عائلتها أقامت لها قبرا... شابة أيزيدية تعود من سوريا إلى حاضنتها بالعراق

24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بعد عقد من الخطف على يد تنظيم داعش، عادت سيلفانا خضر الأيزيدية إلى أحضان عائلتها في مفاجأة غير متوقعة. كانت العائلة قد استعدت لأسوأ السيناريوهات، وأقامت لها قبرا رمزيا في سنجار، ظنًا منها أنها قد فارقت الحياة. إلا أن الأمل عاد مع عودتها الآمنة من سوريا.

وفي حديثها لوكالة فرانس برس، كشفت سيلفانا عن تفاصيل مرعبة لحياة الاختطاف، حيث أمضت الأربع الأخيرة محجوزة في قبو بمدينة إدلب السورية. كانت تعيش في ظروف قاسية، بعيدة عن الأنظار، حتى تمكنت من الفرار من إدلب نحو إقليم كردستان المتمتع بالحكم الذاتي في شمال العراق، حيث لاقت شقيقتها الكبرى ملوكا في منطقة شاريا قرب مدينة دهوك.

وقالت سيلفانا "أنا فرحة لكن حزينة في الوقت نفسه لأن والدي شهيد وأخوي الاثنين شهيدان وأمي وأخي الآخر مفقودان فيما انتقلت أخواتي الأربع إلى أوروبا".

تُجسّد قصة هذه العائلة المكلومة المعاناة الهائلة التي تعرض لها المجتمع الأيزيدي على يد تنظيم داعش الإرهابي. فقد حصد التنظيم أرواح الآلاف، وشرّد مئات الآلاف، وارتكب أبشع الجرائم بحق النساء والأطفال، محاولًا بذلك القضاء على هذه الطائفة العريقة بسبب اعتقادعم أن الأيزيديين "زنادقة".

أما عن تفاصيل مأساة سيلفانا, فبدأت سيلفانا بخطفها في سن السابعة عشرة، لتبدأ رحلة عذاب طويلة. فقد نقلت بين مناطق سيطرة التنظيم، من تلعفر في العراق, حيث حاولت يائسة الهروب من قبضتهم إلى الرقة ثم الباغوز في سوريا.

ويبدو أن سيلفانا نسيت اللغة الكردية ولكنها قالت بعربية متعثرة، "مرّت عشر سنوات وستة أشهر منذ أن تلقيت أي أخبار من أي من أخواتي ولم يعرفوا شيئا عني".

وأضافت "لقد ظنوا أنني ميتة. حتى أنهم أقاموا قبرا لي في قرية كوجو" في سنجار.

إلا أنه ما تزال هناك فجوات كبيرة في سرد سيلفانا عن حياتها في إدلب وعن كيفية عودتها إلى كردستان، والتي تم تسهيلها من قبل مكتب إنقاذ المخطوفين الأيزيديين.

وتابعت سيلفان "لقد ساعدني الناس في إدلب، لم يكن هناك داعش"، موضحة أنها كانت تقيم وحدها "داخل قبو أحد المنازل".

وأردفت "كان الأمر صعبا للغاية. كان هناك الكثير من الخوف والجوع والألم وقصف الطائرات".

وأوضحت أن عبور سوريا المنقسمة جراء الحرب إلى مناطق نفوذ، استغرق "خمسة أيام على الطريق".

وروت سيلفانا أنها وصلت بداية إلى مدينة منبج، ثم مشيت في الليل وصولا إلى الرقة، ومنها شرقا إلى الحسكة وعامودا وأخيرا إلى الحدود مع إقليم كردستان العراق حيث كان أفراد من عائلتها في انتظارها.

وعند سؤالها عما إذا كانت قد أجبرت على الزواج، تصمت برهة قبل أن تجيب بصوت بالكاد يسمع "كلا".

وأكدت عائلات أيزيدية لوكالة فرانس برس أنها دفعت آلاف الدولارات لاسترجاع أحبائها، وهي عمليات صعبة تتم من خلال شبكات مهربين في العراق وخارجه.

ويذكّر حسين القائدي مدير مكتب إنقاذ المخطوفين الأيزيديين بأن تنظيم الدولة الإسلامية خطف 6417 أيزيديا في سنجار، تم إنقاذ أكثر من 3500 منهم في العراق وسوريا وتركيا المجاورة.

وفي أكتوبر الماضي, عادت شابة أيزيدية إلى عائلتها في العراق من قطاع غزة.

ولا يزال أكثر من 2600 أيزيدي في عداد المفقودين، وفقًا لبعثة الأمم المتحدة في العراق.

وحتى الآن، يستمر الكشف عن المقابر الجماعية التي دفن فيها تنظيم داعش ضحاياه في سنجار وأماكن أخرى في العراق.

وفيما لجأ آلاف من الأقلية الأيزيدية إلى خارج العراق، لا يزال أكثر من 200 ألف منهم نازحين في إقليم كردستان غير قادرين على العودة الى منازلهم المدمرة.

وشدد حسين القائدي على أن مكتبه ليس له أي اتصال مع هيئة تحرير الشام التي حكمت إدلب لسنوات وتقود حاليا الإدارة السورية الجديدة.

وفي ما يتعلق بحالة سيلفانا , أشار إلى أنها "كانت بمنزل في ادلب" وفريقه "تلقى معلومات" عنها قبل أن "يتمكن، بمعية أصدقاء من الوصول إليها وإعادتها".

وتذكر ملوكا خضر المكالمة الهاتفية التي أجرتها معها السلطات لإبلاغها بأن شقيقتها حيّة.

وقالت "بعد بضعة أيام تحدثت معها عبر الهاتف، وكانت فرحة كبيرة".

يذكر أن تنظيم الدولة الإسلامية خطف ملوكا أيضا ونقلها إلى الرقة مع نساء أخريات حيث "تم بيعنا"، لكن في عام 2018 كانت ضمن مجموعة تمكنت من الفرار.

وأوضحت أنه تم العثور على جثث والدها وشقيقيها في "مقابر جماعية"، لكن "مصير أمي وأخي الآخر مجهول، ولا أعتقد أنهما ما زالا على قيد الحياة".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق