هوس الطب النفسي

العربية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

د. العربي عطاء الله

الهوس أو مرحلة الهوس هو حالة يتعرض فيها الشخص لتغيير في السلوك يؤثر تأثيرًا كبيرًا على أدائه لفترة أسبوع واحد أو أكثر، ويختلف الهوس عن الهوس الخفيف (لأن الهوس الخفيف لا يسبب عجزًا كبيرًا في الأداء الاجتماعي أو المهني، ويستمر لفترة لا تقل عن 4 أيام بدلاً من أسبوع)، ويشير الهوس إلى حالة من المزاج المرتفع أو العصبي بشكل غير طبيعي ومستمر مع تقلب في المزاج، وغالبًا ما يرافقه هياج أو فرط نشاط أو إفراط في التفاؤل أو شعور بالعظمة أو تشتت وغيرها من الأعراض.
قد تختلف أنواع الصدمات، ولكنها تتفق جميعها في هذه الهزة النفسية القوية التي نشعر بها في داخلنا فتشل قدرتنا على التفكير والتعامل مع الناس بطريقة طبيعية.
الصدمات جزء لا يتجزأ من حياة بني آدم على هذه الأرض، فتقلبات الحياة صعودا وهبوطا، مدا وجزرا، ارتقاء وانتكاسا، كلها من طبيعة وعينا بالحياة، بل ان هذه التقلبات قبل أن تكون طبيعة في العالم الذي نعيش فيه فهي طبيعة في نفوسنا من الداخل، ولذلك فكما أن للنفس نشاطها وفتورها وهمتها وكسلها، وإعراضها وإقدامها، فإن الحياة أيضا لها أحزانها وافراحها ويسرها وعسرها وسراءها وضراءها، ومن هنا فإن التقلبات المزاجية، والصدمات الحياتية والظروف المعيشية الطبيعية تملي علينا أحيانا مجموعة من الضغوط التي نستجيب لها بالحزن تارة وبالتوتر تارة وبالقلق تارة، وبحسبي مقاومة الشخص ومرونته النفسية يبدأ في مواجهة هذه المواقف السلبية وتقبل أثرها السيئ، ثم يبدأ في البحث عن الدعم عن أصدقائه أو عائلته، أو تفريغ طاقته السلبية في المشي أو ممارسة الرياضة أو البوح عما بداخله لأحد المقربين منه حتى يستعد اتزانه النفسي إلى ما كان قبل وقوع هذه الصدمة.
وقد تستمر الأعراض لمدة أسبوع كامل على الأقل لكي تصنف الأعراض على أنها هوس أو تؤدي إلى صعوبات في الأداء أو تتطلب دخول المستشفى، ومن الأعراض:
التشويش الذهني
عند شعور الشخص أنه مشتت الانتباه أو أن أفكاره متلاحقة ومتسارعة كثيرًا ما يسبب له الانزعاج والتوتر والقلق، وأنه لا يستطيع التركيز والاحتفاظ بأفكاره معًا، هذا ما يسمى بالعجز المعرفي التي أكدت دراسة على وجوده عند الأشخاص المصابين بالهوس.

انخفاض الحاجة إلى النوم
كعرض من أعراض الهوس تبدو النشوة وكأنها مشاعر مفرطة وشديدة وغير معقولة من السعادة والأمل والإثارة، بشرط ألا تكون هذه الأعراض ناجمة عن تناول بعض المواد مثل: الأدوية أو العلاجات الأخرى، وقد يشعر الشخص في البداية بالراحة مع شعوره بالنشوة في حال كان مصابًا بالاكتئاب، لكن سرعان ما تتصاعد المشاعر الجيدة إلى مستويات لا يمكن السيطرة عليها وتكون غير مريحة.

الثرثرة أو الكلام السريع
أن بعض الأشخاص يتحدثون في الحالة الطبيعية بطريقة أسرع من غيرهم أو يكررون الكلام، فإن الأشخاص المصابين بالهوس يفعلون ذلك فقط خلال نوبة الهوس، وهذا اختلاف ملحوظ عن سلوكهم المعتاد في الكلام، لكن البعض الآخر قد يكون قادرًا على اكتشاف هذا التغيير بسهولة أكبر ويُعتبر التحدث بصوت عال أكثر من المعتاد هو عرض آخر من أعراض الهوس.
زيادة الطاقة أو فرط النشاط
من أهم سمات نوبات الهوس هو الزيادة في الأنشطة الموجهة نحو الهدف (الاجتماعية، أو الأكاديمية، أو العملية، أو الجنسية) والنشاط النفسي الحركي على شكل إثارة، ويمكن أن تسهم هذه الطاقة أو النشاط المتزايد في مواجهة مشكلات مع النوم.
يُعالج الهوس بعدة طرق، وقد يستخدم المختص علاجًا لوحده أو مجموعة من العلاجات معًا، ومن هذه العلاجات:
الأدوية، العلاج النفسي والتي تتضمن مجموعة متنوعة من التقنيات، بالإضافة إلى العلاج السلوكي المعرفي، والعلاج الأسري أيضا مفيد لأفراد عائلة المصاب بالهوس.

تحسين نمط الحياة
قد يساعد تحسين نمط الحياة على تقليل حدوث نوبات الهوس مثل:
- ممارسة التمارين اليومية.
- اتباع نظام غذائي أكثر توازنًا يتضمن وجبات منتظمة مليئة بالفواكه والخضراوات الغنية بالمغذيات
الحرص على تنظيم النوم وأخذ قسط كافٍ منه.
- ممارسة التعاطف مع الذات؛ ما يعني مسامحة نفسك على التفاعل مع المحفزات وممارسة أنشطة الرعاية الذاتية.

❚ التفكير الإيجابي

- لكل إنسان وجود وأثر، ووجوده لا يغني عن أثره، ولكن أثره يدل على قيمة وجوده.
- إن تحديدك لأهدافك وسعيك إلى تحقيقها، سوف يعطيك الشعور بأنك تتحكم في حياتك بإذن الله تعالى.
- الإنسان الفعال حقا هو الذي يجعل المبادئ القويمة مركزا لاهتمامه ومنطلقا لرسالته.
- الأسرة المستقرة المتكاتفة مصدر أساسي من مصادر سعادة الإنسان، ومهما حقق الإنسان النجاح في عمله فإنه لا يشعر به إذا نجح في بناء أسرته.
- إن جسدك هو وسيلة المواصلات التي تسير بك في رحلة النجاح، وبدون التمتع بصحة قوية يصعب على الإنسان أن يستمر في الفاعلية.
- الإنسان كائن اجتماعي بطبعه يحتاج للإحساس بالصداقة والألفة.

❚ همسات

- احترم ذوات أطفالنا ومشاعرهم، وحاجاتهم وميولهم.
- احترام انجازاتهم ولو كانت يسيرة.
- ذم الفعل والسلوك الخاطئ ولا تذم الفاعل ذاته، فلا تقل: أنت كذاب، وقل: هذا كذب.
- تخير الكلمات المشجعة والمحفزة لهم.
- المشاجرات المتكررة للوالدين أمام الأولاد تقلل من احترام الأولاد للآباء.
- تجنب سب ولعن أولادك، ولاتمنعهم من مجالسة الكبار المعروفين بالخير والاستقامة، فهذا يزيد من تقديرهم.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق