صواريخ
الأربعاء 04/ديسمبر/2024 - 08:23 م 12/4/2024 8:23:37 PM
ليست صدفة انفجار الأوضاع فى سوريا لحظة اعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، بل إن البعض ذهب إلى أن تحذير رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو للرئيس بشار الأسد بعدم اللعب بالنار، كانت إشارة إطلاق شرارة حققت فيه هيئة تحرير الشام وبعض الفصائل المسلحة مكاسب على الأرض كبيرة، فى ظل انسحاب جيش النظام السورى بشكل يثير الدهشة والتساؤلات والمخاوف على مستقبل سوريا ووحدة أراضيها، بعد أن باتت سوريا مسرحًا دوليًّا لصراع القوى الاقليمية والدولية، وهدفًا ومغنمًا لدول كثيرة، وباتت أكبر بؤرة للصراعات العرقية والطائفية، ويأتى مكمن الخطورة فى توقيت انفجار الأوضاع الآن فى ظل انشغال روسيا التى تعد أكبر الداعمين للنظام السورى، بحربها مع أوكرانيا التى تشكل الأولوية القصوى لروسيا فى مواجهة حلف النيتو والغرب بشكل عام على المستوى العسكرى والسياسى والاستراتيجى، والحال نفسه ينطبق على إيران وحزب الله الذى حبت كثير من عناصره من سوريا فى مواجهته وحربه مع إسرائيل وإذا أضفنا التواجد والمصالح الأمريكية والتركية سوف نعى حجم الخطورة على سوريا.
المؤسف فى أحداث سوريا هو عدم وجود دور عربى موحد وفاعل فى كل ما يحدث على الأراضى السورية، مع أن الجميع يعى أن سقوط سوريا وتقسيمها يشكل خطورة على كل الدول المحيطة وعلى الأمن القومى العربى، ولا يخفى على أحد الآن أن التنظيمات الإرهابية التى تشكلت عقب الربيع العربى تحت مسمى داعش وغيرها تم بتوجيهات أمريكية وهذا باعتراف حمد بن جاسم آل ثان رئيس وزراء قطر الأسبق فى سلسلة حلقات فضائية سابقة أكد فيها أن تدريب وتسليح هذه الميليشيات كان على يد القوات الأمريكية ومن خلال تمويل خليجى، وهو ما جاء أيضًا فى مذكرات هيلارى كلينتون وزير الخارجية الأسبق عندما كشفت أن الربيع العربى كان يهدف تحقيق مشروع - برنارد لويس - أو ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد، الذى يهدف إلى تقسيم الدول العربية الكبرى إلى عدة دويلات صغيرة على أساس طائفى وعرقى، بحيث تصبح إسرائيل هى الدولة الأقوى والمستقرة فى المنطقة.. ومع أن كل خيوط المؤامرات على الدول العربية والشرق الأوسط قد تكشفت رسميًا سواء بالأحداث أو الوثائق، إلا أن السياسة الجمعية العربية ما زالت فى تشتت، ولم تعى دورس الحقائق الحية الموجودة فى العراق وفلسطين ولبنان واليمن وليبيا والسودان وانفجارها الآن بشكل يهدد وحدة سوريا.
الحقيقة أن ما شهدته المنطقة فى السنوات القليلة الماضية وتشهده سوريا الآن، يؤكد ويرسخ رؤية مصر فى كل خطواتها منذ 2011 وحتى الآن.. ويستدعى التحذيرات المتكررة للرئيس عبدالفتاح السيسى حول أهمية الحفاظ على مؤسسات الدولة باعتبارها الركيزة الأساسية فى الحفاظ على الدولة الوطنية وتماسكها وقوتها فى مواجهة كل التحديدات والمؤامرات سواء كانت خارجية أو داخلية، وإذا كانت مصر قد دفعت ضريبة باهظة من اقتصادها واستقرارها جراء الربيع العربى وفترة حكم الجماعة الإرهابية وقفزها على السلطة، إلا أن أهم المكاسب التى حققتها مصر من هذه التجربة، كان فى طغيان الشعور الوطنى ووعى وحرص المصريين على أهمية وضرورة الحفاظ على مؤسساتهم الوطنية وعلى رأسها القوات المسلحة والمخابرات والشرطة وغيرها من مؤسسات الدولة باعتبارها الضامن الحقيقى لعدم سقوط الدولة، وهو الأمر الذى دفع المصريين للالتفاف حول مؤسساتهم فى ملحمة وطنية كانت ذروتها فى الثلاثين من يونيو التى أدهشت العالم، وأسقطت كل السيناريوهات المعدة لمصر والسعودية وعدد من الدول العربية المستهدفة، فى دلالة بالغة على أن الدولة الوطنية تحيا وتستقر وتنمو بوحدة وتماسك شعبها وقوة مؤسساتها فى مواجهة أعتى التحديات.
حفظ الله مصر
0 تعليق