تحدثت الفنانة ليلى فوزي “جميلة الجميلات” عن قصة الأيام الأخيرة في حياة زوجها أنور وجدي، وذلك في حوار معها لمجلة الكواكب.
تقول ليلى فوزي:" سافرنا لقضاء شهر العسل في باريس، وطوال شهر العسل كان انور يبذل قصارى جهده لإسعادي، كان يأخذني كل يوم لزيارة مكان لم أره حتى أنني أستطيع أن أؤكد انني زرت كل ركن في باريس وكانت رغبة “أنور” في الاستمتاع بالحياة كبيرة، كان يكره النوم ويقول: "بكره سأنام على طول.. خليني صاحي دلوقتي".
أزمة أنور وجدي الصحية
وتضيف: "لم أكن أفهم معنى كلامه، فالإنسان في قمة سعادته لا يترك لأفكاره السوداء سبيلا إلى عقله، وفي هذه الأيام علمت بوفاة المرحوم عزيز عثمان، وأحيانا كان أنور يبدو سعيدا، وكان يقول:" بكره لما تخلفى لي ولد الدنيا مش هتساعني من السعادة نفسي اسمع صوت يقول لي يا بابا"، ثم ينخرط في البكاء وكنت أقول له: أنور انت بتموتني بهذا الكلام، فيجيبني قائلا:" يا ليلى عايز أبقي سعيد، والمال والبنون زينة الحياة الدنيا".
وتواصل ليلى فوزي:" كان المفروض أن نعود إلى القاهرة بعد شهر من سفرنا، ولكن رحلتنا استغرقت أربعة شهور، ولم نكد نعود حتى استقبلني أفراد أسرتي بالسؤال عن صحة أنور وجدى، فقد سبقتنا شائعات هي أن الطبيب الذي يعالجه قال له لا أمل له في الحياة طويلا ، وصحت استنكر هذه الشائعات وأقول إن صحة أنور لم تكن أحسن مما هي عليه الآن، وبدأ أنور يستأنف حياته الفنية، أقبل عليها منذ زواجنا يشغف وحب، وكان يخبرني كل يوم عن مشروع جديد، ولو قدر له أن يعيش لاستفادت السينما العربية كثيرا من مشاريعه التي عاجله الموت قبل أن ينفذها.
وتكمل:" عشنا معا أربعة شهور في القاهرة، إلى أن جاء شهر مارس، وذات يوم شعر أنور بأزمة حادة في الكلى ولم ينم ليلة كاملة، واستدعيت له الأطباء الذين يشرفون على علاجه".
ليلى فوزي وأنور وجدي
وتواصل:" نصحوني بنقله إلى دار الشفاء، كنا جميعا نعتقد أن أنور لن يلبث أن يخرج سليما معافى من المستشفى وأن مرضه لا يزيد على كونه نوبة من النوبات لا تلبث أن نزول ، الا إنني رأيت التشاؤم مرتسما على وجه الطبيب، صحيح أن أنور كان یعاني من قبل مثل هذه الأزمة، وكنت منذ انتقلت لأعيش معه في بيته أعمل كممرضة له، ولكنني لم أكن أتوقع أنه يعيش أيامه الاخيرة رغم أنه سقط مغشيا عليه عندما اشتدت الأزمة، ونقلناه إلى المستشفى وكان أنور يصرح كلما ابتعدت عنه ويصيح بملء صوته : « ليلى لا تبتعدي عنى أنا بحبك يا ليلى، انت المخلوقة الوحيدة التي تحبني بلا غرض وكنت أضع يدى على فمه لأمنعه من الاسترسال في هذا الصياح حتى لا يؤذي مشاعر الآخرين، وكنت أمرضه، ولم يكن يرضى أن يقوم غيرى بتمريضه، رغم أن ممرضات المستشفى بذلن الكثير من الجهد وكنت اقضى النهار كله واقفة بجوار فراشه، حتى اذا اغفى إغفاءة قصيرة، جريت لأقضي بعض شئوني، ولكني لا البث أن أعود على صراخه وهو يناديني ثم يعانقني وهو يصرخ:" اوعي تسیبینی یا لیلی، أنا عايز أعيش، خايف من الموت.. أنا مش عاوز حاجة من الدنيا إلا إني أعيش، عاوز أسعدك زي ما أسعدتيني، ليلى إدعي معايا ربنا يشفيني، ياخد العمارة، وياخد كل اموالي وثروتي، بس يديني شوية صحة، يرجعني فقير زي ما كنت ويديني شوية صحة".
تفاصيل الأيام الأخيرة في حياة أنور وجدي
وتكمل:" وعندما ساءت حالة أنور نصحنا الطبيب المعالج بالسفر إلى السويد حتى يجد أنور علاجا عند طبيب عالمي توصل إلى اختراع كلية صناعية، وسافرنا إلى السويد بعد ايام وذهبنا إلى مستشفى الطبيب السويدي الذي بدأ على الفور في علاج أنور، وفى الشهر الاول أظهر أنور تقدما يوما بعد يوم، وكان يحيطني بكثير من العطف، ويتحدث كثيرا عن مشاريع يسعدني بها، ولكني ما كنت أرضى لحبي لأنور ثمنا مهما ارتفع هذا الثمن.
وتستطرد:" وفجأة أصيب بانتكاسة وعاودته آلامه المبرحة، وكان يفقد أعصابه ويثور لدرجة أنه كان يهم بتحطيم كل شيء، ثم يعاوده هدوءه ويستسلم للمنوم، ليتركني في نوبة بكاء، وما أن يفيق حتى أمسح دمعي بينما يعانقني هو ويصيح:" لیلى.. حبيبتي ليلى"، وجزعت على أنور، وسألت الطبيب أن يطمئنني فاذا به يشد على يدى ويقول: " كنا نأمل فى شفائه، ولكننا الآن ندعو له ان يعيش"، وصرخت مرتاعة: “بتقول ايه؟ دا لازم يعيش.. لازم يعيش”.
وتختتم:" أصابتني نوبة من الهيستيريا وانطلقت أبكي وانا قابعة إلى جوار أنور وهو يرقد فوق فراشه في شبه إغماء، وحاول الأطباء أن يصنعوا معجزة، ولكن الساعة المحتومة كانت قد اقتربت وفاضت روح أنور وانا أصرخ بكلمات غريبة والأطباء يمسكون بي ويمنعونني من الاقتراب من جثمانه، مات أنور وجدي وعدت مع جثمانه إلى القاهرة.
0 تعليق