فوز إميليا بيريز بالجولدن جلوب يثير موجة من الغضب في المكسيك

الوفد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أثار فيلم “إميليا بيريز” عن زعيم عصابة مكسيكي يزيف موته ويعيد تجسيد نفسه كبطلة تبحث عن المختفين قسراً، حالة من السخرية والغضب في المكسيك، على الرغم من حصوله على إشادة كبيرة في الأوساط السينمائية الدولية.

فيلم إميليا بيريز للمخرج جاك أوديار، الذي حصد جائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان، فاز مؤخراً بأربع جوائز جولدن جلوب، بما في ذلك أفضل فيلم موسيقي أو كوميدي وأفضل فيلم ناطق بلغة غير إنجليزية. لكن في المكسيك، لم يكن الأمر مشابهاً، فقد عبر العديد من المكسيكيين عن استيائهم من الطريقة التي يعرض بها الفيلم قضايا حساسة، مثل العنف ضد النساء والمتحولين جنسياً.

وبحسب صحيفة الجارديان البريطانية، تلقى الفيلم إشادة نقدية دولية، إلا أن البعض حذر من أن معالجته لبعض القضايا قد تؤدي إلى تقليص أهمية الموضوعات الحساسة. وبالرغم من أن الفيلم لم يُعرض في المكسيك بعد، إلا أن مقاطع الفيديو من الفيلم انتشرت على الإنترنت وأثارت موجة من السخرية. كان من أبرز ردود الفعل التعليق على مشهد تظهر فيه سيلينا غوميز وهي تقدم حواراً جنسياً بلغة إسبانية مكسيكية معبرة، مما دفع الممثل المكسيكي يوجينيو ديربيز إلى وصف أداء جوميز بأنه "غير قابل للدفاع عنه"، قبل أن يعتذر لاحقاً بعد انتشار تصريحاته.

بالإضافة إلى ذلك، لاحظ المكسيكيون أن فيلم إميليا بيريز يزخر بالصور النمطية حول بلادهم، حيث لا يظهر فيه سوى ممثل مكسيكي واحد، بينما أخرجه مخرج فرنسي لا يتحدث الإسبانية، وتم تصويره في فرنسا.

 وبالرغم من أن فيلم إميليا بيريز حظي بجوائز مرموقة، فقد أبدى المكسيكيون استغرابهم من طريقة تناول قضايا العنف والمفقودين في البلاد، إذ اعتبروا الفيلم استغلالاً للمعاناة الحالية من أجل إنتاج منتج ترفيهي.

وقالت الناشطة المكسيكية ناتاليا لين إن "أن يفوز إميليا بيريز بجائزة أفضل فيلم أجنبي في ظل أزمة حقوق الإنسان التي تواجه النساء المتحولات جنسياً في المكسيك، مع جرائم القتل والاختفاء المستمر، هو أمر لا يمكن قبوله".

جمعيات حقوقية تفتح النار على الفيلم 

ولم تقتصر الانتقادات على المكسيكيين فقط، بل عارضت العديد من المنظمات الحقوقية، مثل Glaad، الفيلم لتقديمه صورة سلبية ومبالغ فيها عن النساء المتحولات جنسياً.

ومع ذلك، يُعتبر الفيلم الآن من بين أبرز المرشحين لجوائز الأوسكار، حيث تم ترشيحه في فئة "أفضل فيلم دولي"، مما يزيد من الجدل حول استغلال قضايا حساسة لتحقيق الشهرة والجوائز.

وبينما يتطلع البعض إلى رؤية كيف ستتفاعل أكاديميات السينما مع الجدل الدائر حول الفيلم، يبقى في المكسيك صوت غاضب يطالب بإعادة النظر في كيفية تقديم صور البلاد على الشاشة، في الوقت الذي تعيش فيه المكسيك تحديات حقيقية تتعلق بالعنف ضد النساء، والمختفين قسراً، وانتهاكات حقوق الإنسان.

 

 

 

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق