.. وفوق ذلك

جريدة عكاظ 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
•• هناك أناس ألسنتهم حِداد مثل الكبريت، ومناظرهم عليها غضب مثل البارود.. عقول خرِبة حصلت على شهادة وفاة مشاعر لترقص فرحاً على أحزان الناس.. أفكار مفخخة مارست الحياة من أجل أن يدمر الإنسان الحياة، فأزبدوا على سكان الأرض العُبُوس.. أمواج هائجة لا ترغب الخروج من كهف الاضطراب.. ألواح ثلج باردة لا تملك موهبة ولا علماً ولا مهارة، فلا تشتاق ضمائرها إلى الحياء من الله.

•• وفوق ذلك؛ فإن الحياة مبهرة بعلمائها ومفكريها.. نحارير حذِقة متوهجة الأفكار شابت رؤوسها من العلم.. كتبت بسواعدها عن الحياة كفعل عبقري.. صنعت من المعرفة نعمة تمنح ارتواء عجيباً يسري على كل البشر.. وضعوا السوسن اللامع بكل روائحه وألوانه في حياة الناس فلم تتجعد أمامهم الدنيا.. أولئك المهرة جعلوا من الحياة جنة لمن لا يعرف جنة المعرفة.. جنة تطير بالبشر فوق السحاب.

•• هناك أوصاف دقيقة لخونة الأمانة ممن شوّهت أفعالهم جمال الحياة، الذين سيصبحون يوماً كجناحي نسر عجوز أنهكه الزمان.. فحين كانوا يحملون أكثر من ضمير، وكان الغِش بيتهم الثاني، تدثروا بالمكر وأكل أموال الناس ظلماً.. وعندما فقست أقواس الكآبة خزائن أرواحهم عاشوا في أقصى ركن من الدنيا.. أما من تسري في أطرافه لذعة ندم، فسيبحث بشغف عن إنسانية افتقدها من السابق.

•• وفوق ذلك؛ فإن في الحياة من يمتلك أفكاراً متصلة تطوِّر ذاته.. مثل هذا سيعلو عيشته «صوت نجاح» في محيط جميل.. ومن يتحرر من هيمنة زمن بطقوسه الغليظة الجِلفة الجافة؛ سيتفنن في تحويل صفحاته السوداء إلى بيضاء أكثر بياضاً من اللؤلؤ الطبيعي.. ومن يناضل للانفلات من ذات مهمشة إلى روح فاعلة؛ سيغير ملامح أحلامه ويرسم جغرافيا جديدة لحياته.


إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق