قطر سلمتها إسرائيل و"حماس" وسط تقدم إيجابي
غزة، واشنطن، عواصم - وكالات: أكد مصدر مطلع على المفاوضات الجارية في العاصمة القطرية الدوحة الرامية للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة "حماس"، أنه تم إحراز تقدم كبير منتصف ليل أول من أمس، حيث جرى الاتفاق على مسودة وُصفت بأنها "نهائية"، موضحا أن المسودة أُرسلت للطرفين للمصادقة عليها، كاشفا أن التقدم جاء بعد اجتماعات مكثفة بين رئيس "الموساد" دافيد بارنياع ورئيس جهاز الشاباك رونين بار ومبعوث الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، ورئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء القطري التقى وفد "حماس" فيما اجتمع ويتكوف بالوفد الإسرائيلي لدفع الجانبين نحو التوصل إلى اتفاق.
وفي الوقت الذي نقلت فيه وكالة "رويترز" عن مصدر إسرائيلي قوله إن بلاده لم تتلق مسودة لاتفاق التبادل بين الرهائن الإسرائيليين والمعتقلين الفلسطينيين، نفت هيئة البث الإسرائيلية هذه الأنباء، مؤكدة أن إسرائيل تلقت بالفعل المسودة وهي بانتظار رد "حماس"، بينما قال مسؤول ملف الأسرى الفلسطينيين قدورة فارس إنه اطلع في الدوحة على قائمة المعتقلين الفلسطينيين المقرر إطلاق سراحهم ضمن المرحلة الأولى من الهدنة، التي تشمل المرضى وكبار السن، بالإضافة إلى النساء والأطفال، مضيفا أن القائمة قد تتضمن سجناء أُعيد اعتقالهم بعد صفقة إطلاق سراح الجندي غلعاد شاليط عام 2011، مؤكدا العمل كذلك على تحسين ظروف المعتقلين الذين سيبقون بالسجون الإسرائيلية.
وأكد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أن هناك فعلاً تقدما في اتفاق الأسرى، قائلا لنظيره البريطاني ديفيد لامي أن إسرائيل مهتمة بالتوصل إلى الصفقة وتعمل على تحقيقها، وستعرف قريبا ما إذا كانت "حماس" مهتمة بذلك أيضاً، مشددا على أن جهودا مكثفة تجري الآن لتأمين اتفاق الإفراج، بينما أعلنت "حماس" أنها باتت على موعد مع حرية الأسرى قريبا.
من جانبها، كشفت مصادر تفاصيل المسودة أو الاتفاق الذي يتضمن مرحلتين تمتد كل واحدة منها 42 يوماً، كاشفة أن من النقاط العالقة تمسك إسرائيل بإنشاء منطقة عازلة شمال وشرق القطاع بعمق 2كم، بينما قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ناقشا هاتفيا الجهود الجارية للتوصل لوقف للقتال في القطاع والإفراج عن الرهائن المتبقين، مضيفا أن بايدن شدد على الحاجة الفورية لوقف إطلاق النار وإعادة الرهائن وزيادة إيصال المساعدات الإنسانية التي ستتاح بوقف القتال بموجب الاتفاق، وأعرب نتانياهو عن شكره العميق للرئيس بايدن وللرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، على تعاونهما المستمر لتحقيق المهمة، بينما أفادت مصادر حكومية إسرائيلية بأن نتانياهو مارس ضغوطًا على وزير المالية المتشدد بتسلئيل سموتريتش لدعم الصفقة للحفاظ على العلاقات مع الإدارة الأميركية المقبلة برئاسة دونالد ترامب، الذي وعد بدعم المخططات الإسرائيلية في الضفة الغربية، لكن سموتريتش أعلن في وقت لاحق عبر منصة "إكس" أنه لن يكون جزءًا من صفقة استسلام، ووصف الصفقة المطروحة بأنها كارثة على الأمن القومي لإسرائيل، موضحا أنه اجتمع مع نتانياهو وتم عرض الإطار المقترح للصفقة في قطر، معتبرا الوقت للاستمرار بكل قوة، لاحتلال وتطهير كامل غزة وانتزاع السيطرة على المساعدات الإنسانية من "حماس"، وفتح أبواب الجحيم حتى الاستسلام الكامل لحماس واستعادة جميع المختطفين.
بدورها، وصفت مصادر محادثات الدوحة بأنها إيجابية ومنتجة وتعزز الآمال بإعلان اختراق كبير في الأيام المقبلة، ولفتت إلى أن إصرار إسرائيل على إبعاد أسرى المؤبدات من النقاط العالقة، مشيرة إلى أن اليوم التالي لحرب غزة من النقاط العالقة ويمكن تجاوزها، فيما أشار مراقبون الى تصاعد القلق لدى الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي مع اقتراب موعد تنصيب ترامب في 20 يناير، بعد تهديد الأخير بأن أي فشل في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك التاريخ سيؤدي إلى جحيم لكلا الطرفين، وأشار مصدر حكومي مطلع، إلى أن إسرائيل قريبة جدًا من إغلاق الصفقة وأن سموتريتش وبن غفير أبديا استعدادهما لعدم الانسحاب من الائتلاف الحكومي الحالي.
على صعيد آخر، تعهد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بعدم السماح بأن تصبح الضفة الغربية مثل غزة أو جنوب لبنان، قائلا "سنعمل على قطع أذرع الأخطبوط الإيراني في مخيمات اللاجئين والحفاظ على أمن المجتمعات والسكان"، وقال بيان صادر عن مكتب وزير الدفاع إنه استمع إلى عرض موجز عن العملية الواسعة التي نفذها الجيش خلال نهاية الأسبوع في قباطية، ثم إلى أنشطة المستعربين من حرس الحدود في مخيمات اللاجئين، بما في ذلك العمليات الأخيرة التي أدت إلى إحباط مخططات من وصفها بـ"خلايا إرهابية"، والحفاظ على أمن الإسرائيليين. ميدانيا، أكد أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب القسام، أن الخسائر في صفوف جيش الاحتلال أكثر بكثير مما يعلنه، كاشفاً عن مقتل 10 جنود شمال غزة، مشددا على أن العدو سيندحر عن شمال القطاع خائباً يجر أذيال الخزي دون أن يتمكن من كسر شوكة المقاومة، معتبرا الإنجاز الوحيد الذي حققه الاحتلال هو الدمار والخراب والمجازر بحق الأبرياء.
0 تعليق