صدر اليوم عن سلسلة اقرأ العلمي والتي تتبع دارالمعارف للنشر والتوزيع كتاب "جينات المصريين" للكاتب والمترجم أحمد حسن.
قال الكاتب والمترجم أحمد حسن في تصريحات خاصة لـ"الدستور": يأتي كتاب "جينات المصريين" في وقت بدأت فيه نتائج الثورة العلمية التى حدثت في علوم البيولوجيا منتصف القرن الماضي في الظهور، إيذانًا بالولوج إلى عصر أخر جديد يعتمد على تشخيص المرض ووصف العلاج المناسب، وفق التركيب الجيني للإنسان، لتتحول استراتيجيات التشخيص الطبي وانتاج الدواء في العالم من انتاج دواء واحد يناسب الجميع، إلى دواء يتناسب مع الظروف الصحية لكل شخص على حدة. ما يتطلب معرفة ملموسة بمحتوى الجينوم المصري والأمراض ذات الصلة لتوجيه خدمات الوقاية والتشخيص والاستشارة الفعالة للأمراض الوراثية السائدة في مصر.
وتابع: "من أجل ذلك سعت مصر إلى إطلاق "مشروع الجينوم المرجعي للمصريين"، الأمر الذى يحمل معه الكثير من الوعود كما ينتظره الكثير من العقبات والتحديات على مختلف الأصعدة، الطبية والثقافية والقانونية والدينية".
وأشار حسن إلى أن الكتاب يسلط الضوء على أهداف هذا المشروع الذى يسعى إلى تعيين التسلسل الجينومي لدى 100 ألف مصري من البالغين الأصحَّاء، ونحو 8 آلاف شخص ممَّن تُحتمل إصابتهم بأمراض جينية، إضافةً إلى 200 من المومياوات المصرية القديمة. كما يسعى إلى إنشاء أول قاعدة بيانات جينومية شاملة في مصر وشمال إفريقيا.
ويتتبع الكتاب خريطة الأصول الجينية للمصريين، كما يفند المزاعم غير العلمية التى تدور الآن حولها؛ كما يرصد من خلال الخبراء والأبحاث الحديثة كيف نشأت الأمراض الوراثية عند المصريين القدماء، وأهمية فهم طبيعة الأمراض التي تعرضوا لها وحالتهم الصحية، ما يعد إضافة علمية كبيرة، تنعكس على فهمنا للحضارة المصرية القديمة.
ونتناول في هذا الكتاب المحطات الأولى لعلم الوراثة، بدءًا من أبو الوراثة العالم والراهب يوهان جريجور مندل، وانتهاءً بالثورة الكبرى التى حدثت في هذا المجال، عندما تمكن كل من جيم واطسون وفرانسيس كريك في سنة 1953، من التوصل إلى بنية الحمض النووي الريبي المنقوص الأكسجين المعروف اختصار (دي إن إيه)، والذى كان بمنزلة نقطة تحول علمية هائلة وضعت اللبنات الأولى لثورة علمية أدت إلى تغيير فهمنا للحياة وللأمراض الوراثية وآليات علاجها.
ويبرز من بين صفحات هذا الكتاب كيف حفزت ثورة البيولوجيا الحديثة العديد من الباحثين المصريين وشجعتهم على ارتياد هذا المجال الجديد. وكيف حمل هؤلاء الرواد على عاتقهم مهمة وقاية المصريين وعلاجهم من مخاطر وأضرار الأمراض الوراثية، الشائع منها والنادر أيضًا. ويستعرض الكتاب ضمن فصوله المختلفة مسيرة علوم وتطبيقات الوراثة المصرية على أرض الواقع في القرى والحضر، لقرابة 70 عامًا، وما واجههته وتواجهه من عقبات وتحديات، مع تسليط الضوء على نصائح وتوصيات الخبراء في هذا المجال من أجل حياة صحية أفضل للمصريين.
كما يسلط الكتاب الضوء على تأثير عادة زواج الأقارب وكيف تتسبب في نشوء العديد من الأمراض الوراثية، ولماذا يحتاج الوضع الحالي إلى تصميم العديد من الاستراتيجيات المختلفة من أجل رفع الوعي بتلك المخاطر ومواجهة العبء الصحي والاقتصادى الناجم عن هذه الأمراض وبيان سبل الوقاية والعلاج.
يذكر أن سلسلة اقرأ العلمي تصدر عند دار المعارف للنشر والتوزيع، يدير تحريرها الكاتب والطبيب أحمد سمير سعد، والمشرف العام على النشر: إيهاب الملاح، رئيس مجلس الإدارة: المهندس رزق عبدالسميع أحمد.
أما عن أحمد حسن
أحمد حسن أحمد بلح، كاتب ومترجم مهتم بقضايا العلوم والتنمية عمل في الفترة من 20 يونيو 2016 وحتى 31 مارس 2023، كبير المحررين العلميين في النسخة العربية لمجلة ساينتفيك أميركان.
مسؤول إعلامي في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والبرنامج الإقليمي للإيدز في الدول العربية في الفترة من 8 فبراير 2008 وحتى 31 ديسمبر 20، شارك في تأليف الدليل التدريبي للإعلاميين الإعلاميين الصادرة عن منظمة الإيسيسكو عام 2008، ترجم كتاب "أنقذوا الأرض" الصادر عن دار آفاق للنشر والتوزيع عام 2023.
ونال جائزة عبدالله المبارك الصباح لتبسيط العلوم عام 1995
0 تعليق