تحل اليوم ذكرى رحيل الشاعر الكبير بيرم التونسي الذي رحل عن دنيانا في مثل هذا اليوم من العام 1961 تاركًا إرثًا لا يقدر بثمن من القصائد والكتب التي قدمها لملايين المصريين، ونستعرض في التقرير التالي أبرز ما جاء عن شاعر الفقراء.

جولة بين أجمل قصائد بيرم التونسي 

نشأ محمود بيرم التونسي بمدينة الإسكندرية في 23 مارس 1893 لأسرة تونسية تعيش في مصر، والتحق بيرك بالكتاب وتعلم اللغة العربية وحفظ قصائد الشعر منذ أن كان صغيرًا ودرس في المعهد الديني، ونهل من الأدب العربي، في شبابه، وعندما فقد والده في سن الرابعة عشرة غادر المعهد ولم يعد إليه، وعمل بالتجارة لإدارة دكان والده، لكن قلبه كان دائمًا مع الكتابة والشعر.

بيرم التونسي والمنفى

بدأ بيرم في كتابة الشعر وكان أول قصائده "المجلس البلدي" التي لاقت قبولًا كبيرًا في الشارع المصري، وتوالت أعماله الشعرية لكن مع النجاح المدوي، تعرضت حياته للكثير من الأزمات، أبرزها كانت نفيه من مصر لمدة قاربت على الـ16 عامًا بعدما قرر الملك نفيه خارج البلاد، بسبب أشعاره التي كتبها ينتقد فيها سياساته، فظل طيلة حياته يبحث عن هويته المصرية والتونسية، وكتب كلماته التي وصف فيها حاله بدقة:

الأولى مصر قالوا تونسي ونفوني

والتانية تونس وفيها الأهل جحدوني

والتالتة باريس وفي باريس جهلوني

ماذا قال بيرم التونسي عن الفقر والمرض؟

جهل.. فقر.. مرض

الجهل قال للصنايعي: إخلف المواعيد

وقول لهم بعد بكره وبعد بكره.. عيد

واحلف لهم بالطلاق إن القديم دا جديد

تفوت عليه السنه يقعد يِنِشّ وحيد

ويبتدي الفقر والأمراض والتشريد

في مره يسرح بقُفَّه: يا حمش ويا لذيذ

ويوم يبيع يانصيب إن كان صنعه تفيد

ويوم في عركه العساكر يسحبوه في حديد

ولما ينصاب براجعه أو بتيفوئيد

تقول أُمه: دي عين حطت عليك يا بعيد

قصائد بيرم التونسي عن الحب وأهل الهوى 

استحوذت كوكب الشرق أم كلثوم على كلمات بيرم التونسي التي كتبها خصيصًا لها، فشكل الثنائي، شهرة واسعة بيرم يؤلف وأم كلثوم تغني وأثمر هذا التعاون بينهما عن 33 أغنية من أشهر أغاني الحب التي حققت نجاحًا غير مسبوقًا في الوطن العربي، بل في العالم من أبرزها: "أنا في انتظارك" و"حبيبي يسعد أوقاته" و"هو صحيح الهوى غلاب" و"أهل الهوى" و"كل الأحبة" و"الحب كده"، وغيرها، فكتب التونسي عن الحب:

أنا فى انتظارك خليت نارى فى ضلوعى وحطيت

ايدى على خدى وعديت

بالثانيه غيابك ولا جيت

ياريتنى عمرى ماحبيت

عايز اعرف لا تكون غضبان

او شاغل قلبك انسان

خليتنى من يأسى اقول الغيبه دى تغيب على طول

واتفكر ايه اللى جنيت من ذنبى يسيئك مالاقيت

ياريت... ياريت

اتقلب على جمر النار... واتشرد ويا الافكار

النسمه احسبها خطاك والهمسه احسبها لقاك

على كده اصبحت وامسيت

وشافونى وقالوا اتجنيت

ياريتنى عمرى ماحبيت

كيف انتصر بيرم التونسي للعامل المصري؟

وفي بداية الستينيات من القرن الماضي، حصل التونسي على الجنسية المصرية قبل عام واحد من وفاته بمرض الربو في 5 يناير 1961 في حي السيدة زينب بالقاهرة، بعدما قدم أغلى كلماته وأصدقها للمصري وهي كلمات مصرية بامتياز، فكتب في حق العامل المصري:

ليه أمشي حافي، ونا منبت مراكيبكم

ليه فرشي عريان، ونا منجد مراتبكم

ليه بيتي، خربان ونا نجار دواليبكم

هي كده قسمتي؟

الله يحاسبكم

ساكنين علالي العتب، ونا اللي بانيها

فارشين مفارش قصب، ناسج حواشيها

قانيين سواقي دهب، ونا اللي ادور فيها

يا رب ما هوش حسد

لكن بعاتبكم

من الصباح للمسا، والمطرقة ف إيدي

صابر على دى الأسا، حتى نهار عيدي

ابن السبيل انكسى، واسحب هرابيدي

تتعروا من مشيتي

واخجل أخاطبكم

ليه تهدموني ونا اللي عزكم باني

أنا اللي فوق جسمكم قطني وكتاني

عيلتي في يوم دفنتي ما لقيتش أكفاني

حتى الأسيه، ونا راحل وسايبكم