في خطوة حاسمة لإنهاء أزمة الفراغ الرئاسي التي عانى منها لبنان على مدار أكثر من عامين، أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري، اليوم الخميس، فوز قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون بمنصب رئيس الجمهورية.

وجاء هذا الإعلان خلال الجلسة الثانية التي عقدها البرلمان وسط أجواء مشحونة، ليطوي لبنان بذلك مرحلة من الجمود السياسي الذي ألقى بظلاله على الوضع الاقتصادي والأمني في البلاد.

نتائج التصويت
شارك في عملية الاقتراع 122 نائبًا، حصل العماد جوزيف عون على 99 صوتًا، فيما سجلت 9 أوراق بيضاء، بينما اختار 9 نواب تسجيل موقف سياسي عبر تدوين عبارة “السيادة والدستور” على أوراقهم الانتخابية.

جلسة أولى متعثرة
وكانت الجلسة الأولى التي انعقدت في وقت سابق من اليوم قد فشلت في تحقيق توافق بين الكتل النيابية.

وأسفرت نتائج التصويت الأول عن 71 صوتًا للعماد عون، و36 ورقة بيضاء، و20 ورقة حملت عبارة “السيادة والدستور”.

أعقب ذلك دعوة رئيس المجلس لجلسة ثانية بعد ساعتين لإعادة التصويت وسط توتر واضح في أروقة البرلمان.

توتر أمني وخلافات حادة
انعقدت الجلسة وسط انتشار أمني مكثف في بيروت، حيث عزز الجيش اللبناني وجوده في عدة مواقع للحفاظ على الأمن. داخل البرلمان، تصاعدت حدة الخلافات بين النواب إلى حد تبادل الاتهامات والشتائم وحتى المشاجرات.

وانقسمت الآراء بين من اعتبر عملية الانتخاب انتهاكًا للدستور، وآخرين رأوا فيها خطوة ضرورية لإنهاء حالة الشلل السياسي.

البرلمان يجتاز اختبار النصاب
رغم التوترات، شهدت الجلسة حضورًا واسعًا، حيث وصل أكثر من 100 نائب للمشاركة في عملية الاقتراع، بالإضافة إلى حضور رؤساء البعثات الدبلوماسية العاملة في لبنان الذين تابعوا العملية عن كثب.

كما حضر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الجلسة، مؤكدًا أهمية إنهاء الفراغ الرئاسي لاستعادة الاستقرار في البلاد.

نظام انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان
يُنتخب رئيس الجمهورية اللبنانية بالاقتراع السري، ويحتاج إلى غالبية الثلثين في الدورة الأولى، بينما يكفي حصوله على الأغلبية المطلقة في الدورات التالية.
وتدوم ولاية الرئيس ست سنوات، ولا يمكن إعادة انتخابه إلا بعد مرور ست سنوات من انتهاء ولايته.

معركة سياسية طويلة تنتهي بفوز عون
جاء انتخاب العماد جوزيف عون تتويجًا لمساعٍ سياسية مكثفة قادتها قوى المعارضة اللبنانية، التي أعلنت دعمها للمرشح الرئاسي قبل انعقاد الجلسة. يُذكر أن لبنان ظل دون رئيس للجمهورية منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في أكتوبر 2022، ما أدخل البلاد في دوامة من الفراغ السياسي تفاقمت مع تدهور الوضع الاقتصادي.

آمال كبيرة ومسؤوليات جسيمة
بانتخاب العماد جوزيف عون، يتطلع اللبنانيون إلى مرحلة جديدة من الاستقرار السياسي، في وقت تتزايد فيه التحديات الاقتصادية والاجتماعية. يحمل الرئيس الجديد على عاتقه مهمة شاقة لإعادة بناء الثقة في مؤسسات الدولة وقيادة لبنان نحو التعافي من أزماته المتفاقمة.