حصل رئيس محكمة العدل الدولية نواف سلام على دعم كاف لشغل منصب رئيس الوزراء في لبنان بعد أن حظي بتأييد أغلبية أعضاء مجلس النواب أمس الاثنين، في ضربة قاصمة لجماعة حزب الله التي اتهمت معارضيها بالعمل على إقصائها من السلطة. وأكد الدعم الذي حظي به سلام التحول الكبير في ميزان القوة بين الطوائف اللبنانية منذ أن تعرض حزب الله لضربات قوية في الحرب مع إسرائيل وبعد الإطاحة بحليف الجماعة الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد.
وقال النائب عن جماعة حزب الله محمد رعد إن معارضي الجماعة يعملون على تفكيكها وإقصائها من السلطة في لبنان.
وأضاف رعد «نحن خطونا خطوة إيجابية عند انتخاب رئيس الجمهورية وكنا نأمل أن نلاقي اليد التي طالما تغنت بأنها ممدودة فإذا بها تُقطع».
وتابع قائلا «بكل الأحوال نحن سنواكب الخطوات ونترقب ونمضي بكل هدوء وحكمة حرصا على المصلحة الوطنية وسنرى أفعالهم من أجل إخراج المحتل من أرضنا». وكانت جماعة حزب الله تريد استمرار نجيب ميقاتي في هذا المنصب.
كما أظهر انتخاب قائد الجيش جوزاف عون رئيسا للبنان الأسبوع الماضي تحولا آخر في المشهد السياسي في لبنان الذي كان يحظى فيه حزب الله بنفوذ قوي منذ فترة طويلة. ودعمت الولايات المتحدة والسعودية اختيار عون، وهو مسيحي ماروني، لشغل منصب الرئاسة.
وبدأ عون أمس الاثنين مشاورات مع نواب البرلمان البالغ عددهم 128 لاختيار رئيس وزراء جديد. ويتعين عليه اختيار المرشح الذي يحصل على أكبر عدد من الأصوات.
واستدعى عون نواف سلام أمس الاثنين لتكليفه بتشكيل حكومة جديدة.
وحصل سلام على تأييد 85 نائبا بعد ظهر أمس الاثنين مع استمرار المشاورات.
ومنصب رئيس الوزراء مخصص لمسلم سني وفقا لنظام تقاسم السلطة في لبنان الذي يخصص أيضا منصب الرئاسة لمسيحي ماروني ومنصب رئيس مجلس النواب لمسلم شيعي.
وقال مصدر من حزب الله إن نوابا يمثلون الجماعة اجتمعوا مع عون في وقت متأخر عن الموعد المقرر إذ تأخر وصولهم مع شعورهم بتزايد الدعم لسلام.
وأضاف المصدر أن حزب الله كان يعتقد أن تفاهما سياسيا حدث فيما يتعلق باختيار ميقاتي لشغل منصب رئيس الوزراء قبل أن توافق الجماعة على انتخاب عون في منصب الرئاسة الأسبوع الماضي.
تحديات مقبلة
كان حلفاء حزب الله من السنة والمسيحيين من بين الذين رشحوا سلام لشغل منصب رئيس الوزراء. وقال فيصل كرامي، وهو نائب سني متحالف مع الجماعة، إنه رشح سلام بسبب الحاجة إلى «تغيير وتجديد» فضلا عن حصول لبنان على دعم عربي ودولي.
انتخاب عون وتعيين رئيس وزراء جديد هما خطوتان نحو إحياء مؤسسات الحكومة اللبنانية التي أصيبت بالشلل لأكثر من عامين، إذ لم يكن هناك رئيس دولة ولا حكومة تتمتع بصلاحيات كاملة.
وتواجه الإدارة الجديدة مهام صعبة تشمل إعادة بناء المناطق التي دمرتها الغارات الجوية الإسرائيلية خلال الحرب مع حزب الله وإجراء خطوات إصلاحية متوقفة منذ فترة طويلة لإنعاش الاقتصاد ومعالجة الأسباب الجذرية التي أدت إلى انهيار النظام المالي اللبناني في 2019.
وخلال فترة قيادته للجيش المدعوم من الولايات المتحدة، لعب عون دورا حيويا في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه واشنطن بين إسرائيل وحزب الله.
0 تعليق