عبدالله معرفي: الكويت مؤهلة للنجاح كوجهة سياحية عائلية متى ما قررت

الكويت 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أكد نائب رئيس مجلس الإدارة، الرئيس التنفيذي للشركة العربية العقارية، د. عبدالله معرفي، أن نجاح دولة الكويت المبهر في تنظيم بطولة «كأس خليجي 26» يجب ألّا يمر مرور الكرام بل يجب أن تكون هناك نهضة وورشة عمل ضخمة تتبع هذا الحدث، خصوصاً أنه حقق أهدافا إيجابية كثيرة وعديدة.

وأضاف معرفي أن الكويت مهيأة ومؤهلة للنجاح كوجهة سياحية عائلية، خصوصاً أن من أهم ميزات هذا «البيزنس» هو الطبيعة الودودة والبيئة العائلية التي تميّز الأجواء الكويتية عموماً، وحسن التعامل وكرم الضيافة.

وقال: القطاع الخاص جاهز ومستعد وراغب في تعزيز استثماراته بالكويت، ويحتاج إلى تعزيز الشراكة أكثر بإشراكه في القرار الاقتصادي وتعبيد الطريق أمامه، لأنه ببساطة بوابة أولى لجذب المستثمر الأجنبي، فعندما تزدهر مشاريع المستثمر المحلي سيأتي المستثمر الأجنبي، سواء بمفرده وبمبادرة منه، أو عبر التحالفات والشراكات التي يمكن أن يبنيها المستثمر المحلي من دعوة الأجنبي للشراكة.

وشدد معرفي على أن الكويت قد نجحت بامتياز في تنظيم بطولة رائعة، والكوادر والكفاءات متوافرة ورأس المال، ونحتاج إلى المُضيّ قُدما واستكمال المشوار والشراكة في القرار، مشيراً إلى أن قاعدة المستفيدين من حركة الانتعاش الناتجة عن تطوير السياحة تشمل القطاع العقاري والفندقي والاتصالات واللوجستيات والأغذية والصحة وقطاعات التجزئة والأسوق التجارية... وفيما يلي تفاصيل اللقاء.

• من واقع تملّك الشركة العربية العقارية فنادق وعقارات في السوق المحلي، كيف ترى أثر بطولة كأس الخليج التي نظمتها الكويت؟

- بما لا شك فيه أن الجميع لمس بشكل واضح الآثار الإيجابية التي نتجت عن استضافة وتنظيم الكويت لبطولة كأس الخليج، ولعلها جاءت في توقيت مهم واستراتيجي في المسيرة الاقتصادية، حيث إن البطولة الأخيرة تُعدّ من أفضل الفعاليات التي استضافتها الكويت، وبكل المقاييس الأثر الاقتصادي كان كبيرا وإيجابيا، حيث كان الإشغال في قطاع الفندقة هو الأعلى، ولم يشهد تلك المستويات منذ سنوات طويلة، ويجب أن نستمر في تحقيق انفتاح إن أردنا حركة ودورة اقتصادية متكاملة.

وبالرغم من أن قطاع السياحة، يمكن - ظاهريا - تأكيد أنه أكبر المستفيدين، فإنه واقعياً يمكن تأكيد أن السياحة هي محرّك لقطاعات أخرة عديدة، وذلك يشمل قطاع الأغذية، المطاعم تحديداً، والأسواق التجارية، والبنوك، وبالتالي يمكن تأكيد أن الانفتاح لا يفيد فقط قطاع البنوك.

• ما أهم المكاسب التي تراها بعين الخبير؟

- من أهم وأبرز المكاسب حالة التقارب بين الشعوب، وهذه الحالة التي حدثت في كأس الخليج، حيث احتضنت الكويت بروح الأسرة كافة الزائرين بترحاب شديد، وهو ما أعطى انطباعا إيجابيا لمن زار الكويت للمرة الأولى، ولهذا الأثر انطباعات قد يتم ترجمتها بصور مختلفة، إما العودة مرة أخرى أو الاستثمار، أو غيرها من الفرص المختلفة والمتباينة لكل فرد وفق رؤيته وانطباعه.

• كيف رأيت التحديث الكبير في الجانب الأمني المتطور، ومدى ارتباطه بإمكانية تحمُّل الانفتاح؟

- الجميع لاحظ الكفاءة العالية والتطور الملموس للمنظومة الأمنية، وتوظيف التقنيات والتكنولوجيا الحديثة في قطاعاتها، وهذا التطور يسمح بتحقيق انفتاح إيجابي، خصوصاً أنه باتت هناك بصمة بيومترية ونظام محكوم وواضح للدخول والخروج، ويمكن بسهولة عالية مراقبة وتتبّع وتعقّب المخالفين والمتخلفين.

• ما أهم ميزة تراها بالكويت يمكن البناء عليها في هذا الملف؟

- من غير تحيّز، الشعب الكويتي مضياف وصاحب كرم، والكويت تمتاز بالعائلية، والسياحة العائلية هي الأنسب لها، لذلك ندعو إلى مواصلة الانفتاح واستغلال الحدث الكروي ونتائجه نحو المزيد من التقدم والتميز بالمضي قُدماً نحو تعزيز البنية التحتية وتأهيلها أكثر، تحسباً للفعاليات والأحداث الجديدة، ولن ننسى أن الجوانب الاجتماعية للسياحة لها آثار اقتصادية، حيث إن التفاعل مع الثقافة الكويتية يفتح الكثير من الفرص ويسوّق ويروّج للبلد بطريقة غير مباشرة، ولنا في تركيا أسوة كيف ساهمت المسلسلات التركية في إعادة تسويقها سياحياً، ونقلت صورة للعالم بعدة لغات ساهمت في تحقيق أهداف اقتصادية عديدة، ودول كثيرة غزت العالم عبر السياحة، وعبر المطبخ، والثقافة، أو الفعاليات، فهذه الفعاليات تستغل ويتم البناء عليها، ومع التخطيط الجيد يمكن تحقيق أهداف عديدة وكثيرة.

• كيف ترى التنافس في منطقة الخليج؟

- نحن في دول الخليج نلمس ونلحظ انفتاحا لافتا وكبيرا على كل المستويات، ودول في المنطقة تنافس بقوة دولا أوروبية على صعيد الفندقة والسياحة والخدمات،

ولا بُد أن نكون ضمن الرّكْب ولا نتراجع، وإذا بدأنا فسنحقق خطوات كبيرة نحو الأمام، الكويت عضو في المنظومة الخليجية، ودول الخليج انفتحت بقوة على العالم، وهناك تسارع في هذا الاتجاه لمواكبة المتغيرات، ونحن كدولة متحفّظة رأينا جزءا من هذا الانفتاح خلال دورة كأس الخليج، ويجب أن نستمر وفق رؤية واضحة وتخطيط يشارك فيه القطاع الخاص.

• كيف ترى فوائد ومكاسب التقارب الشعبي بين المجتمعات؟

- التقارب بين الدول ثقافياً واجتماعياً في مواقف كثيرة يسهم في حلحلة بعض الملفات، حيث إن قضايا قد تُحلّ بسبب الترابط الأسري والاجتماعي بين الشعوب، فالقواعد المختلفة من الشعوب تشكّل جزءا مهما من القرار السياسي والاقتصادي، وهو بوابة أولى في معالجة قضايا، أو محو أي رواسب سابقة، ولنا عبرة في الوفود الشعبية خلال الزيارات الدولية.

• ماذا يمكن أن يعمل القطاع الخاص في البناء على ما تحقق من دورة كأس الخليج؟

- المطلوب أن تكون هناك نظرة للقطاع الخاص بأنه جزء وشريك في العملية الاقتصادية، فهو حقق نجاحات ومتمسك بالاستثمار في الكويت، ولو تمت تهيئة وتعبيد الطريق أمامه يمكنه أن يكون رافدا مهما عبر رفد الدولة بالرسوم والضرائب، وغيرها، وعلى العكس لو كانت الفرص ضيقة والضغوط والتحديات تلاحقه ولو كان مكبلا وغير قادر على التوسع والعمل بمرونة، فإنه سيضطر إلى البحث عن فرص في الخارج، فالمطلوب فقط تسهيلات إزالة العقبات والمعوقات، كي يسهم القطاع الخاص في التنمية بشكل أوسع وأشمل.

• مبادرة «الكويت عاصمة الغذاء»... كيف رآها القطاع الخاص؟

- جزء من الرحلات الخارجية يتم فيها اكتشاف الثقافة الغذائية للدول، وبالتالي هو كاستثمار جيد وله عمق وبُعد أمني غذائي، ومن جهة أخرى كـ «بيزنس» يعتبر من القطاعات المدرّة والجاذبة في الوقت ذاته.

• ما الخطوة الأهم في هذه المرحلة؟

- نحتاج إلى أن نقدّم أنفسنا، فالوضع حالياً يشهد هدوءا على كل المستويات، المشاريع واضحة والجميع مطمئن ومتفائل، ويجب أن نحدد لنا هدفا، وإما أن نكون رقم 1 أو رقم 2، لكن ليس أقل من ذلك، خصوصاً أن المنافسة عالية والبدائل عديدة، ونحن في هذه المرحلة نحتاج إلى ديموقراطية بنّاءة بحيث تنتعش الكويت اقتصادياً، وهذا يتطلب تعاون الجميع ليكون القرار أسهل ومرنا في التطبيق على أرض الواقع، والأمر بات يحتاج إلى قرار لا دراسات.

• ما مميزات المرحلة حالياً؟

- أعتقد أن القرار تحرّر حالياً، وهناك وفرة مالية يجب أن تُستغل، وهذا يساعدنا على الانطلاق بشكل متسارع، ومنح القطاع الخاص الأمل وتشجيعه على التركيز بشكل واضح على السوق الكويتي الذي يُعدّ من أفضل الأسواق في تحقيق العوائد، والتركيز الذي يجب أن يكون هو تشجيع المستثمر المحلي ثم الأجنبي، فالمستثمر المحلي أولى بتوطين استثماراته، خصوصاً أن لديه شهية ودراية ومعرفة باحتياجات الكويت، والكثير من المشاريع التي نسمع عنها منذ سنوات فرصة أن يتم طرحها حالياً لتجد طريقها نحو التنفيذ.

• هل يمكن أن تجذب السياحة استثمارات أجنبية؟

- الكويت مميزة في مستويات الإنفاق، ومع تحقيق أي نسبة انفتاح سيكون هناك هامش كبير من الإقبال، والفرص كبيرة في مختلف القطاعات، ويجب ألا يكون هناك تخوّف في ظل الرقابة الجيدة من الدولة، وبالتالي فإن وضع نظام وتحسين بعض المؤشرات سيشجّعان المستثمر الأجنبي على أن ينظر للكويت ويفكر فيها استثمارياً، خصوصاً أنها تستوعب في كثير من الفرص أو للسياحة العائلية، حتماً التحرك سيكون له مردود وتفاعل، لنستعيد جزءا من ريادة الماضي في بعض القطاعات والأنشطة، ولا سيما المسرح الكويتي الذي كان في الريادة والطليعة، وعالج العديد من القضايا.

• كيف ترى تحسُّن الوضع الاقتصادي وأثره الاجتماعي؟

- بلا شك أن هذا الملف من أهم الملفات التي أراها ضرورية، وهي ذات علاقة مؤثرة، فإذا تحسّن الوضع الاقتصادي فإن ذلك سينعكس على المدخول للعائلات، وبالتالي الجميع سيشعر بسعادة، فالانتعاش الاقتصادي يترك آثارا إيجابية اجتماعية، حيث إن الجميع سيعمل بارتياح، فالوضع الاقتصادي حجر زاوية، وشخصياً متفائل بأن الورشة انطلقت ولن تعود للوراء، فكل قطاع يتم مناقشته وإطلاق المشاريع اللازمة له، ونحن متفائلون بأن خبرات الماضي سنستشرف بها المستقبل برؤى واضحة جديدة، وعبر قنوات تواصل فاعلة بين القطاعين الخاص والحكومي.

• كيف ترى العلاقة الأمثل بين القطاعين العام والخاص؟

- القطاع الخاص في كل دول العالم أسرع وأنشط، ومع التطورات التي حدثت لدينا أخيرا من مشاريع الشراكة وغيرها نلمس أن الفجوة تضيق نسبياً، وتتراجع مع القطاع العام، لذلك ما نقوله هو أن الرؤى ترسمها الدول والحكومات، ويشارك فيها القطاع الخاص، وهو ما نأمل أن نصل إليه من المشاركة في صنع القرار الاقتصادي.

• كيف تنظر لمشروعَي المباركية الجديدة؟

- خطوة مبشرة وجيدة تنبئ بانفتاح مقبل، وتعكس رغبة في هذا الاتجاه، ومتفائلون بأن هناك ملفات مهمة تُطرح على طاولة الحكومة، وهي ماضية في طريقها، وسوف تعود بالنفع على الكويت اقتصادياً، وأي توسُّع أو تطوير سيحظى بالإشغال، ولذلك يجب أن نستثمر ونستغل نجاح بطولة كأس الخليج، وننصهر بقوة في ركْب دول الخليج والتميز في أكثر من صناعة، خصوصاً أن دول الخليج تدعم بعضها البعض في إنجاح الفعاليات الكبرى من خلال التعاون الوثيق والبناء.

• كلمة أخيرة.

- الكويت فيها الكثير من المميزات التي يجب توظيفها، حيث لا تزال حتى الآن بين الأرخص في تكلفة المعيشة والإقامة عموماً، فالخدمات مميزة والسكن مناسب وسهولة التنقل، وهو ما يعطيها ميزة وأفضلية في إنجاح المشاريع السياحية والفعاليات الكبرى التي نجحنا فيها أخيراً في إظهار الكويت بصورة مختلفة.

أخبار ذات صلة

0 تعليق