محليات
0
❖ نشوى فكري - محمد الجعبري
■ أنشطة صفية وخارجية لتعزيز القيم لدى الطلبة
■ المعلم صانع الأجيال وحامل لواء الهوية الوطنية
■ جهود كبيرة تقوم بها وزارة التربية لترسيخ الهوية
أكد عدد من الأكاديميين والتربويين، أهمية دور المعلم في غرس قيم الهوية الوطنية في نفوس الطلاب، مشددين على ضرورة توفير التدريب اللازم لهم لتمكينهم من تصميم وتنفيذ أنشطة تعليمية فعالة تساهم في بناء هوية وطنية قوية لدى الطلاب.
وقالوا لـ "الشرق" إن ترسيخ الهوية الوطنية ليس مجرد مادة دراسية، بل هو عملية مستمرة تتطلب تضافر جهود كافة مؤسسات المجتمع، بدءًا من الأسرة وصولًا إلى المؤسسات التعليمية والإعلامية، مشددين على أن الحاجة ماسة لتوعية العديد من المعلمين بقيم الهوية الوطنية وأهميتها.
وأشاروا إلى أن موضوع ترسيخ هوية المجتمع للأجيال القادمة، تعتبر قضية أمن قومي في حقيقة الأمر بالنسبة لأي مجتمع، كما انها من القضايا عظيمة الشأن التي تتطلب تضافر جهود كافة مؤسسات المجتمع الرسمية وغير الرسمية في معالجتها.
واقترحوا تدشين مشروع قومي بقيادة فريق من الخبراء والتربويين ومثقفي المجتمع القطري، بغرض وضع استراتيجية متكاملة لقيم الهوية الوطنية، وصياغة مصفوفة تفصيلية واضحة لها، بحيث تكون ملزمة ومدعومة في كافة مؤسسات التربية الرسمية وغير الرسمية في المجتمع القطري، مشددين على ضرورة إعادة النظر في الاطار القومي للمناهج القطرية وضرورة دمج قيم الهوية الوطنية فيه بحيث تكون في القلب منه. كما أقترحوا ضرورة عمل برنامج وطني توعوي للمعلمين الجدد المستقطبين من الخارج، بحيث يكون شاملا لقيم المجتمع القطري والعادات والتقاليد، منوهين بضرورة تكاتف الجهود لعمل هذا البرنامج وضمان تنفيذه في المدارس، لضمان تربية النشء وإعدادهم لمستقبل واعد لقطر.
وأكد تربويون أن المدارس الحكومية تقوم بدور كبير في هذا الجانب من خلال المناهج الدراسية والتي تعمل على تعزيز قيم المجتمع القطري داخل نفوس الطلاب، مثل التاريخ واللغة العربية والتربية الإسلامية، حيث تعتمد هذه المناهج في جميع المراحل الدراسية على دعم قيم وأخلاق الدين الإسلامي الحنيف، مشيرين إلى أن المناهج الدراسية تتضمن الكثير من خطابات صاحب السمو الأمير المفدى، وهي الخطابات التي ترتكز على قيم الدين الإسلامي والاخلاق العربية الأصيلة. وبينوا أن المدارس الخاصة في حاجة ماسة إلى الاهتمام بهذا الجانب مع التركيز عليه بشكل كبير، مشيرين إلى أن دور المدرسة لا يقتصر على عملية تلقي العلوم الأدبية والعلمية فقط، بل إن دورها الرئيسي هو العمل وفق رؤية موحدة ومنسجمة مع باقي مؤسسات الدولة لتخريج أجيال مؤمنة بوطنها تعمل على رفعته ورفع رايته عالية خفاقة كل في قطاع عمل أو تخصص.
- د. لطيفة المغيصيب: تفعيل فرص التعاقد مع معلمين من دول الخليج
ثمنت الدكتورة لطيفة المغيصيب - رئيس قسم التربية الفنية بجامعة قطر، جهود مجلس الشورى في مناقشة دور المعلم في تعزيز الهوية الوطنية، مؤكدة أن دولة قطر تحرص على تنشئة أبنائها تنشئة إسلامية محافظة على العادات والتقاليد والهوية القطرية، سواء من خلال مناهجها الدراسية او الأنشطة التعليمية والفعاليات المدرسية والمؤتمرات والندوات والأنشطة المجتمعية، أو من خلال سن بعض القوانين كالحفاظ على الزى الرسمي اثناء العمل.
وقالت إن الدولة حرصت أن تكون اللغة العربية هي اللغة الرسمية في المعاملات والخطابات الرسمية في المؤسسات التعليمية، مشيرة إلى أنه مع تزايد اعداد المتعلمين ونقص اعداد المعلمين القطريين لاسيما الذكور، وفي بعض التخصصات، الامر الذي استوجب استقطاب معلمين من جنسيات وثقافات مختلفة، مما قد يؤثر على ثقافات وقيم الطلاب.
وأكدت د. المغيصيب أنه لابد أن تقدم وزارة التربية والتعليم للمعلمين المستقطبين من الخارج، بعض البرامج والورش التأهيلية لتوعيتهم بهوية المجتمع القطرية وقيمه وعادات وتقاليده، ويمكن ايضا تفعيل فرص الإعارة والانتداب والتعاقد لمعلمي دول الخليج العربي للتقارب الثقافي، والمكاني مع تقديم بعض المزايا للمعلمين لتشجيعهم على التقديم للعمل.
واقترحت أنه يمكن طرح بعض الأنشطة والمسابقات التى يتشارك فيها المعلم مع الطلاب لتعزيز الهوية الوطنية، ليبحثوا ويقرأوا ويتبادلوا الآراء للوصول إلى أفضل النتائج للمساهمة في ذلك، مشددة على أهمية تشجيع القطريين على الالتحاق بمهنة التعليم، سواء من خلال زيادة الحوافز والضمانات الوظيفية أو من خلال بث قيم عظمة مهنة التعليم وثواب المعلمين للطلاب في المدارس، والجامعات، إلى جانب التوعية الإعلامية والمجتمعية لذلك.
- د. صالح الإبراهيم: تنظيم فعاليات تحتفي بالتراث القطري
أكد التربوي الدكتور صالح الإبراهيم، أن المدرسة لديها جزء كبير ومسؤولية عميقة في غرس قيم الولاء للوطن، لدى النشء الجديد من طلاب وطالبات المدارس، وذلك من خلال تعريف جموع الشباب والطلاب بالدور الكبير والعميق الذي لعبته دولة قطر طوال تاريخها في الدفاع عن ثوابتها وقيمها العربية والإسلامية، لافتاً إلى أن هذه القيم ترتكز في ثوابتها على الهوية العربية والإسلامية للمجتمع القطري، مشيراً إلى أنه يجب على المدارس أن تقيم برامج تعليمية وأنشطة لاصفية للطلاب تزيد من الوعى لديهم بالمشكلة والحصار الذي يعيشه الوطن حالياً.
وأشار إلى أن المدرسة تلعب دورًا محوريًا في ترسيخ الهوية الوطنية لدى الطلاب، وقال: نحن نؤمن بأن غرس القيم الوطنية يبدأ من المراحل الأولى في التعليم، حيث يكتسب الطفل مفاهيم الانتماء للوطن من خلال المواد الدراسية، والأنشطة اللاصفية، والقدوة الحسنة من المعلمين”.
وأشار الدكتور صالح الابراهيم إلى أن المناهج القطرية الحالية تتضمن مواد تهدف إلى تعزيز الهوية الوطنية، مثل التربية الإسلامية، والتاريخ، والدراسات الاجتماعية، لكنه أكد أن الممارسة العملية لهذه القيم لا تقل أهمية عن المواد النظرية، فنحن نحرص على تنظيم فعاليات تحتفي بالتراث القطري، مثل الاحتفال باليوم الوطني، وإقامة معارض عن تاريخ قطر، بالإضافة إلى تنظيم زيارات ميدانية للمواقع التراثية”.
- د. نوال الشيخ: برنامج وطني توعوي للمعلمين الجدد
ترى د. نوال الشيخ - خبير تربوي، أنه لا يخفى على الجميع مدى اهتمام قطر والحكومة القطرية، بالتعليم وتربية النشء، بما يتماشى مع قيم وعادات المجتمع القطري، خاصة أن ميزانية التعليم وما يتم صرفه على التعليم يعتبر جزءا لا يستهان به، مشيرة إلى ان نهضة التعليم في قطر ليست بالشيء الجديد، لذا فإن مخرجات التعليم لابد ان تكون مناسبة لما ينفق عليه، وموازية للجهد المبذول.
وقالت: من أهم مدخلات التعليم وأساسه المعلم وقدرته على الأداء أثناء العملية التعليمية، ومدى إيمانه بأهمية القيم والهوية الوطنية والإرث الوطني، وإصراره على ترسيخها في اذهان الطلاب وانعكاسها في سلوكهم، لذا فإن استقطاب المعلمين من الخارج للمساهمة في العملية التعليمية، ولابد ان يأخذ في الاعتبار ان يكونوا على وعي ودراية بثقافة وارث المجتمع القطري، وان يكونوا قادرين كذلك على نقل المعرفة والقيم.
ولفتت د. الشيخ إلى أن المعلمين في المدارس الخاصة، التي تشكل نسبة عالية من تعداد المدارس في قطر، ولذا فإن ايجاد برنامج وطني توعوي للمعلمين الجدد المستقطبين من الخارج، يأخذ في اعتباره جميع المعلمين وان يكون شاملا لقيم المجتمع القطري والعادات والتقاليد وآليات للتدريب وأمثلة من الواقع والبيئة القطرية يدرب عليها المعلمون، ويحضرها جميع المعلمين في فترات محددة... وشددت على ضرورة تكاتف الجهود لعمل هذا البرنامج وضمان تنفيذه في المدارس، لضمان تربية النشء وإعدادهم لمستقبل واعد لقطر، خاصة في هذا العصر والذي انتشرت فيه الثقافات المختلفة وتغلغلت في بيئاتنا المحلية، مضيفة ان المدرسة والأسرة هما الأساس في ترسيخها في نفوس النشء، والمعلم هو الأداة المثالية لضمان تنفيذها.
- سارة الغالي: تضمين خطابات سمو الأمير بالمناهج لتعزيز القيم
أكدت الأستاذة سارة الغالي، نائبة أكاديمية، أهمية الأنشطة اللاصفية في غرس القيم الوطنية لدى الطلاب، وقالت: "الأنشطة التي نقوم بها لا تهدف فقط إلى الترفيه، بل هي جزء من استراتيجية تعليمية متكاملة، على سبيل المثال، نقوم بتنظيم مسابقات ثقافية عن تاريخ قطر، وورش عمل حول أهمية الوحدة الوطنية، وزيارات للمؤسسات الوطنية مثل متحف قطر الوطني". ولفتت السيدة سارة الغالي، إلى أن المناهج الدراسية تتضمن الكثير من خطابات صاحب السمو الأمير المفدى، لافتة إلى أن خطابات صاحب السمو تعتبر ركيزة أساسية في غرس قيم الولاء والوطنية داخل نفوس الطلاب، بالإضافة إلى تعريف الطلاب وتعليمهم القيم الدينية والإسلامية، حيث ترتكز الخطابات السامية لصاحب السمو على قيم الدين الإسلامي والأخلاق العربية الأصيلة. وبينت الغالي أن الأنشطة اللاصفية دورها كبير في توفير فرصة لتطبيق ما يتعلمه الطلاب في حياتهم اليومية، مثل مقالات التعبير عن الإنجازات الوطنية، وهو ما يشعر الطالب بأن له دورا في بناء وطنه، مشيرة إلى أنه يجب توحيد مواد الهوية أو القيم التي تعتمد عليها المناهج بين المدارس الحكومية والخاصة، خاصة في التحديات التي تواجه التربويين، من تأثير العولمة ووسائل التواصل الاجتماعي، والتي تؤثر بشكل كبير على وعي الطلاب، حيث نعيش في عصر ينفتح فيه الشباب على ثقافات متعددة، وهذا أمر إيجابي، لكنه قد يؤدي أحيانًا إلى تراجع اهتمامهم بثقافتهم المحلية”.
- د. محمد رجب: وضع إستراتيجية متكاملة لقيم الهوية الوطنية
أكد الدكتور محمد رجب علي- استاذ مساعد بقسم العلوم التربوية ومنسق برامج البكالوريوس الابتدائي والثانوي بكلية التربية جامعة قطر، أن موضوع ترسيخ هوية المجتمع للأجيال القادمة هي قضية أمن قومي في حقيقة الأمر بالنسبة لأي مجتمع، مبينا أنها من القضايا عظيمة الشأن التي تتطلب تضافر جهود كافة مؤسسات المجتمع الرسمية وغير الرسمية في معالجتها، وبخاصة في دولة قطر، نظرا لكثير من العوامل المتعلقة بخصائص المجتمع وتركيبته السكانية.
ويرى أنه من بين أوجه القصور في ضعف الهوية الوطنية، قصور التنشئة الأسرية بالأساس في السنوات الأولى نتيجة تطور سبل الحياة، وتحديات العصر وعمل المرأة، إلى جانب عدم وجود استراتيجية تربوية واضحة ورسمية ومعلنة من قبل متخذي القرار التربوي في منظومة التعليم لدعم قيم الهوية الوطنية في مناهج التعليم، وخطط الأنشطة غير الرسمية، منوها إلى ان العديد من المعلمين بحاجة إلى الوعي بالأساس بهذه القيم وأهميتها وتنظيمها وخصائصها، بالإضافة إلى احتياجهم للتدريب على تصميم مواقف تعلم فعالة تضمن تفعيلها وممارسة مظاهرها الإيجابية وتبنيها.
واقترح د. رجب تدشين مشروع قومي بقيادة فريق من الخبراء والتربويين ومثقفي المجتمع القطري، بغرض وضع استراتيجية متكاملة لقيم الهوية الوطنية، وصياغة مصفوفة تفصيلية واضحة لها، بحيث تكون ملزمة ومدعومة في كافة مؤسسات التربية الرسمية وغير الرسمية في المجتمع القطري، مشيرا إلى إعادة النظر في الاطار القومي للمناهج القطرية وضرورة دمج قيم الهوية الوطنية فيه بحيث تكون في القلب منه. كما اقترح ضرورة تدشين مشروع لتصميم منظومة الكترونية رسمية هدفها الأساسي تطوير الوعي بقيم الهوية الوطنية للأطفال الصغار في مراحل الطفولة المبكرة، مشيرا إلى أهمية تطوير مجموعة من الحقائب التدريبية الموجهه للمعلمين في الخدمة لتلبية احتياجاتهم في تخطيط وتنفيذ وتقويم مواقف التعلم المتعلقة بقيم الهوية الوطنية في مراحل التعليم المختلفة. وتابع قائلا: وأخيرا نؤكد أن النظر لهذه القضية من نافذة واحدة لن يعطينا الصورة الكاملة للقضية، فالتعليم منظومة متكاملة تتشكل من عدة منظومات فرعية، ويجب علاج كافة أوجه القصور، في جميع النواحي، لكننا لا ننكر أن ترتيب اولوياتنا يقودنا في النهاية إلى التركيز على دور المعلم المؤثر في هذه القضية بالفعل، ومن معايشتي ومشاركتي مع عدة مؤسسات بدولة قطر أؤكد أن وزارة التربية والتعليم لا تدخر جهدا في التصدي لأي قضية وبخاصة قضية الهوية الوطنية.
- مصطفى رشوان: دمج الهوية الوطنية من خلال الأنشطة
قال الأستاذ مصطفى رشوان - مدير مدرسة الفرقان الثانوية، ان المدرسة تبذل جهودا عديدة في مشروع تعزيز الهوية الوطنية والثقافة القطرية والقيم الإسلامية، وذلك من خلال الأنشطة داخل الغرف الصفية أو خارجها؛ لافتا إلى أن المدرسة عملت على دمج الهوية الوطنية والثقافية من خلال الأنشطة الصفية داخل الحصص، كما تحرص المدرسة على إبراز أعمال الطلبة والمشاريع المتعلقة بالهوية الوطنية واللغة العربية والقيم الإسلامية من خلال الجداريات ومجلات الحائط المعلقة في الصفوف وأفنية المدرسة.
وأوضح أن المدرسة قامت بتدشين حملة على مدار أسبوع إذاعي تحت شعار: (نحو مجتمع يعتز بهويته الوطنية)؛ كما قامت المدرسة بإطلاق تسميات جديدة لأجنحة وممرات المدرسة تحمل أسماء أعلام قطرية وعلماء وشيوخ لهم دور بارز ومؤثر في دولة قطر، مشيرا إلى منتدى المدرسة، الذي يهتم بإبراز مواهب الطلاب الشعرية والثقافية، وطرح بعض الموضوعات الأصيلة التي تهتم بعادات واهتمامات المجتمع القطري مثل: التعريف برياضة الصيد بالصقور، و القصص التراثية، كذلك الخيمة (بيت الشعر) والتي تشهد العديد من الفعاليات والمناسبات الاجتماعية والوطنية، كما حرصت المدرسة على تصميم ركن خاص للتراث الشعبي القطري بمكتبة المدرسة يحوي عدداً كبيراً من الكتب والمجلدات التي تُعرّف بالتراث القطريّ وعادات مجتمعه وتقاليده الأصيلة... وأستطرد قائلا: كانت مدرسة الفرقان، ولا زالت جزءاً أصيلاً من نسيج هذا المجتمع القطريّ تحافظ على هويته الوطنية والإسلاميّة ومبادئه الثقافية والقيمية، معتزةً بالإرث الحضاريّ القطريّ، آخذةً على عاتقها تربية النشء وبناء المواطن القدوة الذي يعتز بهويته وقيمه وثقافته.
- خميس المهندي: القيم تؤهل النشء لبناء مستقبل مشرق للوطن
أشاد الأستاذ خميس المهندي، مدير مدرسة أم القرى، بالجهود التي تبذلها وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي لتعزيز الهوية الوطنية، قائلاً: “وزارة التربية تلعب دورًا رياديًا في هذا المجال.ونحن نرى ذلك في المناهج المحدثة التي تعكس تاريخ وثقافة قطر، وفي الدعم الذي نحصل عليه لتنظيم الأنشطة الوطنية”.
وأكد المهندي على أهمية الاستمرار في الاستثمار في الأجيال القادمة، قائلاً: “الأطفال هم مستقبل الوطن، إذا نجحنا في غرس القيم الوطنية في نفوسهم اليوم، فإننا نضمن أن يكونوا قادة مؤهلين لبناء مستقبل مشرق لدولتنا”.
وبين مدير مدرسة أم القرى أن غرس القيم الوطنية في نفوس الطلاب ليس مجرد مهمة تعليمية، بل هو مسؤولية مجتمعية مشتركة تتطلب تكاتف جهود المدارس، الأسرة، والمجتمع بأسره، ومن خلال التركيز على التعليم القيمي، والأنشطة اللاصفية، وتعزيز دور المعلمين كقدوة، يمكننا ضمان أن ينشأ جيل وطني واعٍ ومخلص لوطنه.
واشار خلال حديثه إلى أن دولة ستظل نموذجًا يُحتذى به في التوازن بين الانفتاح على العالم والحفاظ على الهوية الوطنية، وهو ما يجعل غرس القيم الوطنية في نفوس الأجيال الناشئة أولوية مستدامة للمؤسسات التربوية في البلاد.
- عبد الله الكواري: أنشطة عديدة تُنظم بالمدارس لغرس الهوية
تحدث الأستاذ عبد الله الكواري - مدير مدرسة قطر للعلوم المصرفية الثانوية للبنين، عن أهمية تعزيز الهوية الوطنية لدى الطلاب، مشيرا إلى أنه في البداية لابد أن نؤكد على تعريف الهوية الوطنية بأنها الخصائصُ والسِّمات التي يتميَّز بها المواطنون داخل كلِّ دولة، وتُبرز تلك الخصائصُ روحَ الانتماء لديهم، وتُوظَّف في رفع معنويَّاتهم لغرض رفع روح الانتماء للوطن.
وقال ان قطر تستحق منا الكثير، فنحن نعمل دائما على نشر ثقافة الهوية الوطنية لدولة قطر في نفوس أبنائها الطلاب، وذلك من خلال الأنشطة التي تعبر عن التراث القطري، مبينا أنه من تلك الانشطة المجلس القطري، وعمل القهوة القطرية، وتحية العلم القطري، إلى جانب جلسة المحاكاة لمجلس الشورى.
واستطرد قائلا: الهدف من ذلك تعزيز الهوية الوطنية في نفوس الطلاب، وذلك للحفاظ على ثقافتنا العربية الأصيلة، والتي تهتم بالقيم والمبادئ التي يدعو لها ديننا الإسلامي، ومن المهم جدا التأكيد أن تعزيز الهوية الوطنية يساهم بشكل كبير في بناء الفكر والثقافة المجتمعية، والتي تساهم في نهضة البلد وتحقيق رؤية قطر 2030.
- ناصر المالكي: الطلاب يتأثرون بسلوكيات معلميهم
أوضح السيد ناصر المالكي، مدير مدرسة أحمد منصور الابتدائية، أهمية غرس القيم الوطنية والدينية للدين الإسلامي الحنيف منذ نعومة أظافر الطالب، وذلك بقيام الأسرة بدورها في هذا الجانب، كذلك دور الجد والجدة اللذين يلعبان دورا مهما في تنشئة الأجيال الجديدة، مؤكداً على أن المدرسة لها دور كبير ولكن لا نستطيع أن نغفل دور الأسرة الذي يعتبر الركيزة الأساسية في فهم وقبول الطلاب لقيمهم الوطنية. ولفت إلى أن غرس القيم الوطنية لا يمكن أن يتحقق دون تعاون بين الأسرة والمدرسة، وقال: "المدرسة لا تستطيع بمفردها غرس القيم الوطنية إذا لم تكن الأسرة داعمة لهذا الدور، والأسرة هي المحضن الأول للطفل، وهي التي تشكل نظرته الأولى للوطن والانتماء، فيجب على الآباء أن يكونوا قدوة في حب الوطن، وأن يغرسوا في أبنائهم أهمية القيم الوطنية من خلال النقاش والحوار، وكذلك من خلال المشاركة في الفعاليات الوطنية". وعن دور المعلم في هذا الجانب، نوه المالكي خلال حديثه بأن الطلاب يتأثرون بسلوكيات معلميهم أكثر مما نتخيل، إذا كان المعلم يظهر حبًا لوطنه من خلال أفعاله وأقواله، فإن ذلك ينعكس تلقائيًا على طلابه، مشيراً إلى أهمية أن يعبر المعلم عن فخره بوطنه في كل مناسبة، سواء من خلال حديثه عن إنجازات قطر، أو مشاركته في الأنشطة الوطنية داخل المدرسة، كما أن تحفيز الطلاب على النقاش حول قضايا الوطن يعزز من وعيهم ويشجعهم على المساهمة في تطوير مجتمعهم". وأشار المالكي إلى ضرورة استخدام التكنولوجيا بشكل إيجابي لتعزيز القيم الوطنية، مؤكداً على أهمية العمل على تطوير محتوى رقمي يتناول القيم الوطنية بطريقة مبتكرة وجاذبة للشباب، مثل مقاطع الفيديو القصيرة والألعاب التعليمية.
اقرأ المزيد
مساحة إعلانية
0 تعليق