أعلنت مصر وقطر وأمريكا، فى بيان مشترك، توصل حماس وإسرائيل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين، وصولًا إلى هدوء مستدام داخل قطاع غزة.
وأكدت الأطراف الثلاثة عملها بشكل مشترك لضمان التنفيذ، إضافة إلى التعاون مع الأمم المتحدة والدول المانحة والشركاء؛ لدعم زيادة المساعدات الإنسانية.
عودة السكان لمنازلهم بعد أسبوع واحد.. وفتح معبر رفح فورًا
يتضمن الاتفاق انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلى، تدريجيًا، من المناطق الحدودية؛ ففى محور فيلادلفيا، سيبدأ الانسحاب بعد مرور ٤٠ إلى ٥٠ يومًا من سريان الاتفاق، على أن يجرى تمركز القوات الإسرائيلية على أبعاد تصل إلى ٧٠٠ متر فى بعض المناطق داخل القطاع، خاصة فى الشمال.
ومن بين بنود الاتفاق، عودة سكان شمال غزة بعد أسبوع من إعلان وقف إطلاق النار، مع منع اصطحاب أى أسلحة، أما بالنسبة للمركبات، فسيُسمح بعودتها بعد ٢٢ يومًا، بشرط مرورها عبر أجهزة مخصصة لفحص السيارات. وستتكفل مصر بفتح معبر رفح فور إعلان وقف إطلاق النار، وذلك لإدخال المساعدات الإنسانية، ووضعت شرطًا أساسيًا لضمان استمرارية العمل فى المعبر، وهو عدم وجود أى قوات إسرائيلية هناك. وفيما يخص الأسرى، وافقت إسرائيل على الإفراج عن ١٠٠٠ أسير فلسطينى، من بينهم نساء وأطفال وأسرى دون سن الـ١٩ عامًا، ممن جرى اعتقالهم بعد أحداث ٧ أكتوبر من غزة، إضافة إلى ٢٠٠ أسير من أصحاب الأحكام العالية. وكشفت النسخة الورقية من اتفاق الهدنة فى غزة عن أن بنوده تعود للاتفاق الذى جرت بلورته فى مايو عام ٢٠٢٤، ويتضمن إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين الموجودين فى قطاع غزة من مدنيين وجنود، سواء كانوا على قيد الحياة أو غير ذلك، وبغض النظر عن تاريخ أو فترة احتجازهم.
وجرى تقسيم الاتفاق إلى ٣ مراحل، كل منها مكونة من ٤٢ يومًا، وتشمل مجموعة من الإجراءات التى ستنفذها حماس وإسرائيل.
وقف العمليات العسكرية.. وانسحاب تدريجى للإسرائيليين بالتزامن مع تبادل المحتجزين
تتضمن المرحلة الأولى وقفًا مؤقتًا للعمليات العسكرية من قبل الطرفين، وانسحاب القوات الإسرائيلية شرقًا، بعيدًا عن المناطق المكتظة بالسكان، لتتمركز على الحدود فى جميع مناطق قطاع غزة.
وتبدأ المرحلة الأولى بالإيقاف المؤقت للطيران العسكرى والاستطلاع فى قطاع غزة، يوميًا، لمدة ١٠ ساعات، ولمدة ١٢ ساعة فى أيام تبادل المحتجزين والأسرى.
وفى اليوم السابع بعد إطلاق سراح ٧ من المحتجزات الإناث، تنسحب القوات الإسرائيلية كليًا من شارع الرشيد شرقًا إلى شارع صلاح الدين، كما يجرى تفكيك المواقع والمنشآت العسكرية فى المنطقة كليًا، والبدء فى عودة النازحين داخليًا إلى مناطق سكنهم «دون حملهم أى نوع من السلاح فى أثناء عودتهم»، وتتاح للسكان الحركة بحرية فى جميع مناطق القطاع، ويجرى دخول المساعدات الإنسانية عبر شارع الرشيد من أول يوم دون قيود.
وفى اليوم الـ٢٢ تنسحب القوات الإسرائيلية من وسط القطاع، خاصة محور «نتساريم»، ومحور دوار الكويت، شرق طريق صلاح الدين، إلى منطقة بمحاذاة الحدود، كما يجرى استكمال تفكيك المواقع والمنشآت العسكرية كليًا، واستمرار عودة النازحين داخليًا إلى أماكن سكنهم.
وبدءًا من اليوم الأول يُسمح بدخول كميات مكثفة ومناسبة من المساعدات الإنسانية ومواد الإغاثة والوقود، بمعدل ٦٠٠ شاحنة يوميًا، على أن تشمل ٥٠ شاحنة وقود، منها ٣٠٠ للشمال، بما فى ذلك الوقود اللازم لتشغيل محطة الكهرباء والتجارة والمعدات المدنية اللازمة؛ لإزالة الركام وإعادة تأهيل وتشغيل المستشفيات والمراكز الصحية والمخابز فى جميع مناطق قطاع غزة، واستمرار ذلك فى جميع مراحل الاتفاق.
وخلال هذه المرحلة تُطلق حماس سراح ٣٣ محتجزًا إسرائيليًا، أحياء وأشلاء، بما يشمل النساء المدنيات والمجندات والأطفال دون سن الـ١٩ من غير المجندين، وكبار السن فوق الـ٥٠ عامًا، والمرضى والجرحى المدنيين، مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين فى السجون الإسرائيلية ومراكز الاعتقال.
فى المقابل تُطلق إسرائيل سراح ٣٠ من الأطفال والنساء، مقابل كل محتجز إسرائيلى يجرى إطلاق سراحه، بناء على قوائم تقدمها حماس حسب الأقدم اعتقالًا.
وتُطلق حماس سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين الأحياء من كبار السن، فوق الـ٥٠ عامًا، والمرضى والجرحى المدنيين، مقابل أن تُطلق إسرائيل سراح ٣٠ أسيرًا من كبار السن فوق الـ٥٠ عامًا، والمرضى، على ألا يزيد الباقى من محكوميتهم على ١٥ عامًا، مقابل كل محتجز إسرائيلى.
كما تُطلق حماس سراح جميع الأحياء من المجندات الإسرائيليات المحتجزات، وتطلق إسرائيل سراح ٥٠ أسيرًا من سجونها مقابل كل محتجزة إسرائيلية يجرى إطلاق سراحها، باستثناء عدد يتفق عليه من الأسرى- ١٠٠ على الأقل- الذين ستجرى مناقشتهم فى المرحلة الثانية.
ويجرى إخلاء سبيل عدد من الأسرى يتم الاتفاق عليه-٥٠ على الأقل- من المحكوم عليهم بالمؤبد فى الخارج أو فى غزة.
وفى اليوم الأول تُطلق حماس سراح ٣ محتجزات إسرائيليات مدنيات، وفى اليوم السابع تطلق سراح ٤ محتجزات إسرائيليات مدنيات أخريات، بعد ذلك تطلق ٣ محتجزين إسرائيليين كل ٧ أيام، بدءًا بالنساء المدنيات والمجندات، وجميع المحتجزين أو المحتجزات الأحياء، وذلك قبل تسليم الأشلاء.
خلال الأسبوع السادس تطلق حماس جميع المحتجزين أو المحتجزات المشمولين فى هذه المرحلة، فى المقابل تطلق إسرائيل سراح العدد المتفق عليه من الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، بناءً على قوائم تقدمها حماس.
وبحلول اليوم السابع ستقدم حماس معلومات عن عدد المحتجزين الإسرائيليين، الذين سيجرى إطلاق سراحهم خلال هذه المرحلة.
وفى الأسبوع السادس، وبعد إطلاق سراح هشام السيد ومانغستو، اللذين يعدان من ضمن المحتجزين الـ٣٣ المتفق على إطلاق سراحهم فى المرحلة الأولى، يطلق الجانب الإسرائيلى سراح ٤٧ أسيرًا من صفقة شاليط، الذين جرت إعادة اعتقالهم.
وفى حال لم يصل عدد المحتجزين الإسرائيليين ممن يجب إطلاق سراحهم فى هذه المرحلة إلى ٣٣، يستكمل العدد بالأشلاء من نفس الفئات الخاصة بهذه المرحلة، وفى المقابل تطلق إسرائيل سراح جميع النساء والأطفال دون سن الـ١٩ من غير العسكريين، الذين جرى اعتقالهم من قطاع غزة بعد ٧ أكتوبر ٢٠٢٣.
