعدون من الأشخاص القليلين في المجتمع، حيث إن القدرة على كتمان الأسرار تتطلب قوة نفسية وأخلاقية عالية. وأوضحت أن على المسلم أن يكون أكثر حرصًا في اختيار الأشخاص الذين يأتمنهم على أسراره، وأن يكون قدوة في الحفاظ على خصوصية الآخرين، وأن يتجنب التحدث عن الأمور الخاصة سواء كانت أسرارًا أو معلومات حساسة.

دور الأمانة في التقدم الاجتماعي

في الختام، شددت دار الإفتاء المصرية على أن الحفاظ على الأمانة في حفظ الأسرار له تأثير مباشر على استقرار المجتمع وتقدمه. فالمجتمعات التي تعزز فيها قيم الأمانة والثقة تتسم بالنمو الاجتماعي والاقتصادي، وتزدهر فيها العلاقات الإنسانية بعيدًا عن المشاكل الناتجة عن إفشاء الأسرار. وأضافت أن "خلق الأمانة" هو الأساس الذي يبني المجتمعات المستقرة والمتقدمة، وأن على المسلمين أن يتعاملوا مع هذا الخلق الكريم في حياتهم اليومية لما له من أهمية في بناء مجتمع يسوده التعاون والوئام.
 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق