يمتلئ العالم من حولنا بأشياء كبيرة مفاجئة تبدو وكأنها ترتيبات لإدارة أمريكية مقبلة فى أعقاب إدارة جو بايدن المغادِرة.
ذلك أنه إلى أيام قليلة ماضية لم تكن الحرب الإسرائيلية على لبنان تظهر لها نهاية قريبة، ولكنها فجأة توقفت على أساس هدنة شهرين بين إسرائيل ولبنان بضمانة أمريكية فرنسية، وليس من الصعب أن تلمح وراء الهدنة أصابع الإدارة الأمريكية المرتقبة وهى تتحرك.
وما إن هدأت جبهة الحرب فى لبنان، حتى كانت الجبهة السورية المجاورة قد سخنت فجأة وبدون مقدمات!.. لقد استيقظت المنطقة على جماعات مسلحة تدخل مدينة حلب فى الشمال السورى، وتستولى على أجزاء كبيرة منها، ومن بعدها راحت تنطلق إلى ريف مدينة حماه، وقد جرى هذا فى ساعات وكأن الأرض قد انشقت عن هذه الجماعات بلا سابق إنذار!
وكان السؤال كالتالى: لماذا اشتعلت الجبهة السورية فجأة بعد هدوء الجبهة اللبنانية الإسرائيلية؟ ولماذا لم تشتعل قبل ذلك؟ ومَنْ وضع تحت يد الجماعات المهاجمة كل هذا السلاح والعتاد؟ ومَنْ فتح الطريق أمامها بهذا الشكل اللافت وغير المفهوم؟
إذا قال أحد إن هذا يمكن أن يحدث بعيدًا عن دائرة القرار الأمريكية الحالية أو المقبلة، فإن من واجبنا ألا نصدقه.. وقد سارعت إدارة بايدن وقالت شيئًا من هذا، ولكن منذ متى كانت هذه الإدارة تقول الحقيقة أو ما يشبه الحقيقة فيما يخص المنطقة؟
وعلى مستوى الحرب الروسية الأوكرانية خرج الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى فجأة ليقول إنه مستعد لوقف الحرب مع روسيا، وأنه فقط يطلب حماية من حلف الناتو للأراضى الأوكرانية فى مرحلة ما بعد وقف الحرب، وأن روسيا يمكنها أن تحتفظ بالأراضى الأوكرانية التى ضمتها لها، وأنه سوف يعمل على استعادتها بالتفاوض فى مرحلة لاحقة!
هذا تطور لافت بدوره، ولم يحدث من قبل على مدى هذه الحرب التى دامت أكثر من عامين أن أعلن الرئيس الأوكرانى مثل هذا الكلام.. فماذا جرى ليجعله يغير مما كان يقوله من قبل، ويخرج على العالم بما لم يكن يقوله فى أى مرحلة من مراحل الحرب؟
لا يمكن أن تكون إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب المرتقبة بعيدة عن هذا التطور، لأن ترامب كان قد أعلن عند فوزه أن لديه مشروعًا لوقف الحرب الروسية الأوكرانية.. ومن الواضح أننا من هنا إلى العشرين من يناير عندما تتسلم هذا الإدارة السلطة، سنكون على موعد مع الكثير من الجديد والمفاجئ معًا.
0 تعليق