لم تشهد البلاد منذ سنوات هذا الزخم الكبير والكثافة الجماهيرية القادمة إلينا مع مسابقات "كأس الخليج"، وقد وجدنا منهم سروراً، ومن المواطنين قبولاً وترحيباً.
هذا المشهد الاستثنائي لن يكون الاخير، ففي كل مناسبة رياضية وبخاصة كروية ستنهال على البلاد اعداد اكبر من العدد الحالي، فجيل الشباب يتكاثر والعواجيز يتناقصون.
العالم اليوم ثلاثة ارباعه من الشباب، لكن مع امتداد الاعمار الا ان الريادة ستبقى للشباب، ولكي لا نبخس الفئات العمرية بين جيل الشباب والكهولة، فالغذاء الصحي والرياضة وراحة البال، اكبر الوصفات الطبية لصحة افضل وعمر اطول.
الرياضة جمعت الخليجيين، والعالمية منها جمعت القارات الخمس، وقد يأتي يوم لنفاجأ باكتشاف قارة لم تكن واضحة للبشر.
فأنت اليوم تقرأ عن اكتشافات متزايدة من النجوم في السماء واقمار، فلماذا لا تكتشف قارات، لا تزال خافية على أعين العلماء والباحثين في أعماق البحار أو على اليابسة؟
الارض بقاراتها الخمس باتت تضيق على البشر، وهناك دعوات لتحديد الانجاب وتقليص عدد البشر.
يقول الله تعالى في محكم آياته: "ولا تقتلوا أبناءكم خشية الإملاق نحن نرزقكم واياهم"، بينما هناك دول تعاني من المجاعة وقلة المورد، وهناك دول تعاني من التخمة.
العلة ليست في الزيادة البشرية، إنما في سوء التوزيع وغياب العدالة، انحسار اليابسة مقابل الزيادة السكانية وانحسار الامطار والجفاف، وتقلص المحاصيل واضطراب الطقس، فالله أدرى بالناس.
هناك تقدم في العلوم و زيادة في الابحاث والاكتشافات على الارض والسماء، وتحت سطح البحار، والحديث عن هذا قد يطول، ولن نتطفل فنأخذ مكان أهل العلم والعلماء.
بالعودة الى أصل الموضوع، ومسابقات الكرة، وانهمار المشجعين على الكويت ما جعلها تصحو على مشهد على شكل غزوة كروية، وهو مشهد جديد يحدث للمرة الاولى على أرضها، ونرجو ان يستوعب المسؤولون ان للرياضة والفن القوة المحركة للسياحة وتنشيط الاقتصاد.
الكويت تستحق ان تنفتح ابوابها بعد سنوات من الخوف والتوجس وغياب الرؤية، دعونا نقرأ المشهد بعيون فاحصة، ورؤية دقيقة.
الكويت ليست أقل من الاخرين وحرام ان تنغلق في قوقعة، فيما هناك كل شروط الانفتاح، لكن بشيء من الإقدام و الجرأة، اذ ليس هناك حل ثالث، الا الانفتاح او الانحسار في القوقعة. للاسف هناك من يعمل لصالح الاخرين،اما تآمراً على الكويت، وإما لمصلحة خاصة.
السياحة لا تنجذب على شوية مطاعم، او على سوق "المباركية"، الانفتاح يعني تحرير العقول المتزمة، وعدم تدخلها في ما لا يعنيها.
الكويت تستحق ان تقف على قدم المساواة مع الاخرين، وكل اسباب النجاح موجودة.
الكويتيون مبدعون وفنانون، لهم الأسبقية في الإبداع و الفن والرياضة.
صحافي كويتي
0 تعليق