تتعرض ولاية كاليفورنيا حاليًا لموجة حرائق شديدة وغير مسبوقة بسبب الظروف الجوية الجافة وسرعة الرياح القوية، حيث تمددت حرائق كاليفورنيا الكارثية، بتركيبة من الظروف الجوية الجافة للغاية، والرياح القوية، مما جعل انتشار حرائق الغابات تتم بسرعة كبيرة.
ولا يزال رجال الإطفاء حتى اللحظة يعملون على احتواء الحرائق، لكن العديد منها لا يزال غير قابل للاحتواء، مع توقع رياح قوية أخرى في وقت لاحق هذا الأسبوع.
وفي هذا الصدد تواصلت "بوابة الوفد الإلكترونية" مع رأفت صليب، رئيس الاتحاد العام للمصريين في أمريكا وهو مواطن مصري مقيم في امريكا منذ ٣٨ عام وبالتحديد في لوس انجلوس.
وأكد رأفت صليب أنهم مروا بأوضاع صعبة للغاية الايام الماضية بسبب الحرائق التي اجتاحت مناطق واسعة من كاليفورنيا، خاصة في المناطق الجبلية التي تعاني من الجفاف الشديد، لافتا الى أنه أحد سكان هذه المناطق وتم انقطاع الكهرباء لمدة ستة أيام متتالية، مما زاد من صعوبة الحياة اليومية، ولكنها عادت الساعات الماضية.
ونوه " صليب" الى أن سرعة الرياح الكبيرة تجعل الوضع خطيرًا للغاية، حيث يمكن أن تنتشر النيران عبر الجبال والمناطق المجاورة بسرعة هائلة.
أما عن عدد المصريين الحقيقي في كاليفورنيا، قال رأفت صليب، إن وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي تناقلت أرقامًا غير دقيقة حول عدد المصريين في كاليفورنيا، حيث تم ذكر أرقام تصل إلى 700 ألف، وهو رقم مبالغ فيه وغير صحيح، لافتا الى أن العدد الفعلي للمصريين المقيمين في كاليفورنيا يُقدر بحوالي 300 ألف كحد أقصى، فمن المهم تصحيح هذه المعلومات لتجنب تضليل الرأي العام وإثارة القلق.
وحول تأثير الحرائق في كاليفورنيا على المواطنين، أشار صليب، الى أن الحرائق أثرت بشكل كبير على سكان المناطق الجبلية، وأنه شخصيًا واجه صعوبات بسبب وجود منزله في قلب المناطق المتضررة وفقد عددا منهم بسبب هذه الحرائق، قائلا: " الوضع كان صعبًا للغاية بسبب انقطاع الخدمات الأساسية، لكن الأوضاع تتحسن تدريجيًا".
وأكد رئيس الاتحاد العام للمصريين في أمريكا، على ضرورة توخي الحذر والدقة عند نقل المعلومات حول أوضاع الجالية المصرية في كاليفورنيا، لأن التضخيم أو نقل معلومات غير صحيحة يؤدي إلى قلق لا مبرر له لدى أهالينا في مصر والأصدقاء في أمريكا، حيث يتم نشر معلومات غير صحيحة عن الإخلاء والإجلاء، مما يثير القلق غير المبرر لدى الأهل والأصدقاء.
وحول الأضرار التي لحقت بالمصريين في كاليفورنيا، قال: " إن هناك من ٧ ل ٨ منازل تقريبا لمصريين تضررت من الحرائق، حيث أُحرقت منازلهم ومع ذلك، لم يواجهوا مشاكل كبيرة بفضل وجود منازل بديلة لهم أو نقلهم إلى فنادق عن طريق التأمين".
ولفت الى أن حوالي ٧ ل ٨ أفراد تقريبا من أصحاب الأعمال الصغيرة فقدوا مصدر رزقهم بسبب احتراق ممتلكاتهم، ولكن الحكومة الأمريكية ستقوم بتعويضهم ضمن برنامج المساعدات للمتضررين.
وعن أوضاع المصريين بكاليفورنيا كشف رأفت صليب، أنه لا توجد أي إصابات أو وفيات بين المصريين في كاليفورنيا، فالجميع بخير وبصفته رئيس الاتحاد العام للمصريين في أمريكا فانه يتابع الأوضاع عن كثب للتأكد من سلامة الجميع.
وأضاف، أفراد الجالية يظهرون تماسكًا قويًا في مواجهة الأزمة، حيث يدعم الجميع بعضهم البعض للتغلب على الصعوبات، وجميع الاصدقاء في ولايات اخرى يتحدثون معنا بشكل مستمر للاطمئنان علينا .
وعبر عن استنكارنا لما يتم تداوله في بعض وسائل الإعلام المصرية من معلومات مغلوطة وغير دقيقة عن الجالية المصرية في كاليفورنيا ولوس أنجلوس.
وتحدث عن جهود الحكومة الأمريكية حيث قدمت جهودًا كبيرة بدعم من ولايات ومدن أخرى للسيطرة على الحرائق، وتمكنت من إطفاء نحو 50% منها، إلا أن الوضع ما زال خطرًا بسبب إمكانية تجدد الحرائق بسرعة.
كما أن الحكومة خصصت فنادق وأماكن إقامة مؤقتة (short-term shelters) للمتضررين الذين فقدوا منازلهم لحين تعويضهم، ومع ذلك، المصريون المقيمون هنا لم يواجهوا هذه المشكلة بشكل كبير، حيث إن منازلهم المتضررة قليلة جدًا.
وعن مخاوفهم بسبب حالة الطقس الساعات المقبلة، أكد رأفت صليب، أنه من المتوقع أن تزداد الرياح بشكل غير مسبوق خلال الساعات القليلة القادمة، مما يزيد من خطر اشتعال الحرائق مرة أخرى، فعلى الرغم من الجهود المبذولة، الا أن الخسائر المادية تؤثر بشكل كبير على الأفراد والمجتمع، مع مخاوف متزايدة بشأن استمرارية الوضع.
واضاف: "نواجه مخاوف كبيرة بشأن الأحوال الجوية خلال الأيام المقبلة، حيث يُتوقع أن تصل سرعة الرياح إلى معدلات غير مسبوقة، مما قد يؤدي إلى تفاقم خطورة الوضع، فخلال 38 عامًا قضيتها هنا في أمريكا، لم أشهد مثل هذه الرياح القوية، والتي قد تزيد من سرعة انتشار الحرائق بشكل كارثي".
وحول امكانية عودة المصريين المتضررين من حرائق كاليفورنيا الى وطنهم، نوه رأفت صليب، أن المجتمع المصري في كاليفورنيا يختلف في وضعه عن المصريين العاملين في دول الخليج، حيث يعيش المصريون هنا حياة مستقرة ودائمة، كما أن معظمهم يمتلكون منازل وأعمالاً، وحياتهم قائمة بالكامل في الولايات المتحدة، لذلك، لا توجد مسألة "إجلاء" أو "عودة إلى مصر" بسبب الظروف الطارئة مثل الحرائق، لأن هذه الأحداث لا تؤدي إلى إنهاء إقامة الأفراد أو تفكيرهم في مغادرة البلاد.
وحول إدارة الأزمة وإخلاء المنازل من أصحابها المتضررين بكاليفورنيا، قال " صليب": "عند حدوث الحرائق، يتم إخلاء المنازل كإجراء احترازي مؤقت فقط، أما بالنسبة للمصريين، لا يشكل هذا الإجراء أزمة كبيرة، إذ يذهب المتضررون إلى منازل أخرى يمتلكونها أو إلى منازل أصدقائهم وأقاربهم حتى يتم السيطرة على الوضع".
وكشف عن ظاهرة غريبة في مواقع الحرائق، قائلا: " من الملاحظ أن معظم الحرائق تندلع في المناطق التي تضم منازل الأثرياء بشكل لافت، قد يكون هذا بسبب قرب تلك المناطق من الجبال والمناطق الجافة، أو ربما هي مصادفة متكررة، الا أنه حتى الآن، لا يوجد تفسير واضح، ولكنها تلفت الانتباه وتثير التساؤلات".
واختتم، نؤكد أن الجالية المصرية في كاليفورنيا بخير، رغم التحديات التي فرضتها الحرائق، وندعو الجميع لتحري الدقة في نقل المعلومات، والاعتماد على مصادر موثوقة تعيش الحدث وتتابعه، ونسأل الله أن تمر هذه الأزمة بسلام على الجميع، فكل ما نحتاجه هو التضامن والدعاء للخروج من هذه الأزمة بسلام.
0 تعليق