قبل فتح صفحة تصفيات آسيا للمونديال وإغلاق ملف كأس الخليج.. العنابي يحتاج للثقة والاستقرار لتحقيق الحلم

العربية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

التعاقد مع مدرب عالمي يعرف قدرات اللاعبين ويجيد توظيفهم

ثقتنا لا حدود لها بالقائمين على شؤون الكرة القطرية

الاستعانة بأصحاب الخبرة واستثمار الوجوه الشابة سر الانتصارات

الوصول لكأس العالم يحتاج خطة واضحة المعالم

 

كرة القدم ليست مجرد رياضة، بل هي هوية وطنية تعبر عن طموحات الشعوب وتطلعاتها. في خضم هذه الرحلة الرياضية الهامة، يبقى العنابي رمزاً لطموحات الجماهير القطرية التي تحلم بوصول منتخبها الى مونديال كأس العالم 2026 والذي سوف تستضيفه ثلاث دول هي الولايات المتحدة الامريكية وكندا والمكسيك، وتقام للمرة الأولى بمشاركة 48 فريقا وعدد المقاعد المخصصة هي 8 مقاعد مباشرة بالإضافة إلى نصف مقعد في الملحق بين الاتحادات القارية.
وما بين خيبة الأمل التي رافقت مشاركته الأخيرة في “خليجي 26” بالكويت والآمال المعلقة على التأهل إلى مونديال كأس العالم 2026، يتطلب الوضع مراجعة شاملة ودعماً غير محدود لتجاوز التحديات وتحقيق الحلم الكبير.

20250104_1736017097-410.jpeg?1736017098

طي الملف الخليجي
والمتابع للعنابي يعرف ان بطولة “خليجي 26” شهدت أداءً متفاوتاً لمنتخبنا الوطني، ورغم بعض اللحظات المضيئة في الكويت إلا أن النتائج لم ترتق لتطلعات الجماهير ولذلك علينا أن ننظر إلى هذه التجربة على أنها دروس مستفادة، حيث ظهرت بعض الأخطاء الفنية والإدارية التي أثرت على أداء الفريق، أبرزها:
تحويل المنتخب إلى “حقل تجارب”: المدرب الحالي لم يكن قادراً على بناء تشكيلة ثابتة، مما أفقد اللاعبين الثقة والتماسك.
وكذلك عدم استغلال النجوم من أصحاب الخبرة وترك أسماء بارزة في الدوحة، وهم ما زالوا قادرين على العطاء ويقدمون أفضل المستويات أثار تساؤلات عديدة حول القرارات الفنية.
إضافة الى غياب الاستقرار حيث كان للتغييرات المستمرة في التشكيل والمراكز دور كبير في فقدان الانسجام داخل الفريق.
إن مراجعة هذه الأخطاء ضرورة قصوى، وليس لإلقاء اللوم على شخص او جهة، بل لتطوير الأداء مستقبلاً.

الفرصة ما زالت قائمة
ومع طي صفحة خليجي 26، يبدأ العنابي رحلة جديدة نحو هدف أكبر والتأهل إلى كأس العالم 2026، والآمال كبيرة والثقة أكبر، خاصة مع وجود مواهب واعدة اكتسبت خبرات جديدة من المشاركة في الكويت.
ومنتخبنا لديه الإمكانيات لتجاوز كل العقبات، بشرط أن تكون هناك رؤية واضحة وإدارة فنية قادرة على استثمار قدرات اللاعبين واستثمار المواهب الواعدة بعد ان كشفت البطولة الأخيرة عن وجوه شابة تحمل طموحات كبيرة، وتمثل قاعدة صلبة يمكن البناء عليها للمستقبل.

20250104_1736017068-496.jpg?1736017068

الدعم الجماهير
يجب أن نقف جميعاً خلف العنابي وندعمه بكل قوة، لأن الدعم الجماهيري عنصر لا يمكن الاستغناء عنه لتحقيق الإنجازات. ومن هنا نقول ان كل العناصر المؤثرة عليها ان تتحد خلال الفترة الحالية مع المنتخب وتكون داعمه للاعبين وتجدد الثقة فيهم من اجل تحقيق حلم المونديال لأن الكرة القطرية هي زعيمة اسيا وقادرة على العودة وبقوة لأخذ مكانها الطبيعي بين منتخبات اسيا.

جهاز فني قوي
ومن يتابع مشوار العنابي في التصفيات الاسيوية المؤهلة للمونديال او مباريات كأس الخليج يعرف ان أبرز مشكلات العنابي في المرحلة السابقة كانت غياب المدرب القوي القادر على توظيف اللاعبين بطريقة صحيحة، ومدرب المنتخب المؤقت الاسباني جارسيا لم يتمكن من فهم إمكانيات اللاعبين رغم انه كان مساعدا لمواطنه لوبيز، مما أدى إلى غياب التنظيم الفني داخل أرض الملعب.
كما نتج عن غياب المدرب المؤثر صاحب اللمسات الواضحة على اللاعبين من حيث التشكيل والمهام داخل ارض الملعب، العديد من السلبيات، مثل كثرة الإنذارات التي تعرض لها اللاعبون بسبب قلة الانضباط التكتيكي، الذي نتجت عنه أيضا أخطاء قاتله أسهمت في تعرض شباك العنابي للأهداف.

تجاهل أصحاب الخبرة
وكانت هناك الكثير من الملاحظات على اختيار التشكيلة العنابي لكأس الخليج والتي شهدت استبعاد لاعبين ذوي خبرة رغم أنهم ما زالوا قادرين على العطاء، ووجود هؤلاء اللاعبين بجانب العناصر الشابة كان سيحقق توازناً مهماً داخل الفريق ودعم إضافي للعنابي الذي يحتاج الى كل نجومه خلال هذه الفترة بالذات.
التغييرات المستمرة في التشكيل والمراكز أدت إلى فقدان اللاعبين الثقة بأنفسهم. يجب أن يكون هناك استقرار في التشكيلة الأساسية وتثبيت مراكز اللاعبين.

اختيار مدرب عالمي
ولتحقيق هدف التأهل إلى مونديال 2026، يحتاج العنابي إلى مدرب عالمي يتمتع بخبرة واسعة، يعرف كيف يوظف إمكانيات اللاعبين بواقعية، ويحترم الكرة القطرية. مثل هذا المدرب سيكون قادراً على بناء فريق متماسك وتعزيز الانضباط داخل وخارج الملعب وتحقيق أقصى استفادة من اللاعبين. وفي تصفيات كأس العالم وخليجي 26 لمسنا تأثير المدربين الجيدين على أداء منتخباتهم وكيفية قراءة الخصم ووضع سيناريوهات مختلفة لكل مباراة وفق ظروفها.

استثمار المواهب الشابة
الوجوه الواعدة التي برزت في خليجي 26 تمثل الأمل للمستقبل وهذه المواهب تحتاج إلى برامج تطوير شاملة لضمان استمرارها في العطاء، ولا يمكن تجاهل دور النجوم الكبار مثل أكرم عفيف والمعز علي واحمد فتحي ومشعل برشم، الذين يمتلكون خبرة واسعة ويجب أن يكونوا قادة للفريق، يوجهون العناصر الشابة وينقلون لهم خبراتهم.

التخطيط الواقعي
والتأهل إلى كأس العالم يتطلب خطة واضحة تعتمد على المباريات الودية القوية، والاستعداد الجيد للتصفيات، مع معالجة نقاط الضعف التي ظهرت في المرحلة السابقة، وان المباريات الرسمية تختلف عن الودية ولا بد للاعبين من القتال في ارض الملعب واللعب بروح عالية لا تقبل الا بالفوز.

ثقتنا كبيرة بالمسؤولين
وكرة القدم القطرية أثبتت في السنوات الماضية قدرتها على تحقيق إنجازات كبيرة، بدءاً من الفوز بكأس آسيا 2019، وصولاً إلى استضافة كأس العالم 2022 بنجاح باهر. هذه الإنجازات دليل على وجود إدارة كروية متميزة قادرة على معالجة الخلل، بشرط أن تكون هناك رؤية واضحة ومتابعة دقيقة لتنفيذ الخطط، ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب.

الحلم يبدأ الآن
التأهل إلى مونديال 2026 ليس مستحيلاً، لكنه يتطلب جهداً جماعياً من الجميع. علينا أن نغلق صفحة خليجي 26 ونفتح صفحة جديدة مليئة بالأمل والعمل فالعنابي قادر على العودة أقوى مما كان، بشرط أن تتوفر له كل الأدوات اللازمة للنجاح وتحقيق حلم المونديال.
فلنقف جميعاً خلف العنابي، ونثق بأنه قادر على تجاوز التحديات والوصول إلى القمة من جديد.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق