يوضح الدكتور إبراهيم الفقي في كتابه "حياة بلا توتر" أن أحاسيسنا تتغير وتتقلب كما يتقلب الجو وهي تبدو كقطار الملاهي الذي يصعد ويهبط، وهي تختلف كألوان قوس قزح، فمن الممكن أن يبدأ يومك وأنت تشعر بالسعادة ثم يحدث شيء ما يعكر صفوك ثم يحدث شيء ما يسعدك.
تتغير أحاسيسنا تبعًا للمواقف والظروف، فعندما نسمع أو نرى شيئًا ما أو نتذوقه أو نشم رائحة معينة كل ذلك يؤدي إلى تغيرات في أحاسيسنا وعلى سبيل المثال، لو قمت بدعوة بعض الأشخاص على العشاء في أحد المطاعم وكان كل شيء على ما يرام، وعند وصولك إلى المطعم اكتشفت أن الحجز قد ألغي، وبعد ذلك استطاع مدير المطعم أن يدبر لك مكانا آخر، ولكن عامل الخدمة لم يكن على المستوى المطلوب من الذوق. وهكذا نجد أن أحاسيسنا تتغير من لحظة إلى أخرى ومن موقف إلى آخر.
وفي السطور التالية نتناول بعض الأفكار التي وردت في كتاب حياة بلا توتر لدكتور ابراهيم الفقي:
- كل منا كان ضحية للشعور بالضيق في وقت ما في حياته، ونحن أيضًا سجناء العواطف والأحاسيس السلبية التي تكون في صورة خوف أو حزن أو ألم، وهناك بعض الناس الذين يحاولون الهرب من مشاكلهم بتعاطي المخدرات أو التدخين أو الشراهة في الأكل أو حتى مشاهدة التلفاز لفترات طويلة، هذه العادات السلبية تعطي الشخص مهربًا مؤقتًا لكن آثارها السيئة تكون أكبر بكثير على المدى الطويل
- يقول أوسكار وايلد " ثمة مصيبتان في الحياة الأولى ألا تحصل على ما تريد والثانية أن تحصل عليه دون الاستمتاع به"
- الإنسان يبحث دائمًا عن المزيد في هذه الدنيا، المزيد من المال، المزيد من المناصب، المزيد من السعادة والنجاحات، المزيد من الجمال والحسن كما هو عند المرأة تحديدًا، وهذا ما يجعله يقوم بمقارنات بينه وبين الآخرين وهو ما يجعله يشعر بالقلق
- القلق هو حالة توتر شاملة ومستمرة نتيجة توقع خطر فعلى أو محتمل يصاحبه خوف غامض وأعراض جسمية ونفسية
- أنواع القلق: قلق اجتماعي ينشأ من الاحتكاك والإحباط في علاقات اجتماعية
قلق شخصي ويتعلق بذات الشخص، وينقسم الى قلق واقعي له مبرراته، وقلق عصبي وهو أخطر أنواع القلق وقلق أخلاقي ينشأ عن الضمير
طالما أن القلق هو توتر شامل، فما هي أسباب التوتر؟
- الأفكار المكبوتة: آلام وفشل الماضي والخوف من المستقبل
- الرغبات والاحتياجات والتوقعات التي لم تلبى في مجال العلاقات، الانجازات الممتلكات، الشهرة،محبة الآخرين
- العوامل الوراثية، تلعب دورًا واضحًا في القلق النفسي خاصة مرض الفزع
درجات التوتر:
- توتر بالغ الشدة يحدث للإنسان نتيجة حادثة ذات أثر كبير على الفرد كوفاة أحد المقربين أو فسخ علاقة مهمة أو إصابة بمرض خطير
- التوتر الشديد وهو توتر يصاحبه أحيانًا تغيير العمل أو التخصص الدراسي
- التوتر المعتدل وهو توتر يحدث نتيجة مشاكل دراسية أو مشاكل في العمل
- التوتر الضعيف يحدث نتيجة بعض الظروف العائلية أو تغيير عادات الطعام أو اتباع حمية غذائية
أعراض التوتر:
- نفسية: الشعور بالعصبية، الخوف، عدم الإحساس بالراحة، فقدان الشهية أو زيادتها، الأرق، ضعف التركيز، الضحك أو البكاء بدون سبب
- فسيولوجي: خفقان القلب، مشاكل التنفس، رعشة في اليدين، آلام في الصدر، برودة في الأطراف، اضطرابات في المعدة
لتجنب التوتر اتبع ما يلي:
- الراحة والاسترخاء وعدم إجهاد النفس بما لا تستطيع تحمله
- تنظيم ساعات النوم والراحة، الشخص الطبيعي يحتاج من 7-8 ساعات نوم يوميًا
- اتباع عادات صحية وسليمة في الغذاء
- اطرد الهموم في دقائق ولا تمنحها الفرصة لتدميرك
الضغط يشبه البخار المضغوط في إناء محكم إذا لم يجد منفذًا لخروجه فإنه يصيب الفرد بمرض أو أكثر مثل قرحة المعدة، ارتفاع ضغط الدم، الذبحة الصدرية، الصداع، القولون العصبي
غليان الدم في العروق.. حقيقة
قامت عالمة النفس الأمريكية كاشلين لولر بإجراء تجربة عن أثر الضغو ط على عدد كبير من الطلاب، فوجدت أن مجرد التفكير أو التحدث عن معاني الإساءة والخيانة التي يتعرض لها الإنسان لدقائق معدودة يؤدي إلى تغيرات ملحوظة في ضغط الدم ومعدل النبض ومستوى التوتر العضلي والنشاط الكهربي في الجها ز العصبي مما ينتج عنه ضخ عدد من الهرمونات والنواقل العصبية فيما وصفته بحالة غليان الدم في العروق!
يقول دكتور بريل "إن أي مؤمن حقيقي لن يصاب بمرض نفسي".
إذا ناولك أحدهم كوب ليمون، فأضف إليه حفنه من سكر، وإذا أهدى لك ثعبانًا فخذ جلده الثمين واترك الباقي، وإذا لدغتك عقرب، فأعلم أنه مصل واق ومناعة حصينة ضد سم الحيات
من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى التعاسة هي البعد عن الله سبحانه وتعالى، إذا كنت تشعر بالملل، الضيق، الكآبه، الحزن فأعلم أن هنك تقصيرًا في حقوق الله عليك فابدأ بمراجعة حساباتك مع الله وحاول أن تسد الخلل في علاقتك بالله ثم بعلاقتك بالناس، البعد عن الله يعطي إحساسًا بعدم الطمأنينة وعدم الراحة وتأنيب الضمير مما يؤدي إلى التعاسة.
وللحديث بقية.
0 تعليق