وأكدت الصحيفة في مقالة كتبها مدير برنامج فلسطين والشؤون الفلسطينية الإسرائيلية في معهد الشرق الأوسط بواشنطن خالد الجندي أن الوضع في الضفة الغربية لا يقل كارثية عن القطاع المحاصر.

وكشف أن نحو 800 فلسطيني قتلوا في غارات إسرائيلية على الضفة الغربية، وجراء إرهاب المستوطنين المنفلت من عقاله منذ 7 أكتوبر 2023.

وحذر من أن الكارثة المستمرة في غزة ستترك بصمة لا تمحى في الوعي الوطني الفلسطيني، مؤكدا أن المعاناة الإنسانية والصدمة الجماعية إذا تُركت حتى تتفاقم، إلى جانب انهيار النظام الاجتماعي في غزة والشعور المتزايد باليأس، فإنها قد تؤدي إلى عدم الاستقرار والعنف لأجيال قادمة. وتوقع أن الفلسطينيين سيواجهون، على المدى القريب، تحديا جديدا آخر يتمثل في إدارة أمريكية جديدة يقودها قريبا الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف الكاتب أنه رغم أن ترمب يعتبر نفسه «مناهضا للحرب»، فإنه تعهد بأن يضع قيودا أقل مما فرضتها إدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن على تزويد إسرائيل بالأسلحة. فيما توعد كثيرون في الدائرة القريبة من ترمب بتضييق الخناق على النشاط المؤيد للفلسطينيين في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

إلا أن الجندي يعتقد بأن هناك فرصة لمستقبل مختلف، لافتا إلى أن مثل هذه المحاولات لإسكات الأصوات الفلسطينية هي في حد ذاتها تعتبر ردا على واحدة من أقوى أدوات الفلسطينيين، وهي الاعتراف الدولي بعدالة قضيتهم.

ورأى أن استمرار الاحتجاجات في حرم الجامعات في جميع أنحاء أمريكا الشمالية وأوروبا على وجه الخصوص يبرز التغيير العميق الذي طرأ على نظرة كثيرين في الغرب للقضية، من رواية مؤيدة لإسرائيل بشكل مهيمن إلى رواية أكثر تركيزا على الحقوق الفلسطينية والإنسانية.

وبحسب رأيه، فإن الأمل الأكبر يأتي من الداخل، إذ إن الشعب الفلسطيني يتمتع بواحد من أعلى معدلات الإلمام بالقراءة والكتابة في العالم (98%) وثقافة معروفة بتركيزها على التعليم والابتكار، وهي أفضل ما يمتلكه من أدوات.