أكاديميون لـ "الشرق": نظرة المجتمع تعوق إقبال الشباب على مهنة التمريض

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

محليات

0

تحدٍ يواجه القطاع الصحي..
07 يناير 2025 , 07:00ص
alsharq

مهنة التمريض

❖ غنوة العلواني

على الرغم من الجهود الحثيثة التي تبذلها الدولة لاستقطاب الطلبة إلى المهن الطبية، لا يزال الإقبال على كليات التمريض ضعيفاً، خاصة بين الطلبة الذكور، الذين يتجنبون الانخراط في هذه المهنة الإنسانية. ويُرجع عدد من الخبراء والمتخصصين ذلك إلى عدة عوامل، أبرزها النظرة المجتمعية السلبية وصعوبة ظروف العمل، حيث يعتبر البعض أن مهنة التمريض تناسب الفتيات أكثر. كما يُضاف إلى هذه الأسباب طول ساعات العمل ووجود بدائل أخرى تجذب الشباب إلى تخصصات مختلفة.

وقد أكد الخبراء في تصريحات لـ «الشرق» أن مهنة التمريض، على الرغم من كونها من أهم المهن الطبية المساندة، ما زالت تشهد عزوفاً ملحوظاً من الشباب. إذ لا تزال نسبة التحاق الذكور بكليات التمريض دون المستوى المأمول، مقارنة بالإناث، مما يعكس وجود فجوة بين العرض والطلب. ويأتي هذا في وقت يشهد فيه القطاع الصحي في قطر حاجة متزايدة إلى عدد كبير من الممرضين المؤهلين لتلبية احتياجات الجهات الحكومية والخاصة.

وقالت الدكتورة بتول خليفة، أستاذة بجامعة قطر، إن مهنة التمريض تُعد من المهن الإنسانية النبيلة التي لا غنى عنها في القطاع الطبي. وأشارت إلى أن القطاع الصحي في الدولة يحتاج دائماً إلى ممرضين وممرضات من الجنسين للعمل في مختلف المنشآت الصحية.

    - نظرة مجتمعية سلبية

وأكدت أن الجامعات تبذل جهوداً كبيرة لتشجيع الطلبة على الانخراط في التخصصات الطبية، وخاصة التمريض، إلا أن هناك عزوفاً ملحوظاً من قبل الطلبة الذكور عن هذه المهنة الإنسانية. وأرجعت ذلك إلى النظرة المجتمعية التي لا تزال تؤثر على اختيارات الطلبة وميولهم، بالإضافة إلى صعوبة ظروف العمل بعد التخرج، مثل طول ساعات الدوام ومشقة العمل في المنشآت الصحية.

وأوضحت أن الدولة تقدم حوافز وتشجيعات للطلبة للالتحاق بكليات التمريض وتسهّل دخولهم إلى هذا المجال، إلا أن بعض الطلبة يختارون بدائل أخرى تُعتبر أقل تحدياً من حيث طبيعة العمل. ولهذا، شدّدت على أهمية توعية طلاب المرحلة الثانوية بأهمية مهنة التمريض ودورها الحيوي، بهدف استقطاب أكبر عدد ممكن من الطلبة الذكور إلى هذا التخصص الذي يُعد من الركائز الأساسية للقطاع الطبي.

20250107_1736198004-834.jpg?1736198004

    - حاجة ماسة لاستقطاب الذكور

بدوره، أكد الدكتور أحمد الساعي، الأكاديمي وأستاذ جامعة قطر، أن هناك حاجة ماسة لاستقطاب الطلبة الذكور للدراسة في كليات التمريض، مشيراً إلى أن هذا القطاع الطبي الحيوي يحتاج دائماً إلى ممرضين وممرضات من الجنسين من خريجي الجامعات في قطر.

وأوضح الدكتور الساعي أنه على الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة والتسهيلات التي تقدمها مؤسسات التعليم العالي لجذب الطلبة إلى هذا المجال، إلا أن الطلبة الذكور يبتعدون عن تخصص التمريض. وعزا ذلك إلى عدة أسباب، من بينها عدم رغبتهم في الانخراط في هذه المهنة بعد التخرج نظراً لصعوبة ظروف العمل، مثل نظام المناوبات الطويلة، بالإضافة إلى عدم كفاية الحوافز المادية. كما أشار إلى تأثير النظرة المجتمعية السلبية التي قد تدفع الشباب لاختيار بدائل مهنية أخرى تُعتبر أكثر قبولاً اجتماعياً من وجهة نظرهم.

وأضاف الدكتور الساعي أن العديد من الذكور ينظرون إلى مهن أخرى، مثل الطب والهندسة والتدريس، على أنها ذات قيمة اجتماعية أعلى مقارنة بمهنة التمريض، وهو مفهوم خاطئ يجب تصحيحه. ودعا إلى بذل مزيد من الجهود لتغيير هذه العقلية السائدة، مشيراً إلى أن ارتباط مهنة التمريض بصورة نمطية محددة وبالجانب التقني فقط أدى إلى تقليص إقبال الذكور عليها.

    - مهنة إنسانية رائدة

أكدت الدكتورة فائزة أحمد، أستاذة بجامعة قطر، أن مهنة التمريض تُعد من المهن الإنسانية الرائدة التي ينبغي تشجيع الشباب من الجنسين على دراستها والانخراط فيها. وأشارت إلى أن الطلبة الذكور ما زالوا يواجهون صعوبة في اختيار دراسة التمريض، حيث يعتقدون أن هذا التخصص يناسب الفتيات أكثر، إلى جانب تأثير النظرة المجتمعية التي تُشكل عائقاً أمامهم، فضلاً عن عدم توفر الحوافز المادية الكافية.

وأوضحت الدكتورة فائزة أن القطاع الصحي، سواء في الجهات الحكومية أو الخاصة، بحاجة ماسة إلى كوادر تمريضية مؤهلة، مؤكدة أن الجامعات الوطنية تقدم برامج تعليمية متقدمة وعالمية المستوى في مجال علوم التمريض. كما أشارت إلى توفر أكثر من جامعة ومؤسسة تعليمية تتيح الفرصة للطلبة من الجنسين لدراسة هذا التخصص المهم، إلا أن هناك حاجة ملحة إلى مزيد من التشجيع وتسليط الضوء على أهمية هذه المهنة وتأثيرها الإيجابي على المدى البعيد.

وأضافت الدكتورة فائزة أن مهنة التمريض تسهم بشكل كبير في تحسين حياة المرضى وتقديم الرعاية للمحتاجين، حيث يجد من يعمل في هذا المجال نفسه يعيش تجربة إنسانية يومية، يكرّس حياته من خلالها لخدمة الآخرين. ووصفت هذه التجربة بأنها إيجابية وممتعة، إذ تمنح الإنسان هدفاً إنسانياً سامياً يسعى لتحقيقه.

    - تعزيز الوعي بأهمية التمريض

تعمل كلية التمريض في جامعة قطر على استقطاب القطريين والقطريات من خلال مجموعة من المبادرات التي تهدف إلى تعزيز الوعي بأهمية مهنة التمريض وتشجيع الطلاب على الانخراط في هذا المجال الحيوي.

وتشمل أبرز محاور خطة الكلية التوعية والتثقيف من خلال تنظيم حملات توعية داخل المدارس لتسليط الضوء على دور التمريض في النظام الصحي، وأهمية الممرضين والممرضات في تحسين جودة الرعاية الصحية في قطر.

وتقدم الكلية من خلال الجامعة منحًا دراسية خاصة للطلاب القطريين، ما يشجعهم على الانضمام للبرنامج ويخفف من الأعباء المالية التي قد تواجههم خلال مسيرتهم التعليمية.

وتقوم الكلية بتعزيز التعاون مع الجهات الحكومية ممثلة في وزارة الصحة والمؤسسات الصحية في قطر لضمان توظيف خريجي الكلية في المستشفيات والمراكز الصحية الوطنية فور تخرجهم.

وتهتم الكلية بتوفير برامج تدريب وتطوير مهني متخصصة تهدف إلى تعزيز مهارات الطلاب القطريين والقطريات، ما يتيح لهم فرصًا مميزة في مجال التمريض. وتسعى الكلية من خلال هذه الخطوات إلى زيادة نسبة الطلبة في مجال التمريض وتعزيز الدور الوطني في تحسين جودة الرعاية الصحية في قطر.

أخبار ذات صلة

مساحة إعلانية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق