صراحة قلم
من المعروف أن نجاح الشركات والمؤسسات يرتكز على عوامل عدة، في مقدمها مدير حكيم وطموح، يعرف كيف يخلق بيئة عمل ملائمة، وفريق عمل متعاون، يتفانى في عمله لتحقيق الأهداف المطلوبة منه.
ومن المعروف أيضا، أن من سبب تعثر وفشل بعض المؤسسات، وجود عنصر من عناصر فريقها "ملقوف" لا يلتزم بالأعمال الموكلة إليه، ولا يتعاون مع أعضاء فريقه، بل نجده يتعدى على أعمالهم الموكلة إليهم، ويتدخل في شؤونهم، فيحدث ربكة في عمل الفريق، خصوصا إذا كان رئيس الفريق ضعيف الشخصية، لا يستطيع أن يوقفه عند حده.
"الملقوف" دائما يفشل الفريق الذي يعمل معه، كونه يرى نفسه قادراً على فعل كل شيء (يعني كما في المثل المصري "بتاع كله"، ففي كرة القدم، مثلا، إذا كان يوجد في الفريق "ملقوف"، نراه مرة في الهجوم، ومرة في الدفاع، ومرة في الوسط، ومرة في الجناح، لا يلتزم بخطة المدرب، حتى انه يظن نفسه قادراً على أن يقوم مقام حارس المرمى.
وإذا كان مسافراً في رحلة غوص، يتطفل على مهمات الآخرين، فمرة يكون نهاما، يظن بصوته النشاز يطرب أهل السفينة، ومرة يكون "غيصا"، ومرة يكون "سيبا"، بل انه قد يتعدى على مهمات النوخذة، وهنا تحدث مشكلة كبيرة، قد تؤدي إلى ضياع السفينة في البحر بسبب وجود نوخذتين، كل واحد له رأي مختلف عن الآخر، أو شعور راكبي السفينة بالتوتر والضجر بسبب تصرفات هذا "الملقوف" مما يجعلهم يفشلون في تحقيق هدفهم في الحصول على كمية وافرة من اللؤلؤ.
هذا "الملقوف"، تستطيع بيئات العمل الاستفادة منه، لا سيما إذا كان عنيداً، لأنه في هذه الحالة يوصف بـ"حمار مكدة"، لأنه يعمل وفق ضوابط محدده، دون ملل ولا تعب، كالحمار الذي يدرب على حمل الأشياء والسير بها في طريق محدد، وانزالها في مكان معين، ومن ثم الرجوع في الطريق نفسه مرة أخرى. هذا الحمار مع الوقت يتعود على الطريق، فيذهب بنفسه محملا ويرجع فارغا، من دون قيادة السايس، ومن دون كلل أو ملل، ولهذا فالذي يناسب "الملقوف" العنيد لتحقيق أهداف المؤسسة أو الشركة، العمل لوحده، وفق خطوات مكتوبة يتبعها حرفيا، من دون إعطائه أي مجال للتفكير والإبداع، لأنه فاقدهما أساسا، وطبيعته هي تلقي التعليمات بشكل واضح جدا، والعمل وفق نظام محدد لا يحيد عنه.
ولهذا فمثل هذا الشخص لا يسلم سلطة إدارية، ولا يكلف بمهمات إبداعية، ولا يشارك في فرق العمل، لأنه حتما سيفشل في عمله، ويلحق الفشل بفريقه.
al_sahafi1@
0 تعليق