إسلام أباد - أ ف ب - اتهمت الناشطة الباكستانية الحائزة نوبل السلام ملالا يوسفزاي، «إسرائيل بالقضاء على المنظومة التعليمية برمّتها في قطاع غزة»، وأكّدت أنها ستستمرّ في التنديد بانتهاكات إسرائيل للقانون الدولي وحقوق الإنسان في غزة.

ودعت ملالا يوسفزاي، من ناحية ثانية، القادة المسلمين إلى عدم منح شرعية لحكومة «طالبان» في أفغانستان وإظهار «حسّ قيادي» من خلال التصدّي لتقييد الحركة تعليم النساء والفتيات.

منذ 5 ساعات

منذ 7 ساعات

وقالت الناشطة خلال قمّة للدول المسلمة في العاصمة الباكستانية حول تعليم الفتيات، اليوم الأحد، «لا تمنحوهم شرعية»، مشيرة «كقادة مسلمين، حان الوقت الآن لرفع أصواتكم واستخدام سلطتكم. لكم أن تظهروا حسّاً قيادياً حقيقياً ولكم أن تظهروا الوجه الحقيقي للإسلام».

وتجمع القمة التي بدأت السبت وتستمر يومين، وزراء ومسؤولين عن التعليم من نحو 40 دولة ذات غالبية مسلمة بمبادرة من رابطة العالم الإسلامي.

منذ عودة «طالبان» إلى السلطة في 2021، أصبحت أفغانستان الدولة الوحيدة التي يحظر فيها تعليم الفتيات بعد المرحلة الابتدائية.

وتندّد الأمم المتحدة «بنظام التمييز القائم على النوع الاجتماعي» بحقّ المرأة، وهو ما تنفيه حكومة «طالبان» التي تعلن أن الشريعة الإسلامية «تضمن» حقوق الرجال والنساء.

ولم يحضر ممثّلون من «طالبان» القمّة رغم توجيه دعوة لهم، بحسب ما كشف وزير التعليم الباكستاني خليل مقبول صديقي لـ «فرانس برس»، السبت.

وأكّدت يوسفزاي البالغة 27 عاماً «بكلّ بساطة، ان طالبان لا تعتبر النساء كائنات بشرية»، مشيرة إلى أنهم «يتستّرون على جرائمهم بتبريرات ثقافية ودينية».

والسبت، قال الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى، أمام القمّة إن «الذين يقولون إن تعليم الفتيات لا يتفق مع الإسلام، مخطئون».

«التنديد بانتهاكات إسرائيل»

وسلّطت ملالا يوسفزاي الضوء أيضاً على تداعيات الحروب في اليمن والسودان وقطاع غزة على تعلّم الأطفال.

وقالت الشابة التي تدافع عن حقّ الفتيات في التعلّم، إن «إسرائيل قضت على المنظومة التعليمية برمّتها في غزة».

وأشارت إلى «أنهم قصفوا كلّ الجامعات ودمّروا أكثر من 90 في المئة من المدارس وهاجموا المدنيين المحتمين في المباني المدرسية عشوائياً».

وأكّدت أنها ستستمرّ «في التنديد بانتهاكات إسرائيل للقانون الدولي وحقوق الإنسان».

وقالت يوسفزاي إن «الأطفال الفلسطينيين خسروا أرواحهم ومستقبلهم»، متسائلة «كيف لفتاة فلسطينية أن تحصل على المستقبل التي تستحقّه إن قُصفت مدرستها وقُتلت عائلتها»؟

المجتمع الدولي منقسم

وحذف التلفزيون العام الباكستاني «بي تي في» مقتطفات من خطاب يوسفزاي، لمّحت فيها إلى خطّة واسعة أطلقتها إسلام آباد سنة 2023 لترحيل مئات آلاف الأفغان تحت طائلة توقيفهم.

وقالت الناشطة في هذه المقاطع المحذوفة من تصريحاتها «لا يمكنني أن أتخيّل وضع فتاة أفغانية أو امرأة أفغانية تجبر على العودة إلى النظام الذي يحرمها من مستقبلها».

أصيبت ملالا يوسفزاي عندما كانت في الخامسة عشرة من العمر بسبب مناصرتها حقّ الفتيات في التعليم.

ونقلت إلى بريطانيا للعلاج وتحولّت بعد تعافيها إلى ناشطة بارزة في هذا المجال وأصبحت الفائزة الأصغر سناً بجائزة نوبل السلام التي حصلت عليها في سن السابعة عشرة عام 2014.

وإذا كانت الأسرة الدولية بأغلبيتها تندّد بالقيود التي تفرضها «طالبان»، فإن الدول منقسمة في شأن كيفية التعامل مع الحكومة الأفغانية المتشدّدة.

وتطالب بعض الدول بإقصائها من المجتمع الدولي ما لم تتراجع عن قراراتها، في حين ترى أخرى أن من الأجدى التعامل معها في مسعى إلى ترويضها ودفعها إلى تغيير نهجها.

ولم تعترف أيّ دولة رسمياً بحكومة «طالبان»، غير أن حكومات إقليمية عدة، تعاملت معها في مجال التجارة والأمن.

وقلما أبدت انتقادات الأسرة الدولية اللاذعة للحركة نتيجة في التأثير على طريقة معاملتها للنساء.

وفي حديث لـ «فرانس برس»، السبت، دعا والد ملالا، ضياء الدين يوسفزاي الذي تحدّى الأعراف لتوفير التعليم لابنته في باكستان وشارك في تأسيس صندوق ملالا الخيري، «كل زعيم مسلم... إلى الدفاع عن تعليم الفتيات، وخصوصاً في أفغانستان»، معرباً عن أسفه لعدم رؤية «أي إجراء أو تحرك كبير من جانب العالم الإسلامي» في شأن هذا الموضوع.

وحذرت رئيسة بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان (مانوا) روزا أوتونباييفا، من أن «أفغانستان اليوم في أسفل التصنيفات على صعيد تعلم القراءة والكتابة: 37 في المئة بشكل عام و20 في المئة من النساء»، داعية الدول الحاضرة في قمة إسلام آباد إلى تقديم منح دراسية للأفغانيات.