بايدن ينتقد قرار ميتا بالتخلي عن التحقق من الحقائق: "مخزٍ حقًا"

الوفد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انتقد الرئيس الأمريكي جو بايدن بشدة قرار شركة ميتا، بقيادة مارك زوكربيرج، بالتخلي عن أقسام التحقق من الحقائق واستبدالها بنظام ملاحظات مجتمعية يديرها المستخدمون. وصف بايدن القرار بأنه "مخزٍ حقًا"، معتبرًا أنه يشكل تهديدًا لجهود مكافحة المعلومات المضللة وحماية الحوار العام.

وقال بايدن خلال مكالمة صحفية يوم الجمعة: "فكرة الابتعاد عن التحقق من الحقائق وعدم الإبلاغ عن أي شيء يتعلق بالتمييز أو التلاعب بالمعلومات... أجدها مخالفة لما تمثله العدالة الأمريكية. قول الحقيقة أمر مهم، ولا يمكننا التخلي عنه".

 قرار ميتا والدوافع وراءه


جاء قرار ميتا بإنهاء التحقق من الحقائق بعد سنوات من اعتمادها هذه الخدمة التي أُطلقت في عام 2016 بهدف محاربة الأخبار الزائفة. أوضح زوكربيرج أن القرار اتخذ نتيجة لتراجع الثقة العامة، حيث قال: "التحقق من الحقائق تسبب في ضرر أكثر مما أفاد من حيث تعزيز الثقة". وأضاف: "الانتخابات الأخيرة بدت وكأنها نقطة تحول ثقافية نحو إعطاء الأولوية للخطاب مرة أخرى. لذا، سنعود إلى جذورنا، نركز على تقليل الأخطاء، تبسيط السياسات، واستعادة حرية التعبير".

وشدد زوكربيرج على أن هذا التوجه الجديد يأتي استجابة لتغيرات ثقافية وسياسية، مشيرًا إلى أن النظام الجديد سيمكن المستخدمين من الإبلاغ عن الأخطاء عبر ملاحظات مجتمعية تشبه تلك التي تستخدمها منصة "X" التابعة لإيلون ماسك.

 تصاعد التوتر بين بايدن وميتا


أثار هذا القرار انتقادات لاذعة من بايدن، خاصة في ظل الخلافات السابقة بين إدارته وميتا بشأن إدارة المعلومات على منصات التواصل الاجتماعي. زوكربيرج كشف خلال حديثه في برنامج "The Joe Rogan Experience" أن إدارة بايدن ضغطت على ميتا لإزالة محتوى معين يتعلق بكوفيد-19، بما في ذلك محتوى فكاهي وساخر. وأكد أن فريقه رفض في بعض الحالات مطالب الإدارة بحذف منشورات "حقيقية"، مشددًا على أهمية حرية التعبير.

وفي هذا السياق، أشار زوكربيرج إلى أن ميتا انصاعت أحيانًا لضغوط الإدارة السابقة، لكنها قامت لاحقًا بمراجعة قراراتها. وأضاف: "بفضل الاستفادة من المعلومات الجديدة، ندرك الآن أن بعض القرارات لم تكن صائبة".

 تأثير القرار على المعلومات المضللة
قرار ميتا أثار جدلاً واسعًا حول مستقبل المعلومات المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي. إدارة بايدن وصفت الخطوة بأنها غير مسؤولة، مؤكدة أن شركات التكنولوجيا يجب أن تتحمل مسؤولية التأثيرات التي تتركها أفعالها على الشعب الأمريكي. ومع ذلك، ترى ميتا أن التوجه نحو مزيد من حرية التعبير هو السبيل الأمثل لتجنب تسييس المعلومات.

وفي ختام ولايته الرئاسية، عبر بايدن عن أسفه لعدم التصدي بشكل كافٍ لانتشار المعلومات المضللة، مشيرًا إلى أن هذا أحد أكبر إخفاقاته. وقال: "لا أعرف ما الذي يدور حوله هذا القرار... لكنه يتعارض مع قيمنا. يجب أن نضمن أن الحقيقة تظل الأساس لأي نقاش عام".

 تبعات القرار
مع اقتراب نهاية ولاية بايدن، واستعداد ميتا للتعامل مع الإدارة القادمة، تبرز أسئلة كبيرة حول تأثير هذه القرارات على مشهد الإعلام الرقمي. بينما ترى ميتا أن نظام الملاحظات المجتمعية يمثل خطوة نحو تعزيز الشفافية، يرى البعض أن غياب التحقق الرسمي من الحقائق قد يؤدي إلى تفاقم التحديات المتعلقة بالمعلومات المضللة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق