قال موقع "كونفيرسيشن" الدولي في تقرير له إن سعى الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب للسيطرة على جرين لاند تأتي انطلاقا من رغبته في السيطرة على القطب الشمالي في إطار معركته مع الصين.
أضاف الموقع في تقريره: عندما عرض دونالد ترامب لأول مرة شراء جرينلاند في 2019، سخر منه على نطاق واسع و بعد مرور ست سنوات، عادت "محاولة" ترامب المتجددة لشراء أكبر جزيرة في العالم إلى الطاولة وبقوة متجددة.
وفي مقابلة أجريت معه في 7 يناير الجاري، رفض الرئيس الأمريكي القادم استبعاد استخدام القوة للاستيلاء على جرينلاند، وأرسل ابنه دون جونيور "وممثلين مختلفين" إلى هناك في الثامن من يناير/ 2025، للتأكيد على جديته.
ووفقا للتقرير فإن ترامب ليس أول سياسي أمريكي يحاول شراء جرينلاند حيث تعود أقدم محاولة موثقة للاستحواذ على الجزيرة إلى عام 1868.
آخر جهد جاد قبل ترامب هو ذلك الذي قامت به حكومة الرئيس هاري إس ترومان في عام 1946، وبالتالي فإن اهتمام ترامب المتجدد بجرينلاند يقف في تقليد طويل من الجهود الأميركية للتوسع الإقليمي.
أهمية جرين لاند
وقال التقرير إن جرين لاند يطلق عليها اسم جزيرة "المعادن الحرجة" وفقًا لتقرير صادر عام 2024 في مجلة الإيكونوميست، فإن الجزيرة لديها أكثر من 50 من المعادن، ووفقًا لوزارة الطاقة الأمريكية، فإن هذه المعادن ضرورية لـ "التقنيات التي تنتج وتنقل وتخزن وتحافظ على الطاقة".
مواجهة الصين
ووفقا للتقرير، فمن المؤكد أن هذا الأخير يشكّل مصدر قلق مشروع لترامب، نظرًا لأن الصين، المورد الرئيسي للعديد من المعادن الحيوية للأسواق العالمية - كانت تزيد من القيود على صادراتها كجزء من حرب تجارية مستمرة مع الولايات المتحدة كما إن الوصول إلى موارد جرينلاند من شأنه أن يمنح واشنطن المزيد من أمن سلسلة التوريد ويحد من أي نفوذ يمكن للصين أن تستخدمه.
القيمة الاستراتيجية
إن الموقع الاستراتيجي لجرينلاند يجعلها أيضًا ذات قيمة للولايات المتحدة. تعد القاعدة الأمريكية الحالية، قاعدة بيتوفيك الفضائية، مفتاحًا للإنذار المبكر والدفاع الصاروخي الأمريكي وتلعب دورًا حاسمًا في مراقبة الفضاء. يمكن أن يعزز التوسع المستقبلي للقاعدة أيضًا قدرات الولايات المتحدة على مراقبة التحركات البحرية الروسية في المحيط المتجمد الشمالي وشمال الأطلسي.
كما أن السيادة الأمريكية على جرينلاند إذا تم تمرير صفقة ترامب، من شأنها أن تمنع فعليا أي تحركات من جانب المنافسين، خاصة الصين، للحصول على موطئ قدم في الجزيرة.
0 تعليق