رجال المتحف الكبير

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الإثنين 06/يناير/2025 - 12:19 م 1/6/2025 12:19:07 PM

سعيد أنا أيّما سعادة بقائمة أسماء السادة أعضاء مجلس أمناء المتحف المصري الكبير وفق القرار الجمهوري الذي أصدره السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي قبل ساعات. كان من الطبيعي أن يصدر هذا القرار، خاصة ونحن نتهيأ للافتتاح الرسمي للمتحف، بعد أن تم افتتاحه التجريبي أمام الجمهور. ولكن، وجه السعادة الحقيقي هو قائمة الأسماء التي وردت في القرار الجمهوري التي ضمّها مجلس الأمناء.
  ضم التشكيل عددا من الشخصيات المرموقة محليا  و دوليا، فمن غير المصريين نعرف البعض وننتظر من قنواتنا الإعلامية أن تعرفنا بالباقين، مع إبراز دورهم في العمل الحضاري والإنساني العالمي عامة وجهود تأسيس المتحف الكبير خاصة. نحن مثلا نعرف الكثير عن سمو الأمير سلطان بن سلمان أول رائد فضاء عربي والحاصل على درجة الماجستير في العلوم السياسية والاجتماعية من جامعة سيراكيوز الأمريكية، وهو رئيس هيئة الفضاء السعودية، وهو أيضا الرئيس المؤسس لنادي الطيران السعودي وفي هذا السياق له كتاب باسم " طائرة من التاريخ ".
  نعرف من بين الأعضاء غير المصريين أيضا الشيخ طحنون بن زايد آل سلطان نائب حاكم أبو ظبي، مستشار الأمن الوطني الإماراتي، وللرجل باع كبير في العمل الشبابي والأمني والثقافي على المستويين المحلي الإماراتي والإقليمي العربي. كما يمثّل مع سمو الشيخ محمد بن زايد وأشقائهما امتدادا لمسيرة الود والمحبة التي تجمع الشعبين المصري والإماراتي وفق وصية المغفور له سمو الشيخ زايد لأبنائه قادة الإمارات العربية المتحدة.
 أما من المصريين وهذا هو بيت القصيد الذي عنيته في عنوان المقال، فإن معظم الأسماء الواردة في القرار الرئاسي لها حيثية واعتبار، ليس فقط على المستوى المهني، وإنما على المستوى الإنساني. فأن يضم مجلس الأمناء اسم الوزير الفنان فاروق حسني فهو تقدير من الدولة لجهد الرجل الذي يعتبره كثيرون - وأنا منهم - الرجل الثاني في صياغة هيكل الثقافة المصرية الحديثة بعد الراحل العظيم دكتور ثروت عكاشة. وكم كان حسنا ومن باب الوفاء أن تقر الدولة له بفضل المبادرة إلى إنشاء المتحف الكبير إبّان كان وزيرا للثقافة.  
  وفي القائمة أيضا أسماء لشخصيات جاءت بحكم مناصبها الوزارية كوزراء السياحة والثقافة والمالية، وشخصيات أسهمت خلال توليها المسئولية رسميا في مسيرة إنشاء المتحف كالدكتور زاهي حواس والدكتور خالد عناني، والدكتورة غادة والي وزيرة التضامن السابقة والمسئولة الأممية حاليا. تشكيل يليق بمصر ويعكس تحضّرها، تماما كما يعكس المتحف حضارتها. 
   فضيلة الوفاء يعكسها أيضا هذا القرار، فكل من أسهم بجهد لصالح الوطن وأخلص فيه، فهو في قلب الأمة ووجدانها، كما أنه في ذهن القيادة التي تعرف للناس أقدارها وتحفظ لهم الود وتصون الجميل. وأي جميل كهذا الذي يؤديه المسئول لوطنه ليؤسس صرحا كهذا الذي نترقب افتتاحه الرسمي، بعد أن هيّأت الدولة لمحيطه قدرا كبيرا من إعادة الهيكلة والتنظيم لتليق المنطقة كلها باسم مصر حين يأتيها السائحون من كل بلاد الدنيا ليشاهدوا آثار أمة متحضرة وتحتضنهم أهراماتها أعجوبة أعاجيب الدنيا الخالدة إلى اليوم.
 و تبقى لنا كلمة حتى تكتمل الصورة وتكون في أبهى حُلة لاستقبال محبي الآثار المصرية، إذ نأمل أن يكون هناك عناية كافية بالعاملين في مجال السياحة في محيط الهرم والمتحف الكبير. كما أتمنى أن تكون هناك وسيلة لمعاقبة كل من تسوّل له نفسه الإساءة للوطن بتصرفات تضايق ضيوفه أو تنغص عليهم زيارتهم من العاملين بالمنطقة سواء من حيث ملبسهم، أو شكل مركباتهم، أو توعيتهم بطريقة التعامل المُثلى مع السياح. وفي هذا نحن نعول على جهود شرطة السياحة والآثار الذين ينبغي أن يُنتقى أفرادها على عين من حيث المظهر والثقافة واللغة والتدريب والكفاءة المهنية والكفاية المالية حتى يتصدوا بتجرد للمخالفات التي قد تطرأ من قبل بعض العاملين في المنطقة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق