المحققون "أمسكوا" برأس الخيط ومعرفة المجرم مسألة وقت

فالح العنزي

يمكن القول بأن كل التصريحات الصحافية التي سبقت انطلاقة العرض الأول لمسرحية"ولد الأكابر" وراهنت على نجاح العمل وأنه يقدم لغة جديدة في المسرح الكويتي لم تكن تصريحات مرسلة بهدف التسويق فقط بل كانت "اسما على مسمى" وفعليا ظهرت "ولد الأكابر" بصورة مختلفة ومغايرة عما هوسائد في المسرح الجماهيري، أولى خطوات النجاح تمثلت في الجمهور الذي اكتظ به مسرح نقابة العاملين في ميدان حولي وكانت القاعة FuLL مما دفع بمنتج المسرحية وبطلها الفنان محمد عاشور فتح شباك التذاكر لعروض جديدة، ومن المتوقع أن تقوم المسرحية وهي بالمناسبة تحظى باشراف شراكة انتاجية من مركز فروغي للانتاج الفني بقيادة عيسى العلوي، " ولد الأكابر" في عروضها الأولى قدمت كوميديا راقية اعتمدت على الاثارة والتشويق والغموض والفرجة البصرية من ناحية الصورة الى جانب فتح خطوط مشتركة مع الجمهور لمعرفة "السر" الذي تطرحه ولا يتم حله الا في نهاية المشهد الأخير.

كوميديا ساخرة

المسرحية من تأليف صلاح الناصر واخراج نصار النصار الذي أحسن توظيف أدواته وخبرته في مجال الاخراج المسرحي وخلق حالة من الكوميديا الساخرة على الرغم من أن الفكرة الرئيسية التي تنطلق منها المسرحية وشاهدناها في فكرة البرومو الخاص بها عبارة عن عوالم من الجرائم والقتل والأموال بين العصابات، ويبدأ الجميع في تقصي كل التفاصيل لمعرفة سر الجثة التي وجدت في احد المنازل والتي تعود لصاحب المنزل وهو رجل من الأثرياء وأصحاب النفوذ "ولد الأكابر" الذي يجسد دوره النجم الكبير جمال الردهان، ويقوم بالتحقيق في هذه الجريمة المحقق "نصار النصار" ومساعده محمد الوزير، وتحوم الشكوك حول كل من كان متواجدا في هذا الحفل، وهم الصبي زيدان "محمد عاشور"، الذي يعمل في البيت، وزوجة القتيل "ايمان العلي" وسكرتيرته التي يجسدها الفنان سعيد الملا، وصديقة "صالح الدرع"، وثلاثة لصوص اقتحموا المنزل وقت الحفل لسرقته وهم فيصل السعد والفنان البحريني عبدالرحمن صابر و"التيكتوكر" الشابة جلنار،فريق المحققين يبدأ في استجواب كل من يعتقد بأنه ضليع في الجريمة ويحاول كل محقق ممارسة ضغوطاته"عل وعسى" تكشف لنا الاحداث عن شخصية القاتل الحقيقي والتي ستكون مفاجأة للجميع بمن فيهم الجمهور، هذه باختصار قصة مسرحية "ولد الاكابر"، جسد النجم الكبير جمال الردهان دور "ولد الأكابر" بأداء رائع، من خلال فهم جيد لطبيعة الشخصية فكان عمودا فقريا للعرض، ليس بحجم دوره فحسب ولكن أيضا في كيفية تقديم الدور بما يناسب القصة وهو بالفعل "رمانة الميزان" في العمل، وقدم النجم محمد عاشور شخصية الصبي الذي يعمل عند "ولد الاكابر" بأﺳﻠﻮﺑﻪ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭﺭﻭﻧﻘﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻴﺰﻩ ﻋﻦﺃﺑﻨﺎﺀ ﺟﻴﻠﻪ ﻣﻦ ﺷﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻤﺜﻠﻴﻦ، فقدم ﻜﻮﻣﻴﺪﻳﺎ ﺨﻔﻴﻔﺔ ﻤﺘﻮﺟﺔ ﺑﻔﻜﺮﺓ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﺗﻨﺎﻗﺶ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻬﺎ البعض بتلقائيته الكوميدية المميزة والمتفردة ليؤكد انه رقم صعب بين نجوم الكوميديا الشباب في الكويت والخليج، وقدم النجم سعيد الملا شخصية سكرتيرة "ولد الاكابر" ببراعة شديدة ليؤكد انه الفنان الأشهر في تجسيد أدوار النساء بخفة ظل كبيرة ونكهة مميزة في تجسيده لمثل تلك الأدوار، وكان من اهم عوامل نجاح العرض، وتعالت ضحكات الجمهور مع أدائه، ولعب الفنان الشاب فيصل السعد دور اللص بتمكن ملحوظ، وأضاف اداؤه الكثير إلى العرض، حيث كان واعيا لطبيعة الدور وقدمه ببساطة وعفوية. كما جسدت الفنانة ايمان العلي شخصية زوجة "ولد الاكابر" بصورة جيدة جدا وكان حضورها على خشبة المسرح لافتا، وشكلت مع الفنان جمال الردهان والفنان محمد عاشور ثنائيات جميلة،وأثبتت "التيك توكر" جلنار من خلال دور اللصة التي اقتحمت المنزل مع زميليها لسرقة "ولد الاكابر" انها تملك موهبة واعدة، حيث أدت دورها بسلاسة، وكانت انفعالاتها مقنعة، فهي موهبة كوميدية قادمة بقوة، وشكلت هي الاخرى مع فيصل السعد وعبدالرحمن صابر ثلاثياً على قدر عال من التناغم، وكان عبدالرحمن صابر مفاجأة العمل، وقدم أداء رشيقا على خشبة المسرح، ووجد دوره الكوميدي استحسانا وقبولا لدى الحضور، كذلك لفت الفنان صالح الدرع الأنظار اليه بشخصية "سلطان" صديق "ولد الاكابر"، فقد اثبت انه يمتلك طاقة كوميدية هائلة لم تأخذ المساحة التي تستحقها خلال العرض، وقدم الفنانان نصار النصار "مخرج العرض" في دور المحقق، ومحمد الوزير في دور مساعد المحقق دوريهما بتلقائية جميلة.