لا أشعر بأثر أو لذة في الدعاء والذكر.. الحل في 3 خطوات

الوفد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يطرح العديد من الناس تساؤلات حول الشعور بلذة الذكر والدعاء، ومدى تأثير هذه العبادات على النفس والروح، وفي هذا السياق، أجاب الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء، على سؤال أحد المتابعين خلال برنامج "مع مولانا" المذاع عبر فضائية "CBC"، حيث قال السائل: "أواظب يومياً على قراءة ورد من القرآن الكريم والأذكار، ولكن لا أشعر بأثر أو لذة، فماذا أفعل؟"

الذكر عبادة وليست وسيلة لتحقيق هدف

أكد جمعة أن عدم الشعور بالأثر أو اللذة أثناء قراءة القرآن أو الأذكار لا يعني التقصير أو الخطأ، موضحاً أن الذكر عبادة خالصة لله مثل الصلاة والصوم. 

واستشهد بقول الله تعالى: (واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون)، مشيراً إلى أن كلمة "لعلكم" تحمل احتمال الفلاح مع الذكر أو دونه، ولم يصرّح الله بأن الذكر يؤدي حتماً إلى الفلاح.

وشدد جمعة على ضرورة تنقية النية في العبادة، قائلاً:"إياك أن تذكر الله أو تدعوه لأجل انتظار نتيجة محددة أو تحقيق هدف، العبادة واجب عليك وليست مِنة منك على الله. وقد قال الله تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)."

العبادة بلا انتظار مقابل

أضاف جمعة أن العبادات يجب أن تُؤدى دون انتظار للمقابل، مؤكداً أن الشعور بالأثر والراحة النفسية يأتي بمرور الوقت، لكن دون أن يكون ذلك هو الهدف الأساسي من العبادة. وقال:
"لا تتعامل مع الله بمنطق المعاملات التجارية، مثل قولك: استغفرت 100 مرة، فلماذا لم يتحقق ما أريد؟ هذا التفكير لا يليق في التعامل مع الله سبحانه وتعالى."

ثلاث خطوات للوصول إلى تقوى الله

من جهة أخرى، أوضح جمعة ثلاث خطوات عملية تساعد الإنسان على تحقيق تقوى الله في حياته:

  1. الإيمان بالله: التقوى تبدأ من الإيمان، فلا يمكن للإنسان أن يتقي الله وهو غير مؤمن به.
  2. ذكر الله باستمرار: الذكر يجعلك متيقظاً لحضور الله في حياتك، ومن خلاله تستطيع تقوية علاقتك بالله.
  3. استحضار خشية الله ورهبته: الخوف والخشية من الله هما ما يمنعان الإنسان من الوقوع في الذنوب والمعاصي، ويجعلان ذكره لله حياً في القلب وليس مجرد ترديد باللسان.

 

اختتم جمعة نصيحته بالتأكيد على أن العبادة لا تعتمد على الشعور اللحظي بالأثر، بل هي طريق طويل يعتمد على الإخلاص والصبر. وأضاف:
"عليك أن تستمر في عبادتك لله بنية خالصة وسترى أثرها بعد حين، لكن لا تجعل الانتظار هو هدفك الأساسي."

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق