غزة: حراك مكثف والأنظار تتوجه صوب الدوحة

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عربي ودولي

0

بوادر اتفاق تلوح في الأفق وأول الغيث دائماً من قطر..
13 يناير 2025 , 07:00ص
alsharq

❖ رام الله - محمـد الرنتيسي

ما أن يشتعل الحديث عن قرب التوصل إلى اتفاق لوقف كرة النار التي تحرق غزة، حتى تشخص عيون المراقبين صوب الدوحة، لتهب عليها رياح قطرية لإخمادها، فعلى مدار 464 يوماً من حرب دامية ووحشية الطابع، لعبت الدوحة دوراً محورياً في تقريب وجهات النظر، وتدخلت مع كل إعصار نار ينشب، حاثة القوى العالمية والإقليمية، على تحمل مسؤولياتها، والتحرك الجاد للجم الحرب، والمضي قدماً نحو الحل السياسي.

ولم يكن يقتصر الدور القطري على الوساطة السياسية وفض الاشتباك، إذ قادت الدوحة في نوفمبر من العام 2023، الهدنة الوحيدة خلال الحرب على غزة، فكان أول الغيث من قطر، ما جعلها مصدراً دبلوماسياً موثوقاً، يرجح مراقبون أن يستمر إلى حين تسوية سياسية شاملة.

في الأوساط السياسية، تسود أجواء تفاؤلية بعد الأنباء المبثوثة من الدوحة، ومفادها إحراز تقدم ملموس في ملفات مفاوضات وقف الحرب، والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، والشروع قدماً في تنفيذ مراحل صفقة تبادل الأسرى، بعد سد الفجوات، ومد الجسور، أمام توقيع الاتفاق الأولي، وترحيل القضايا الخلافية إلى مرحلة ثانية.

    - اتفاق تحت الضغط

حسب خبراء ومراقبين، فهناك ما يشبه الاختراق في مفاوضات الدوحة، التي أصبحت محجاً للنخب السياسية، فما الجديد هذه المرة؟ سؤال أعادت «الشرق» طرحه، على نخبة من المحللين والمواكبين لمباحثات التسوية، خصوصاً وأن الجولات السابقة استعصت على الحل.

يجيب الخبير في الشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى، أن جدية الكيان الإسرائيلي في اتمام الصفقة هذه المرة، مردّها أمران اثنان، الأول: ضغط الشارع الإسرائيلي لتحرير المختطفين الإسرائيلين، باعتبار حياتهم وحريتهم أهم من الحرب على غزة، والثاني: الضغط الأمريكي مع تسلم ترامب مفاتيح البيت الأبيض.

بينما يرى المحلل السياسي أكرم عطا الله، أن دولة الاحتلال تتقن فن التلاعب التفاوضي، إذ تمارس اليوم مع حركة حماس، ما مارسته مع الوفد الفلسطيني المفاوض قبل توقيع اتفاق أوسلو عام 1993، وهذه المرة مع ضغط عسكري وحرب إبادة، مشدداً على أن نتنياهو يسعى إلى «عصر» حركة حماس، بحيث يطالب بتنازلات، وما أن تستجيب الحركة، حتى يُفشل المفاوضات، طمعاً وتهيئة لتنازلات إضافية، وخلال ذلك تستمر المقاتلات الحربية في ضرب غزة وتدميرها، وقتل المدنيين وتجويعهم وتهجيرهم.

   - الصفقة أم الجحيم؟

واستناداً إلى الكاتب والمحلل السياسي رجب أبو سرية، فربما يكون وقف الحرب أول انجاز تاريخي للرئيس ترامب، خصوصاً وأن استمرارها لم يعد له ما يبرره، غير حاجة نتنياهو لهذا الأمر، بهدف الإبقاء على ائتلافه متماسكاً، فضلاً عن أن ترامب نفسه يريد للحرب أن تنتهي.

ووفق أبو سرية، فجوهر الاتفاق «شبه المعلن» يؤشر على ما طالب به ترامب «الاتفاق قبل دخوله البيت الأبيض» على أن تكون فترة الهدنة بمثابة جس نبض حتى تتضح ملامح السياسة الأمريكية حيال قضايا المنطقة، إذ سيكون بيده «الحل والربط» سواء كان ذلك من خلال الصفقات السياسية، أو «الجحيم» الذي لوح به غير ما مرة.

في غزة، عين ترقب إعصار النار، وأخرى ترصد المسار الدبلوماسي في الدوحة، فهل تنتقل عدسات العالم سريعاً من البيت الأبيض وتنصيب ترامب، إلى غزة ووقف الحرب؟.. سؤال لا يشغل الفلسطينيين غيره، إلا متابعة مفاوضات أزمنت، لكنها ظلت قشة الغريق.

أخبار ذات صلة

مساحة إعلانية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق