الكذب بين الحرمة والضرورة وأسباب الوقوع فيه.. علي جمعة يوضح

الوفد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، أن الكذب يُعد مخالفة صريحة للواقع ولما أراده الله سبحانه وتعالى من خلقه، مشددًا على أن الكذب عن عمد يُعتبر محرّمًا، لأنه افتراء على الله، حيث ينسب الإنسان إلى الله ما لم يرده، بل أراد غيره.

الكذب بين العمد والخطأ

أوضح  جمعة أن الكذب يكون عن عمد، أما الأخطاء الناتجة عن سوء الإدراك، مثل أن يعتقد الإنسان بعدم وجود مال في جيبه بينما يتبين له لاحقًا وجوده، فهي ليست كذبًا لأنها لم تكن متعمدة. الفرق الأساسي هو القصد، فالكذب المحرّم يتطلب نية مبيتة لتغيير الحقيقة.

أسباب الوقوع في الكذب

بيّن الدكتور علي جمعة أن الكذب ينشأ غالبًا بسبب دوافع متعددة منها:

1. الخجل: يخجل الإنسان من قول الحقيقة فيلجأ إلى الكذب.


2. الخوف: خوفًا من العقوبة أو من إغضاب الآخرين.


3. المصلحة: يستخدم الكذب لتحقيق مكاسب شخصية.


4. العادة السيئة: البعض يكذب دون سبب واضح، فقط لأنه اعتاد ذلك وأصبح يحب الالتفاف والخداع.

 

وأشار إلى حديث النبي ﷺ: «لا يزال الرجل يكذب ويكذب حتى يكتب عند الله كذابًا»، ليؤكد أن تكرار الكذب يؤدي إلى تحول الإنسان إلى كذاب عند الله، مما يجعله مبتلى بحب الكذب ومخالفة الحقيقة.

الكذب والإيمان

النبي ﷺ نهى عن الكذب بشدة، حتى قال:

«أيسرق المؤمن؟» قال: «نعم».

«أيزني المؤمن؟» قال: «نعم».

«أيكذب المؤمن؟» قال: «لا».


وأوضح  جمعة أن هذا الحديث يعكس ارتباط الصدق بالإيمان، فالكاذب لا يفلح لأن الله لا يوفقه في أعماله، بينما الصدق هو السبيل إلى النجاة، حتى لو ظن الإنسان أن فيه هلاكه.

دعوة للصدق

اختتم الدكتور علي جمعة حديثه بالدعوة إلى الالتزام بالصدق في كل المواقف، مهما كانت الظروف، مشيرًا إلى أن الصدق يحتاج إلى تربية وصبر لتجاوز الخوف والخجل، لأنه السبيل إلى حياة شفافة ومستقيمة ترضي الله وتحقق الطمأنينة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق