الروائي التونسي نزار شقرون: "أيّام الفاطمي المقتول" ترصد لحظات مفصلية بتاريخ مصر وتونس

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أصدر الكاتب الروائي التونسي، دكتور نزار شقرون، أحدث أعماله رواية "أيّام الفاطمي المقتول"، بعد روايته "زول الله في رواية أخت الصّفا" المتوّجة بجائزة الرواية البشير خريف، في تونس عام 1923.

ينشرُ الروائي التونسي نزار شقرون روايته الجديدة "أيّام الفاطمي المقتول" عن دار مسكلياني للنشر(2025)، في سياق حفرياته الفكريّة في التاريخ الثقافي العربي، وتجريبه السردي في قضايا بناء سرد عربي مُجدّد، حيثُ تأتي الرواية محمّلة بالأسئلة والدّهشة، إذ الكتابة والمعنى والتاريخ ثالوثٌ ما انفكّ نزار شقرون يتقلّب بينه من رواية إلى أخرى، كأنّ همّه حقن الحاضر العليل بالدلالة كي تتعافى الحياة.

وعن ملامح الرواية وتفاصيلها، قال نزار شقرون في تصريحات خاصة لـ"الدستور": بطل الرواية مثقّفٌ شابٌّ يسكنه الإحساس بالضياع كأغلب أبناء جيله في زمن «الحداثة السائلة» و«الهويّات السائلة» و«المستقبل السائل»، فيقرّر استعادة ما ضاع منه والنبش في جذوره البعيدة".

وقال "شقرون": تدور أحداث الرواية بين مصر وتونس بعد ما سمّي بـ"الربيع العربي"، في لحظة مفصليّة استفاق فيها الشّعبان على مظاهر وسلوكيات وأفكار معادية للحياة، ولكلّ تفكير نقديّ، حيثُ كان البطل "مختار الفاطمي" حفيد الفاطميين يُواجهُ واقعًا لا يحتفي بغير الإقصاء والخوف من المصير، ونكران الاختلاف ومعاداته.. لقد حذّره والدُه من السَّيْر نحو الشرق، لأنّ الشرق في نظره مُستنقعُ الآمال ومَصْيَدَةُ الحالمين، لكنّه أصرّ على السفر للنبش في تاريخ أجداده الفاطميّين، وما كان ينبش إلّا في ذاته، فعاد جثّةً هامدة حيّر أمرُها الطبيبَ الشرعيّ.

الجثة لم تعدها لتُدْفَن، بل لتحلّق روحًا لا مرئيّة في فضاء المدينة وتسرد على مسامعنا ما حدث.فهل علينا أن نموت لكي نتحرّر ونحكي قصّتنا بلا مساحيق وبلا أقنعة؟ أم يكون الموتُ قدرَ كلّ من يشدّ الرحال إلى ذاته في عالم يفصلنا عن أنفسنا يومًا بعد يوم؟".

ستخرج جثة مختار الفاطمي من القبر في زمن مستقبلي في المدينة البيضاء وسط أجواء ديستوبيّة جدّ غريبة، تتولّى عندها "الذاكرة المتشظية" للبطل المقتول، رواية ما ترى برعب من يكتشفُ هولَ المصير القادم.

غلاف الرواية
غلاف الرواية

نزار شقرون: "أيّام الفاطمي المقتول" تحثّ على نبش التاريخ الثقافي وخلخلة البداهات

واستطرد نزار شقرون: يبدو "مختار" مثقفًا قلقًا ومنشقًا عن الفكر السائد والمتوارث لآبائه، إنّه صوتٌ للمثقفين الذين هرموا من أجل نيل الحقّ في الاختلاف، والسّماح لهم بحرية التفكير في الماضي قبل الحاضر. ذلك ما تبوح به الرّواية في إدانة واضحة للحاضر، واستشراف أدبي لما يُمكن أن يقع في المستقبل القريب من تفكّك وصراعات وحربٍ، حينَ تتبدّد "الحرية" ويتقلّص حضور الفكر العقلاني في مساحة ما انفكت تتّسع للماضويّين.

هكذا تأتي الرواية في سياقٍ عربي يُحاط بسيناريوهات مرعبة، لتضع القارئ أمام دوره في التفكير والسّؤال، فالرواية من صنف روايات الأطروحة التي تحثّ على نبش التاريخ الثقافي وخلخلة البداهات التي تمّ التسليم بها، وهي إلى جانبِ تلك القدرة النقديّة والتفكيكيّة مُشبعة بعالم سردي غنيّ بالمراواغات والتّجديد في البناء، مع لغةٍ ساحرة، كتبت بإيقاعٍ من يضع المسامير في نعش الحاضر، بألمٍ ووعي مأسوي قلّما نجده في روايات الحاضر العربي.

والدكتور "نزار شقرون"، كاتب روائي وباحث تونسي، عضو اتحاد الكتاب في تونس، له العديد من الإصدارات من بينها: زول الله رواية عن دار مسكيلياني والصادرة عام 2022. محنة الشعر وصدر عام 2005. رواية الثورة التونسية وصدر في العام 2011. رواية دم الثور 2019. رواية الناقوس والمئذنة 2018. بالإضافة إلي دواوينه ومجموعاته الشعرية ومنها: هوامش الفردوس، تراتيل الوجع الأخير، إشراقات الولي الأغلبي، ضريح الأمكنة. كما له عدد من الترجمات نذكر منها، رواية الوردة، وعمل مسرحي صدر في العام 1999 تحت عنوان رقصة الأشباح.  

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق