دشنت وزارة الثقافة، اليوم، البرنامج الثقافي لعام 2025، واستهلته بتنظيم /الأصبوحة الثقافية/ تحت عنوان /شعراء قطر.. سير وعبر/، حضرها جمع من شعراء وشاعرات قطر.
وتتواصل فعاليات البرنامج على مدار العام الجاري، بتناول جوانب ثقافية وفنية متنوعة، يقدمها نخبة من المبدعين في قطر، بهدف إثراء المشهد الثقافي، انطلاقا من رؤية الوزارة.
وشارك في /الأصبوحة الثقافية/ الباحثان في التراث والشعر علي عبدالله الفياض، وعلي شبيب المناعي، اللذين تناولا مسيرة الشعر في قطر بنوعيه الفصيح والنبطي، مستعرضين أعلامهما قديما وحديثا.
وقرأ الباحثان، خلال الفعالية التي أدارها السيد جمال فايز مستشار ثقافي بإدارة الثقافة والفنون في وزارة الثقافة، عددا من قصائد شعراء قطر، وسط تفاعل كبير من الجمهور، لاسيما من أصحاب الذائقة الشعرية.
وأكد السيد جمال فايز، في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ أن اختيار الشعر لتنطلق به /الأصبوحة الثقافية/ ضمن البرنامج الثقافي لهذا العام، جاء نظرا لما للشعر من مكانة كبيرة في المجتمع، وما يحظى به من تفاعل كبير في أوساط الجمهور، لاسيما وأن قطر تزخر بنخبة من الشعراء، أنتجوا قصائد مميزة في الشعر الفصيح والنبطي، لايزال يصدح بها كثيرون.
وقال إن البرنامج يتضمن جزأين، هما: /الأصبوحة الثقافية/ و/اكتسب مهارة/ ويأتي ضمن الموسم الثقافي للوزارة لعام 2025، ويعد من البرامج الجديدة التي تنظمها إدارة الثقافة والفنون، وسيقام شهريا، بواقع فعاليتين، مشيرا إلى أن /الأصبوحة الثقافية/ يهدف إلى التعريف بالفنون الأدبية والفنية المختلفة في قطر، وأبرز أعلامها قديما وحديثا، وأنها سوف تتواصل على هذا النحو، لتشمل فنونا أخرى مثل الموسيقى والتصوير، وغيرهما من مجالات الإبداع المختلفة.
وأضاف أن الجزء الآخر من البرنامج /اكتسب مهارة/ يستهدف تقديم الأساسيات الأدبية والفنية للمهتمين والمعنيين، من خلال ورش تدريبية، سيتم تنظيمها تباعا، مثل مهارات التحدث أمام الجمهور، وأساسيات التصوير والكتابة الأدبية بشكل عام، بالإضافة إلى كيفية التعامل مع الذكاء الاصطناعي في رحاب الثقافة، وغيرها من الورش التي سيتم تقديمها للعاملين في قطاع الثقافة بالوزارة، فضلا عن الدارسين والمهتمين بالفنون الأدبية والفنية.
وحول مسيرة الشعر الفصيح في قطر، أكد الباحث علي عبدالله الفياض، خلال /الأصبوحة الثقافية/ أن قطر تزخر بجيل رائد من شعراء الفصحى، الذين نظموا قصائد كثيرة، وواصل على دربهم الشعراء المعاصرون، حيث شكلت لهم جميعا البيئة القطرية مصدرا للإبداع، فنهلوا منها، وكانت إثر ذلك محورا رئيسا في إنتاجهم.
وقال إن الشعر تخلل مجالس أهل قطر منذ القدم، حيث كان الشعراء ينظمون قصائدهم في المجالس، والتي كانت أشبه بـ/النوادي الثقافية/ القائمة اليوم، متوقفا بالشرح والتحليل عند قصائد شاعري الفصحى محمد بن حسن المرزوقي، وماجد بن صالح الخليفي، الذي نظم أيضا شعرا نبطيا.
وتطرق الفياض إلى ذكر اسم قطر في قصائد الشعراء العرب القدماء، وأن أقدم من ذكرها من الشعراء، كان الشاعر الجاهلي المثقب العبدي، بالإضافة إلى الشاعر عبدة بن الطبيب التميمي، الذي عاصر الجاهلية والإسلام. مؤكدا أن أربعة من شعراء العصر الأموي ذكروا قطر أيضا في قصائدهم، هم جندل بن المثنى الطهوي، وأبو النجم العجلي، والراعي النميري، وجرير، كما ذكرها شعراء العصر العباسي، ومنهم الشاعر علي بن المقرب العيوني.
ومن جانبه، توقف الباحث علي شبيب المناعي عند أعلام شعراء النبط في قطر، وعلى رأسهم المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني "طيب الله ثراه"، مؤكدا أن أرض قطر منذ القدم كانت واحة للشعر والشعراء.
وذكر عددا آخر من أعلام الشعر النبطي في قطر، منهم عبدالله بن صالح الخليفي، وصالح بن سلطان الكواري، وسعيد بن سالم المناعي، وتوقف عند الشاعر محمد بن عبدالوهاب الفيحاني، الذي وصفه بأنه علم من أعلام الإبداع في قطر، ودول الخليج العربية، وأنه صدحت بأشعاره الركبان، كما تغنت على وقع قوافي قصائده الأفئدة والمهج، فأسمع صدى هذه الألحان في عصره القاصي والداني، لما حملته من خصال عربية وإنسانية حميدة.
وقال المناعي إن كل هؤلاء الشعراء وغيرهم جعلوا من البيئة القطرية زادا لقصائدهم، فنهلوا منها أشعارهم، والتي تناولت أيضا أغراضا شعرية أخرى، استمدوها من الحياة الاجتماعية في قطر، ما يعد تأكيدا على أن الشاعر ابن بيئته، يستمد منها موضوعاته الأدبية.
0 تعليق