أصدرت مجموعة زين تقريرها السنوي الـ14 للاستدامة بعنوان «التحول النموذجي الجديد»، الذي تستعرض فيه التزامها بالممارسات التجارية المسؤولة، وكيفية مساهمة عملياتها بخلق القيمة التي تقدمها في مختلف جوانب الأعمال، بهدف توفير اتصال هادف، ودفع التغيير المنهجي العادل للمجتمعات.
وأوضحت شركة زين أن التقرير يبرز كيف قامت بمعالجة التحديات السوقية بشكل استباقي، وتصميم نهج استراتيجي يواكب ديناميكيات الأسواق، حيث تمثل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مشهداً معقداً من التحديات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، بما في ذلك النمو السكاني السريع، والتغيرات المناخية، والتحولات الجيوسياسية.
«زين» ركزت في استراتيجيتها الخمسية للاستدامة على تغير المناخ والتشغيل المسؤول والاشتمال وجيل الشباب
وأبرز التقرير المرونة التشغيلية لعمليات المجموعة في فترة ازدادت فيها تحديات الهجرات الجماعية، الظواهر المناخية الشديدة، التنافسية السوقية، تصاعد المخاطر السيبرانية، الأوضاع الاقتصادية الصعبة، إذ أتاح النهج المرن التعامل مع المشهد التشغيلي المتطور، والتركيز على الفرص، وفتح آفاق استراتيجية جديدة تدعم أهدافها في تحقيق النمو المالي المستدام.
وكشف التقرير التزام المجموعة بهذا النهج التشغيلي، إذ قامت بتلبية الاحتياجات الإقليمية، من خلال استراتيجيات مصممة خصيصاً لتعزيز الخطط التنموية والمساءلة البيئية، فمن خلال مواءمة أنشطتها مع أهداف واتجاهات الاستدامة المحلية والعالمية، نجحت في دمج الاستدامة في عملياتها الأساسية لتحقيق قيمة طويلة الأجل.

المجموعة تبنت معالجة القضايا المتعلقة بالحفاظ على الكوكب وحمايته للأجيال القادمة
وفي عام 2024 حصلت الشركة على الموافقة على أهدافها لخفض الانبعاثات من قبل مبادرات الأهداف القائمة على العلم (SBTi)، حيث تعتمد المنهجية المستخدمة لحساب انبعاثات زين على معيار المحاسبة والإبلاغ المؤسسي لبروتوكول غازات الاحتباس الحراري (GHG)، وتزود هذه الأداة الشركات بالإرشادات والمتطلبات لإعداد قوائم جرد انبعاثات غازات الدفيئة الخاصة بها، إضافة إلى ذلك تقوم الشركة أيضاً بمواءمة عوامل انبعاثاتها مع معايير وكالة الطاقة الدولية (IEA) لضمان الاتساق في جميع العمليات القُطرية.
وتم التحقق من تقرير زين للاستدامة عن عام 2024 بشكل مستقل من قبل شركة إرنست ويونغ (العيبان والعصيمي وشركاهم)، باستخدام نهجي الضمان المعقول والضمان المحدود، ويمثل هذا التقرير أول مرة تجري فيها زين عملية ضمان معقول لانبعاثاتها من النطاق 1 و2، في حين خضعت جميع المؤشرات الأخرى لعملية تأكيد محدودة.

وسلط التقرير اهتمام المجموعة بالإنسان، حيث قامت في عام 2024 بإطلاق برنامج «UNITY»، وهو برنامج «تحول» على مستوى عملياتها يهدف إلى تضمين الهدف وتجربة العملاء في الحمض النووي لأعمالها من خلال إعطاء الأولوية لنهج يركز على الإنسان، إذ تمثل خدمة العملاء أمراً بالغ الأهمية لمجموعة زين في تقديم تجربة مستخدم عالية الجودة وضمان تلبية احتياجات العملاء باستمرار.
بطالة الشباب تشكل تحدياً خطيراً ويبلغ معدلها الحالي 22.2% للرجال و42% للنساء في أسواق المنطقة
وفي ذات السياق بين التقرير التزام المجموعة بالعمل وفقا للمعايير الأخلاقية والمسؤولة وضمان صحة وسلامة ورفاهية جميع الموظفين، إذ تمتد بروتوكولات الصحة والسلامة الخاصة بالمجموعة عبر مرافقها ومواقع شبكاتها ومورديها، من خلال الالتزام بقواعد ولوائح الصحة والسلامة ذات الصلة، وتنفيذ برامج الشركة لضمان رفاهية الموظفين.
وقالت الرئيسة التنفيذية للاستدامة في مجموعة زين جنيفر سليمان: «في عصر الابتكارات التكنولوجية الذي يتيح لنا تطوير وإطلاق مبادرات هي الأكثر تأثيرا على الإطلاق، تتحمل زين مسؤولية كونها رائدة إقليمية في جلب أحدث التقنيات التي تدفع بجهود التنمية الاجتماعية الإيجابية وتحقيق الاتصال الهادف».
وأضافت سليمان: «في عام تزايد فيه الصراع في أسواق المنطقة، والنزوح الجماعي، والتحديات الأخرى المرتبطة بحدة التغيرات المناخية، نجحت زين في تحقيق أهدافها الاستراتيجية ومواجهة تلك المخاطر، وتحسين فرص الاستدامة، إذ وفرت جميع عملياتها اتصالا هادفا لمعالجة الفجوة بين الجنسين، محو الأمية الرقمية، حماية حقوق الأطفال، الحفاظ على الطبيعة، الحفاظ على التنوع البيولوجي».
الجدير بالذكر أن مجموعة زين تولي أهمية خاصة لحماية وخصوصية البيانات، حيث تكرس جهودها لحماية واحترام خصوصية جميع الأفراد الذين يتفاعلون معها، وضمان ممارسات آمنة وشفافة وفقا للتشريعات ذات الصلة، وتحدد سياسة الخصوصية الخاصة بزين مبادئ وإجراءات جمع البيانات الشخصية ومعالجتها وتخزينها والكشف عنها وفقا للقوانين واللوائح المعمول بها، وعلى مدار العام، اضطلعت الشركة بأنشطة مختلفة لضمان امتثالها ليس فقط للتشريعات واللوائح ولكن أيضا الالتزام بشكل استباقي بأفضل الممارسات في حماية بيانات أصحاب المصلحة.

وجاءت أجندة الاستدامة للمجموعة في العام الأخير مدفوعة بالجهود المشتركة لمعالجة التحديات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية عبر نطاق عملياتها، حيث ركزت على مبادرات الحد من الكربون للانتقال نحو تحقيق صافي الانبعاثات الصفري بحلول عام 2050، وهي في هذا الاتجاه نجحت في اعتماد أهدافها للتصدي للمناخ من مبادرة الأهداف القائمة على العلم (SBTi)، كما طورت خطة لإدارة المياه تتناسب مع الظروف الفريدة لكل سوق، وتضمنت الخطة تدابير محددة تهدف إلى تحسين استخدام المياه عبر جميع أسواق زين، مما أدى إلى تحقيق الشركة انخفاضا بنسبة 5.89% في استهلاك المياه مقارنة بعام 2023.
وواصلت زين التزامها تجاه المشروع العالمي للكشف عن الكربون CDP، وقدمت تقريرها عن العمل المناخي، موضحة التزامها بحماية التنوع البيولوجي والحفاظ على الطبيعة كمكونات أساسية لتفانيها الأوسع في العمل المناخي.
وقامت المجموعة - من خلال تضمين مبادئ الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية عبر سلسلة القيمة - بتوسيع نطاق برنامج تدريب الموردين، وأطلقت محتوى تدريبيا يبرز أهمية التمسك بحقوق الإنسان، وتعزيز ممارسات العمل الأخلاقية، وإنشاء آليات للتظلم، كما رفعت عدد الموردين الذين نالوا تدريبات في العام الأخير حول مدونة سلوك الموردين، حقوق الإنسان، مكافحة الفساد، إضافة إلى ذلك، واصلت زين عملية استبيان التقييم الذاتي للموردين على مستوى المجموعة للتحقق من التزامهم وتوافقهم مع سياسات الاستدامة والمبادئ الأخلاقية.
وتم تصميم عمليات إدارة سلسلة التوريد الخاصة بالمجموعة لفحص الموردين بدقة للتأكد من توافقهم مع قيم المجموعة ومعاييرها، ويشمل ذلك تقييمات شاملة تقيم الشركاء المحتملين وفقا لمعايير مختلفة، مثل الممارسات الأخلاقية والتزامات الاستدامة والامتثال للمتطلبات التنظيمية، ومن خلال تنفيذ إطار عمل منظم لإدارة سلسلة التوريد المسؤولة، تهدف زين إلى الشراكة مع الموردين الذين يظهرون التزاما بممارسات الأعمال المسؤولة ويساهمون بشكل إيجابي في أهداف الاستدامة للشركة، ولا يحمي هذا النهج الاستباقي عمليات الشركة فحسب، بل يعزز أيضا تفانيها في تعزيز سلسلة التوريد التي تعكس قيمها المؤسسية.
وفي الوقت الذي ساهمت فيه المجموعة في خلق فرص عمل في كل أسواقها (حوالي 114000 وظيفة في عام 2024) تأتي بطالة الشباب لتشكل تحديا خطيراً يواجه المنطقة، حيث يبلغ معدل البطالة بين الشباب حاليا 22.2% للرجال و42% للنساء، وإذ يتمتع الشباب بالقدرة على لعب دور أساسي في تعزيز التنمية المستدامة، فالأمر يستدعي زيادة التركيز على إعادة صياغة المهارات وتحسين المستوى، وبناء القدرات على الصمود لضمان استعداد الشباب لمواجهة متطلبات سوق العمل.
وتستهدف استراتيجية الاستدامة المؤسسية للشركة سد الفجوة الرقمية بين فئات المجتمع الضعيفة، مثل كبار السن وذوي الإعاقة والنساء والأطفال، حيث تدرك زين قيمة الخدمات الأساسية التي تقدمها في تغيير حياة الناس ومساهمتها في التنمية البشرية والاجتماعية، فمن خلال الاتصال، يمكن للأفراد الوصول إلى مجموعة واسعة من فرص بناء القدرات، مما يتيح تطوير المهارات وتعزيز المساهمة الفاعلة في الأسواق.
وتعمل المجموعة على تقليل فجوة عدم المساواة الرقمية، حيث أطلقت الدورة الرابعة من برنامج «المرأة في التكنولوجيا» بالكويت، البحرين، العراق، الأردن، السعودية، السودان، لتلبية احتياجات المجتمعات المستهدفة بشكل أفضل من خلال مجموعات تركيز، استطلاعات، جلسات عملية، وانضمت 485 شابة إلى البرنامج، مما عكس زيادة بنسبة 16% عن عام 2023.
وتلعب زين دوراً محورياً في تعزيز المساواة بين الجنسين في صناعة التكنولوجيا، وإلهام الجيل القادم من القيادات النسائية في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، حيث تعاونت مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة في إطار البرنامج المشترك بين الأمم المتحدة للمرأة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، «تسريع تنفيذ الهدف الخامس للتنمية المستدامة في دولة الكويت: المرحلة الثانية (2024-2027)»، لدعم رائدات الأعمال الكويتيات في تعزيز قدراتهن التجارية.
وتدفع زين بمبادرات الإدماج الرقمي للأشخاص ذوي الإعاقة، إذ تلتزم بهذا الهدف في جميع أنحاء سلسلة القيمة الخاصة بها، وقد كثفت في الفترة الأخيرة من مبادراتها لتحسين خدمات العملاء ذوي الإعاقة، إذ قدمت حزما متخصصة لهذه الفئة في البحرين، الأردن، الكويت، السعودية.
وواصلت المجموعة تعزيز مهارات موظفيها من خلال رفع كفاءاتهم أو إعادة تأهيلهم بما يتماشى مع استراتيجيتها للتحول الرقمي، إذ واصلت جامعة زين للاشتمال والتنوع والإنصاف (IDEU) تعاونها مع جامعة IE في إسبانيا، بهدف توسيع فرص التعلم لـ2000 موظف من زين للمشاركة في برنامج التحول الرقمي عبر الإنترنت، مع إتاحة إمكانية الحصول على درجة الماجستير.
واستهدفت زين في عام 2024 بناء المرونة عبر المجتمعات، من خلال استهداف 16 مليون طفل وشاب، حيث تم تصنيف المجموعة كقائدة إقليمية في المنتدى العالمي للطفل، فقد منحها التقرير الصادر عن المنتدى العالمي 8.4 من 10 مقابل متوسط قطاع يبلغ 5.6 من 10، ومتوسط إقليمي يبلغ 2.8 من 10 فقط، علما أن متوسط جميع الشركات التي شملها التقييم والقياس كان 4.3 من 10، ووفقا لهذا التصنيف المتقدم، تكون مجموعة زين حصلت على تقييمات أعلى من متوسط فئة صناعتها، وتقدمت تصنيفات قائمة المؤسسات والشركات بأسواق المنطقة في الفئات الرئيسية لحقوق الأطفال.
وعززت المجموعة من مناصرتها لحقوق الطفل بتأكيدها على الهدف 16.2 للتنمية المستدامة للأمم المتحدة، الذي يهدف إلى إنهاء جميع أشكال العنف ضد الأطفال بحلول عام 2030، حيث واصلت دعم القضية من خلال إطلاق حملة قوية للتصدي للعنف العالمي الذي يؤثر على الأطفال.
وصممت زين حملة بعنوان #كل_طفل_له_حقوق، لتسليط الضوء على التهديدات الحرجة التي يواجهها الأطفال في المناطق المتأثرة بالصراعات ودعم حمايتهم، ومن خلال هذه الحملة، حرصت زين على توجيه دعوة عالمية لفهم أعمق للقضايا الملحة، وحققت هذه الحملة نجاحا بتسجيل 16.5 مليون انطباع خلال العام الأخير.
وأطلقت المجموعة في عام 2024 حملة #للشاشات_وقتها، التي حاولت من خلالها أن تنشر الوعي المجتمعي بمدى التأثير الذي قد يحدث في العلاقات الأسرية مع الاستخدام المفرط والتفاعل المستمر مع الشاشات.
0 تعليق