هل كان قرار سحب الجناسي الفوري لزوجات الكويتيين بقرار غير مدروس من كل جوانبه، ام هو انتصار لبنات الكويت لكي لا يفوتهن قطار الزواج؟
قطعاً لا هذا ولا ذاك، فالكويتية بنت البلد لا يزال مكانها محجوزاً و محفوراً في قلوب الشباب، وتبقى هي الاولى، وهي الاولوية، ولن يتخلى الشباب عن ابنة بلدهم مقابل الاقتران باخرى اجنبية.
لكن في المقابل غالبية الزيجات بالاجنبيات تأتي خارج الاسباب والاعذار التي يسوقونها، وتبقى البنت الكويتية مفضلة، ولا علاقة لاسباب العنوسة التي يتحدثون عنها للزواج باجنبية، انما الشروط القاسية التي يفرضها الاباء على خطيب بنتهم، خصوصا المهر والوضع الاجتماعي، والوظيفة، والمؤهل العلمي، واخر الاسباب الخلاف المذهبي، رغم تزايد الوعي والثقافة والتسامح، وما يقال في الامثال ان الزواج قسمة ونصيب، ليس الا من قبيل الاعذار، لان عدد الكويتيات المتزوجات من اجانب يزيد عن اعداد الزوجات الاجنبيات من الكويتيين.
لقد باتت مسألة سحب الجنسيات الوجبة الاكبر في الاعلام، الاجنبي والعربي، ومواقع التواصل الاجتماعي، فهناك من استغل المسألة لينال من سمعة الكويت ويتهمها بالعنصرية.
استاذنا العزيز، الكاتب، الديبلوماسي العريق،واول امين عام لـ"مجلس التعاون الخليجي"، كتب اخيراً مقالة علق فيها على مسألة سحب جنسيات الزوجات الاجنبيات، وهنا استقطع بعض ما كتبه الاستاذ عبدالله بشارة للاهمية، ماذا: قال: "ان كان هناك خطأ في الاجراءات، فيجب عدم تحميل زوجات الكويتيين اثقاله وافرازاته".
يضيف: "الزوجات لم يرتكبن خطأً، ولم يسهمن في تشويه صورة الكويت، والاضرار بسمعتها العطرة عالمياً" (انتهى الاقتباس).
اذن ماذا حدا بالحكومة كي تندفع بسحب الجناسي في خبطة كانت كافية لتكون الكويت في واجهة الاعلام العربي. والاجنبي، هل كانت الكويت في حاجة الى تلقي الاساءات في ظرف تعمل بهدوء كي تتفرغ للداخل؟
قرار سحب الجناسي بكل اشكاله كان خطأً، فسحب جنسية مواطن واحد يبقى تأثيره كبيراً، فما البال بآلاف، فالسحب قائم ولم يتوقف، والمصيبة سحب جناسي فنانين يتمتعون بالحب والاعجاب داخل وخارج الكويت، السحب هنا خسارة للكويت. فناً ومكانة.
الكويت بحجمها وبسكانها لم يكن السحب عائقاً امام التطور بل لعل السحب لا يزال يحتاج الى التوقف، واعادة مراجعة وتصحيح كي لا نكون فرجة للعالم.
الكويت لا تعيش في عالم منعزل، بل في عالم ينظر اليها بعين
المتربص والريبة.
تصحيح اخطاء السحب بالحقوق المعاشية والوظيفية لا يقاس بسحب الهوية، فالحكومات بعد ستين سنة عاجزة حتى اليوم، عن غلق ملف"البدون"، وتفتح على نفسها "بدون" اخر؟
صحافي كويتي
0 تعليق