وترتبط عملية التبادل بمدى الالتزام ببنود الاتفاق، بما فيها إيقاف العمليات العسكرية من قبل الطرفين، وانسحاب القوات الإسرائيلية، وعودة النازحين داخليًا، ودخول المساعدات الإنسانية.
ولا يتم اعتقال الأسرى المحررين الفلسطينيين استنادًا لنفس التهم التى اعتقلوا بها سابقًا، كما أن الجانب الإسرائيلى لن يعيد الأسرى الفلسطينيين المحررين لقضاء المدد المتبقية من الأحكام الصادرة بحقهم، ولن يطلب من الأسرى الفلسطينيين المحررين توقيع أى مستند شرطًا لإخلاء سبيلهم.
لا تشكل مفاتيح تبادل المحتجزين والأسرى الخاصة بالمرحلة الأولى أعلاه أساسًا للتفاوض على مفاتيح التبادل للمرحلة الثانية.
وما لا يتجاوز اليوم الـ١٦، يجرى البدء بمباحثات غير مباشرة بين الطرفين بشأن الاتفاق على شروط تنفيذ المرحلة الثانية من هذا الاتفاق، بما فى ذلك الشروط المتعلقة بمفاتيح تبادل المحتجزين والأسرى المجندين، ومن تبقى من الرجال، على أن يتم الانتهاء من ذلك والاتفاق عليه قبل نهاية الأسبوع الخامس من هذه المرحلة.
وتتولى الأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الأخرى، تقديم الخدمات الإنسانية فى كل مناطق قطاع غزة، واستمرار ذلك فى جميع مراحل الاتفاقية.
إعادة تأهيل البنية التحتية.. وإدخال 60 ألف كارافان و200 ألف خيمة
يجرى البدء فى إعادة تأهيل البنية التحتية، الكهرباء والماء والصرف الصحى والاتصالات والطرق فى جميع مناطق قطاع غزة، وإدخال كميات متفق عليها من المعدات اللازمة للدفاع المدنى، ولإزالة الركام والأنقاض، واستمرار ذلك فى جميع مراحل الاتفاق.
ويتم تسهيل إدخال المستلزمات والمتطلبات اللازمة لإيواء النازحين داخليًا ممن فقدوا بيوتهم خلال الحرب، ليس أقل من ٦٠ ألف بيت مؤقت «كارافان» و٢٠٠ ألف خيمة.
وبعد إطلاق سراح جميع المجندات الإسرائيليات، يجرى السماح لعدد يُتفق عليه من العسكريين الجرحى بالسفر من خلال معبر رفح لتلقى العلاج الطبى، كما تتم زيادة عدد المسافرين والمرضى والجرحى عبر معبر رفح، وإزالة القيود المفروضة على السفر، وعودة حركة البضائع والتجارة.
تجرى بعد ذلك الترتيبات والخطط لإعادة الإعمار الشاملة للبيوت والمنشآت المدنية والبنية التحتية المدنية التى جرى تدميرها خلال الحرب، وتحت إشراف عدد من الدول والمنظمات، بما فى ذلك مصر وقطر والأمم المتحدة.
ويستمر جميع الإجراءات الخاصة بهذه المرحلة، بما فى ذلك التوقف المؤقت للعمليات العسكرية من الطرفين، والجهود المبذولة لتوفير المساعدات والمأوى، وانسحاب القوات، وفى المرحلة الثانية، أيضًا، ما دام استمرت المباحثات الخاصة بشروط تنفيذ المرحلة الثانية من هذا الاتفاق.
وفى المرحلة الثانية يتم الإعلان عن استعادة الهدوء المستدام وتوقف العمليات العسكرية والعدائية بشكل دائم، ونجاح تبادل المحتجزين والأسرى بين الطرفين «جميع من تبقى من المحتجزين الرجال الإسرائيليين الموجودين على قيد الحياة المدنيين والجنود»، مقابل عدد من الأسرى فى السجون الإسرائيلية ومن المعتقلين فى مراكز الاعتقال الإسرائيلية، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة.
وفى المرحلة الثالثة يجرى تبادل جميع الأشلاء لدى الطرفين والتعرف عليها، ثم يتم البدء فى تنفيذ خطة إعادة إعمار قطاع غزة لمدة ٣ إلى ٥ سنوات، بما يشمل البيوت والمنشآت المدنية والبنية التحتية المدنية.
0 تعليق