مجلس الشورى يستضيف وزير الثقافة لعرض جهود الوزارة واستراتيجيتها 2024-2030

العربية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عقد مجلس الشّورى اليوم جلسته الأسبوعية العادية، في "قاعة تميم بن حمد" بمقر المجلس، برئاسة سعادة السيد حسن بن عبد الله الغانم، رئيس المجلس.
وفي بداية الجلسة تلا سعادة السيد نايف بن محمد آل محمود، الأمين العام لمجلس الشورى جدول الأعمال، وتم التصديق على محضر الجلسة السابقة.
وتلبية لدعوة من سعادة رئيس المجلس، حضر الجلسة سعادة الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني، وزير الثقافة، وعدد من المختصين بالوزارة، لعرض أبرز محاور الخطة الاستراتيجية لوزارة الثقافة 2024-2030، وجهودها في سبيل تعزيز المشهد الثقافي والحفاظ على الهوية الوطنية. 
ورحب سعادة رئيس مجلس الشورى وأصحاب السعادة الأعضاء بسعادة الوزير، مشيدين بجهود الوزارة في تعزيز المشهد الثقافي الوطني، وحماية التراث القطري، وتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030.

وفي هذا السياق، أكد سعادة السيد حسن بن عبد الله الغانم، رئيس المجلس، على أهمية دور وزارة الثقافة في تعزيز الهوية الوطنية من خلال المبادرات الهادفة إلى غرس القيم الوطنية في المجتمع وفي نفوس النشء خاصّة، وتنمية الإبداع الثقافي، مشيرًا إلى أهمية دور الوزارة في مواجهة التحديات الثقافية المعاصرة.
وفي البداية استعرض المجلس فيلمًا تسجيليًا تناول أبرز إنجازات الوزارة للعام 2024، ومبادراتها الرامية إلى تطوير وتعزيز المشهد الثقافي في البلاد.
بدوره قدم سعادة وزير الثقافة عرضًا شاملاً تناول محاور الخطة الاستراتيجية للوزارة، التي تسعى إلى تحقيق التوازن بين الحداثة والحفاظ على التراث، عبر تطوير سياسات شاملة تهدف إلى توسيع نطاق الأنشطة الثقافية وتنويع محتواها وزيادة أثرها، لتلبية احتياجات مختلف شرائح المجتمع، وتعزيز الوعي بالقيم الثقافية والوطنية.
 وأوضح سعادته أن الوزارة تسعى لتطوير برامج نوعية تسهم في إحياء الموروث الثقافي من خلال تنظيم مهرجانات ومناسبات وطنية، إلى جانب إطلاق مبادرات مبتكرة تسلط الضوء على الفنون التقليدية والمعاصرة لتعزيز الانتماء الثقافي.
 كما أشار إلى اهتمام الوزارة بإقامة شراكات مع المؤسسات العالمية لدعم التبادل الثقافي، مؤكدًا أن هذه الجهود تعزّز مكانة قطر كمركز للثقافة والفكر والإبداع على المستوى الإقليمي والعالمي.

وأكد سعادة الوزير أن الوزارة تولي أهمية خاصة لتمكين الشباب وتشجيعهم على الانخراط في الأنشطة الثقافية من خلال برامج تحفيزية وورش عمل إبداعية تسهم في تنمية قدراتهم وإبراز مواهبهم. 
وشدد سعادته على أهمية بناء شراكات فعالة مع المؤسسات التعليمية والمراكز الثقافية لتحقيق التكامل بين الجهود الوطنية، مشيرًا إلى أن هذه الشراكات تسهم في نشر ثقافة الحوار والتفاهم، وتعزيز التفاعل مع المجتمع المحلي والدولي.
وفي حديثه عن "درب الساعي" أشار سعادته إلى أن الوزارة تعمل على تطوير موقع درب الساعي ليصبح مركزًا دائمًا للأنشطة الثقافية والتراثية، بهدف تعزيز حضور الثقافة القطرية في وجدان النشء. كما أكد أن الوزارة مستمرة في دعم المراكز الثقافية بوصفها منصات مهمة لتعزيز المشاركة المجتمعية وتطوير المواهب.
وفيما يتعلّق بالرقابة على المواد الإعلامية، فقد بذلت الوزارة جهودا في سبيل توفير مناخ مناسب لضمان حرية التعبير وحق المواطنين في الوصول إلى المعلومات ونشرها بما لا يتعارض مع المبادئ والقيم القطرية.

وتناول العرض أيضًا جهود الوزارة في تعزيز التعاون مع المؤسسات الوطنية والدولية، لتحقيق التكامل في الأنشطة الثقافية والإعلامية، ومواكبة المتغيرات العالمية.
وفي حديثه عن أبرز التحديات التي تواجه الوزارة، أوضح سعادة وزير الثقافة أن المشهد الثقافي يواجه تحديات تتطلب تكاتف الجهود الوطنية لتحقيق الأهداف المنشودة، مبينًا أن أبرز تلك التحديات هو تحقيق التوازن بين الحفاظ على التراث الثقافي والهوية الوطنية من جهة، ومواكبة التطورات التكنولوجية والحداثة من جهة أخرى، وتعزيز الحماية الفكريّة للمجتمع باعتبار الثقافة أمنًا وطنيًا. 
وأشار سعادته إلى أن تعزيز مشاركة المجتمع في الأنشطة الثقافية يتطلب تطوير منصات مبتكرة تلبي اهتمامات مختلف شرائح المجتمع.
ولفت سعادته إلى أن الاستثمار في القطاع الثقافي يمثل تحديًا يستدعي تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص، وتحفيز الجهات ذات العلاقة لدعم المبادرات الثقافية. 

وأكّد الوزير أن الوزارة تعمل على تجاوز تلك التحديات من خلال وضع خطط استراتيجية مرنة وتطوير البنية التحتية الثقافية وتوسيع التعاون مع المؤسسات الوطنية والإقليمية والدولية، مشددًا على أهمية بناء برامج ثقافية مستدامة تضمن استمرار النمو الثقافي وتعزز مكانة قطر كوجهة ثقافية رائدة وكقوّة ناعمة على مستوى المنطقة والعالم.
وضمن مداخلاتهم، أثنى أصحاب السعادة أعضاء مجلس الشورى على الجهود التي تبذلها وزارة الثقافة في تنفيذ خططها الاستراتيجية، مشيرين إلى أهمية توفير المزيد من البرامج التي تعزز انخراط الشباب في العمل الثقافي.
وتطرقت مداخلات أعضاء المجلس إلى قلة الفعاليات الثقافية المتنوعة، حيث أكدوا على أن هناك حاجة لزيادة عدد الفعاليات الثقافية التي تلبي اهتمامات مختلف شرائح المجتمع، مع التركيز على التنوع في المحتوى الثقافي المقدم.

ولفت أعضاء المجلس إلى الحاجة لزيادة الدعم والاهتمام بالمواهب الوطنية، مؤكدين أهمية توفير المزيد من الدعم للمواهب القطرية الشابة في المجالات الثقافية والفنية، من خلال إنشاء منصات تتيح لهم عرض أعمالهم والتواصل مع الجمهور.

وأشار الأعضاء إلى نقص البرامج الثقافية في المناطق الخارجية، داعين إلى توسيع نطاق الأنشطة الثقافية لتشمل جميع المناطق في الدولة لضمان وصول الثقافة إلى جميع أفراد المجتمع.

وأشار أعضاء المجلس كذلك إلى الحاجة لتحديث المناهج التعليمية، حيث أكدوا على أهمية دمج المواد الثقافية في المناهج التعليمية بطرق مبتكرة لتعزيز الوعي الثقافي لدى الأجيال الناشئة.

وتطرقت المناقشات أيضًا إلى ضعف الترويج للتراث الثقافي، حيث عبّر الأعضاء عن قلقهم من قلة المبادرات التي تسلط الضوء على التراث القطري بطرق جذابة، مما يؤدي إلى ضعف الارتباط بالهوية الوطنية.
وفي ختام المداخلات دعا أعضاء مجلس الشورى إلى ضرورة الاستفادة من هذه الملاحظات والعمل على تطوير السياسات الثقافية بما يتناسب مع تطلعات المجتمع، مشددين على أهمية تعزيز التواصل بين الجهات المعنية والجمهور لضمان تحقيق الأهداف المرجوة.

وفي رده على ملاحظات وتساؤلات أعضاء المجلس، أكد سعادة الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني، وزير الثقافة، حرص الوزارة على تطوير برامج وأنشطة متنوعة تشمل جميع الشرائح والمناطق، عبر إبراز التراث الثقافي بأساليب حديثة، بما يعزز الهوية الوطنية ويكرّس القيم الثقافية لدى الأجيال الناشئة.
ونوّه سعادته إلى أهمية تضافر الجهود بين مختلف الجهات لتحقيق الأهداف المشتركة الرّامية إلى تعزيز المشهد الثقافي الوطني وتلبية تطلّعات المجتمع.
وثمّن سعادة الوزير ملاحظات أعضاء المجلس، مؤكّدًا أنّها ستُؤخذ بعين الاعتبار ضمن مبادرات الوزارة المستقبلية، معبرًا عن شكره وتقديره للمجلس على اهتمامه وحرصه على دعم جهود الوزارة. 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق