في وقت ينشغل فيه الاحتلال الإسرائيلي بتوسيع عدوانه على عدة جبهات عربية تشمل فلسطين ولبنان وسوريا واليمن وإيران، اختار صناع الدراما في تل أبيب تسليط الضوء على واقعة اقتحام السفارة الإسرائيلية في مصر خلال ثورة 25 يناير 2011، عبر إنتاج مسلسل درامي يحمل اسم “التحرير”، ويُروج له إعلام الاحتلال بعنوان “فوضى في مصر”.
عمل دعائي يحرف الحقائق
برومو المسلسل الجديد يعكس نوايا الاحتلال لعرضه تزامناً مع ذكرى ثورة 25 يناير، مستلهمًا اسمه من ميدان التحرير، نقطة انطلاق الثورة المصرية.
ويظهر البرومو مزاعم عن بطولة إسرائيلية وهمية لحماية السفارة الواقعة أمام حديقة الحيوان بالجيزة، زاعماً أن قوات الاحتلال لعبت دوراً في تأمين طاقم السفارة، في سردية بعيدة تماماً عن الواقع.
الحقيقة التاريخية للاقتحام
أخبار تهمك
في ليلة 9 سبتمبر 2011، حاصر مئات المتظاهرين المصريين مبنى السفارة الإسرائيلية احتجاجاً على استشهاد 5 جنود مصريين بنيران الاحتلال قرب الحدود، وسط حالة من الغضب الشعبي الثوري.
ورغم ضخامة المظاهرات، لم يحمل أي من المحتجين أسلحة ولم تسجل أي إصابات أو اعتداءات على طاقم السفارة، بل تجسدت ذروة الغضب في صعود المواطن أحمد الشحات لجدران السفارة ونزع العلم الإسرائيلي في مشهد رمزي.
ومع ذلك، يحاول المسلسل الصهيوني الترويج لرواية مختلقة عن توجيهات من شخصية “إسلامية متطرفة” لاقتحام السفارة، وتهديد الأمن المصري، وهو أمر غير موثق، إذ أكدت الروايات الرسمية حينها أن قوات الأمن المصرية هي من تولت تأمين السفارة وإجلاء الطاقم دون إطلاق رصاصة واحدة.
الأهداف الخبيثة للعمل الدرامي
يعكس مسلسل “التحرير” نوايا الاحتلال في تشويه صورة مصر وأجهزتها الأمنية، والتقليل من قدرتها على حماية المنشآت الدبلوماسية.
كما يأتي ضمن سلسلة من الأكاذيب التي دأب الاحتلال على ترويجها عن مصر، خاصة في ظل صعود حكومة يمينية متطرفة برئاسة بنيامين نتنياهو، تناصب العداء للدول العربية.
خلال العام الماضي، تعرضت مصر لحملة دعائية ممنهجة من الاحتلال تضمنت مزاعم عن قبول القاهرة تواجد قوات إسرائيلية على الحدود، وادعاءات بتعاون مصري لضرب الحوثيين في اليمن، وهي ادعاءات نفتها السلطات المصرية مراراً.
محاولات لتشويه التاريخ لصالح الاحتلال
مسلسل “التحرير”، رغم غموض تفاصيله الكاملة حتى الآن، يُتوقع أن يحتوي على كم هائل من الأكاذيب التي تهدف إلى تشويه الحقائق التاريخية.
لكن الوقائع الموثقة من شهود عيان ومنصات إعلامية، بما في ذلك تصريحات مسئولين إسرائيليين أنفسهم، تؤكد أن المتظاهرين لم يتمكنوا من الوصول للسفارة وأن الأمر انتهى بإجلاء السفير إسحق ليفانون سالماً بمساعدة الأمن المصري.
يبدو أن صناع الدراما في تل أبيب يواصلون استخدام الدعاية كأداة لتعزيز الروايات الصهيونية المزيفة، في محاولة لإعادة تشكيل الحقائق، خاصة تلك التي تسلط الضوء على مواقف شعوب المنطقة ضد الاحتلال وممارساته العدوانية.
0 تعليق