سلام االله إلى العالم

الوفد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قبل ميلاد السيد المسيح له المجد كانت توجد خصومة بين الله والناس، وأيضاً خصومة بين السماء والأرض، أى مقاطعة بين السمائيين والأرضيين، خطايا الناس حجبت وجه الله عنهم واشتد غضب الله عليهم، فجاء السيد المسيح لكى نصطلح معه هو لأن البشر لم يبدءوا بالتصالح مع الله، فصنع الله صلحاً وسلاماً بين السماء والأرض، لذلك يقول القديس بولس الرسول «ولكن الكل من الله الذى صالحنا لنفسه بيسوع المسيح وأعطانا خدمه المصالحة» (2ك18:5). ومن علامات هذا الصلح نزول وظهور الملائكة ولاسيما فى ميلاد ملك السلام مسبحين الله قائلين: «المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة». 

السيد المسيح قد بدأ عصراً جديداً وأصبح هذا الميلاد المجيد فاصلاً بين زمنين ماقبل الميلاد وما بعد الميلاد، لقد قدم السيد المسيح مفهوماً جديداً للحياة وجاء لينشر الحب بين الشعوب وأدخل فى تعاليمه تعليماً جديداً هو محبة الأعداء والمسيئين، وأرسى قاعدة مهمة أن رد الإساءة بالإساءة، والاعتداء بالاعتداء معناه أن الشر قد انتصر، بينما تعليم الكتاب هو «لا يغلبك الشر بل أغلب الشر بالخير» (رو 21:12)، «فإن جاء عدوك فأطعمه وإن عطش فاسقه» (رو 20:12) ويجب أن تنتصر المحبة لأن المحبة لا تسقط أبداً، جاء المسيح ببشارة سلام وأقام صلحاً بين السمائيين والأرضيين، لقد جاء المسيح ليحررنا من عبودية الذات وعبودية الشهوات ليجعل نفوسنا حرة فى السماء كالنسور تعلوا فوق مستوى العروش.

وشعر الإنسان بهذه الهبة المجيدة فأخذ يناجى الله قائلاً: يارب تجعل لنا سلاماً لأنك كل أعمالنا صنعتها لنا. وبميلاد ملك السلام بدأت رحلة استعادة ذلك السلام الحقيقى المفقود حسب قول معلمنا القديس بولس الرسول «فجاء وبشركم بسلام وأنتم البعيدين والقريبين»، فى ميلادك يا رب نمجد محبتك واتضاعك ونزولك لنا، وما هذا المجد الذى مجد به الملائكة يوم ميلادك العجيب، كما ظهر هذا المجد للمذود بزيارة أشراف القوم الملوك المجوس الذين أتوا من بلاد المشرق مع أحناء المهمة، وليست هؤلاء فقط هى التى تمجد، بل هناك سحابة الشهود من القديسين والشهداء.. هذه السحابة المجيدة تمجد القدير وتزيده علو إلى الأعالى وقد صارت هذه السحابة هى نفسها تصبح جزءًا من ذلك المجد العظيم.

 

 

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق