محليات
6
جابر الحرمي رئيس تحرير الشرق في مقابلة مع قناة الجزيرة
الدوحة - موقع الشرق
أكد الأستاذ جابر الحرمي رئيس تحرير صحيفة "الشرق" أن قطر لن تألو جهداً من أجل دعم الشعب السوري في بناء دولته الجديدة، وتقديمها إلى المجتمع الدولي والعمل على رفع العقوبات المفروضة عليها، مشيراً إلى أن هناك رسائل إيجابية من دول مجلس التعاون الخليجي إلى دمشق بأن أياديها ممدودة إلى سوريا الجديدة.
وقال في مقابلة مع قناة الجزيرة مساء اليوم الأحد بشأن التطورات في سوريا، ورداً على سؤال ما الذي تستطيع أن تقدمه دولة قطر لسوريا ما بعد نظام بشار الأسد؟، إن هناك 3 مسارات يمكن لدولة قطر أن تساهم فيها بفاعلية إذا وضعنا جانباً جوانب الدعم والمساعدات التي بدأتها قطر قبل "سوريا الجديدة" إن صح التعبير، حسب قوله، مضيفاً أن المسار الأول هو بناء دولة المؤسسات في سوريا بعد أن كانت طيلة السنوات الماضية دولة الفرد وليس هناك مؤسسات ولا توجد بها عدالة حقيقية، مشيراً إلى أن قطر ستعمل مع الجانب السوري على بناء هذه الدولة الجديدة بكياناتها ومؤسساتها.
وأضاف أن المسار الثاني، هو تقديم سوريا إلى المجتمع الدولي بصورة إيجابية والسعي إلى رفع العقوبات المفروضة عليها، والعمل مع أطراف دولية أخرى، فقطر لديها حضور إيجابي سواء في المؤسسات الدولية وعلاقاتها الكبيرة مع مختلف الدول الفاعلة في المجتمع الدولي، مشدداً على أهمية المسار الثالث ودائماً ما تؤكد عليه دولة قطر، وهو السيادة الوطنية وعدم التدخل في الشأن السوري والعمل على عدم تدخل أطراف خارجية في الشأن السوري والعمل مع القيادة الجديدة والشعب السوري على أن تكون القرارات المستقبلية قرارات سورية سورية بعيداً عن الإملاءات أو التدخلات الخارجية وهذه نقاط ومسارات مهمة جداً إذا نضجت بصورة إيجابية سستحمي هذا الكيان الذي يخطو خطوات إيجابية إلى الآن، مشيراً إلى انفتاح الإدارة السورية الجديدة الإيجابي على العالم الخارجي.
ورأى رئيس تحرير "الشرق" أن الإدارة السورية الجديدة تسير بخطى إيجابية في انفتاحها سواء في الداخل وتعاملها مع المختلفين معها أو في انفتاحها على الدول الأخرى، مشيراً إلى زيارات عدد من الوفود الأوروبية إلى دمشق، منبّهاً أنه لم يمض إلى الآن سوى شهر على الإدارة الجديدة في سوريا، ورغم ذلك هناك رسائل إيجابية ومواقف قدمتها تشير إلى أن سوريا المستقبل هي عامل مهم لاستقرار المنطقة والخليج، معتبراً أن سوريا الجديدة باستقلاليتها وعدم دخولها في أية محاور تتضرر منها الأطراف العربية، هي بحد ذاتها مكسب للجميع.
وقال إن الجميع سوف يسعى إلى إيجاد سوريا المستقرة، ودول الخليج ستتقدم هذا المشهد سواء فيما يتعلق بالدعم في صورته المتعارف عليه أو بإقامة مشاريع بحيث تستفيد منها الدولة السورية والشعب السوري....، مؤكداً أنه آن الأوان لكي يستفيد الجميع من دروس الماضي خلال الـ14 عاماً الماضية فيما يتعلق بالملف السوري، فالشعب السوري عانى الكثير واليوم هناك إدارة جديدة في سوريا يجب أن يدعمها الجميع دون تدخل أو إملاءات، وهذه قضية مهمة جداً....
وأكد الأستاذ جابر الحرمي أن المرحلة الحالية تتطلب من الجميع تقديم المصلحة العليا لشعوب المنطقة دون إملاءات أو اشتراطات وبدلاً من الدخول في محاور أو تجارب مؤلمة، مشدداً على أن دولة قطر لن تألو جهداً من أجل تقديم سوريا الجديدة إلى المجتمع الدولي والعمل على رفع العقوبات، مشيراً إلى زيارات عدد من المسؤولين الخليجيين والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي إلى دمشق، وهي رسائل إيجابية مفادها أن اليد الخليجية ممدودة إلى سوريا الجديدة.
وبشأن الانتقادات الغربية لسوريا، أكد رئيس تحرير "الشرق" أنه لا يحق للأوروبيين أن يقدموا محاضرات في حقوق الإنسان أو الأخلاق والحريات، فبعد 15 شهراً لا تزال غزة تُدك ولا توجد حقوق مرأة ولا حقوق طفل ولا حقوق إنسان، كل شئ تعرض للإبادة والغرب يمد الكيان الصهيوني بكل ما يملك من أسلحة بما فيها الأسلحة المحرمة دولياً، وبالتالي لا يحق للغرب أن يوجه دروساً لدمشق في سوريا الجديدة، حول حقوق المرأة أو الأقليات.
وتابع: الكيان الصهيوني يتحدث ليل نهار عن يهودية الدولة ولا أحد في الغرب يتحدث عن هذا الأمر، بالتالي الغرب سقط في الأخلاق وفي القيم ولا يحق له أن يقدم لهذه المنطقة بشعوبها الإسلامية هذه النظريات أو أن يربط مساعداته ودعمه بمدى البعد عن الجوانب الإسلامية....، مضيفاً أن المرأة في سوريا الجديدة نجدها وزيرة أو مسؤولة، منتقداً سعي الغرب لفرض إملاءاته، مستطرداً: وباعتقادي أن الجميع اليوم فهم المواقف الغربية ولن تنطلي مجدداً على المنطقة وشعوبها.
وبشأن موقف قطر من الأحداث في سوريا خلال السنوات الماضية ورهان الدوحة منذ البداية على الشعب السوري وخياراته وأنها لم تُعد علاقتها مع بشار الأسد منذ الثورة وحتى سقوطه؟ أعرب الأستاذ جابر الحرمي عن فخره بمواقف قطر، قائلاً: فخور وسعيد بمواقف قطر التي تنتصر دائماً لحقوق الإنسان ووقفت في الجانب الصحيح من التاريخ في هذه المرحلة ولم تساوم أو تفاوض على مواقفها أو على مبادئها أو على دعمها للشعب السوري، مضيفاً: طيلة 14 عاماً بدأتها قطر بالنصح لبشار الأسد منذ اللحظات الأولى وأوفدت كبار مسؤوليها إلى دمشق من أجل ثني بشار الأسد والقيادة السورية من استخدام الخيار الأمني في التعامل مع الشعب السوري ولكنه لم ينصت، متابعاً: ليست هذه المرة الأولى فقطر دائما تنظر إلى القيم والأخلاقيات ولا تساوم ولا تقبل أن يكون هناك ابتزاز لها في هذا الصعيد.
أخبار ذات صلة
مساحة إعلانية
0 تعليق