فلسطينيون يبكون فرحاً ويحتفلون في خان يونس بإعلان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيث عمت الاحتفالات مدناً عربية وعالمية عدة (أب)
الاحتلال يكثف مجازره ويقتل رهينة... ونتنياهو يماطل ويتهم "حماس" بالتراجع... والحركة تنفي
غزة، عواصم - وكالات: تحت عنوان "غزة، تليق بك الحياة، ويليق بك الفرح…"، لم تفرح غزة وحدها بإعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حماس"، حيث عمت الاحتفالات ودموع الفرح شوارع غزة والعديد من المدن العربية، وخرج الناس في مدن عربية عدة بالأعلام والدموع ليشاركوا الفلسطينيين فرحة انتظرها الجميع خمسة عشر شهرا من حرب مدمرة، وانتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة رصدت الاحتفالات في شوارع غزة والأردن وسورية واليمن والعراق ودول عربية وأجنبية.
وفي مدينة مأرب في اليمن، رصدت مقاطع فيديو إطلاق الأعيرة النارية احتفالا بوقف إطلاق النار، وشهدت العاصمة الأردنية عمان، حيث كانت تخرج مسيرات يومية دعما لغزة، تجمعات وزعت فيها الحلوى، وفي العاصمة السورية دمشق، خرج سوريون بمركباتهم رافعين الأعلام الفلسطينية والسورية، ورحبت الدول الخليجية والعربية باتفاق وقف إطلاق النار الذي من شأنه وقف معاناة الفلسطينيين، حيث أعرب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد عن أمله في أن يسهم الاتفاق في إنهاء العدوان على القطاع، وشدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على أهمية الإسراع في إدخال المساعدات، قائلا إن الاتفاق ثمرة جهود مضنية على مدار نحو عام بوساطة مصرية قطرية أميركية، ورحبت دول مجلس التعاون الخليجي، حيث أكدت السعودية أهمية البناء عليه لمعالجة أساس الصراع ، وأثنى وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد على جهود قطر ومصر والولايات المتحدة، واعتبرت البحرين الاتفاق تقدماً حاسماً نحو تخفيف الوضع الإنساني الكارثي، واكدت سلطنة عمان أنه سيسهم في التخفيف من المعاناة الإنسانية في غزة.
وفيما لم يتوقف القصف الإسرائيلي الذي أدى لاستشهاد نحو 73 فلسطينيا في الساعات التي أعقبت الاتفاق، اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "حماس" بالتراجع عن بعض تفاصيل الصفقة، وزعم مكتبه أن "حماس" تراجعت عن أجزاء من الاتفاق، مهددا بأن الحكومة الإسرائيلية لن تجتمع حتى يخطر الوسطاء إسرائيل أن "حماس" قبلت جميع عناصر الاتفاق، وتم تأجيل اجتماع مجلس الوزراء الأمني المصغر "الكابينت"، بينما نفت الحركة الأمر جملة وتفصيلا، وأكد القيادي البارز فيها عزت الرشق أن الحركة ملتزمة باتفاق وقف النار الذي أعلنه الوسطاء.
ميدانيا، أعلن الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة مقتل إحدى أسيرات المرحلة الأولى لصفقة التبادل، قائلا إنه بعد الإعلان عن التوصل لاتفاق، استهدف جيش الاحتلال مكانا تتواجد فيه إحدى أسيرات المرحلة الأولى، محذرا من أن كل عدوان وقصف في هذه المرحلة من قبل العدو يمكن أن يحوّل حرية أسير إلى مأساة، وبينما واصل الاحتلال الإسرائيلي مجازره، حيث استشهد وأصيب عدد من الفلسطينيين في مجزرة بمركز إيواء للنازحين في مدرسة الفلاح بحي الزيتون بجنوب مدينة غزة، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي للقطاع المستمر منذ أكتوبر 2023 إلى 46.788 قتيلا، و110.453 مصابا.
خسائر بالمليارات وسنوات لإعادة الإعمار
غزة، عواصم - وكالات: بعد حرب مدمرة خلفت عشرات آلاف القتلى والجرحى، تظهر تقديرات أممية أن إعادة إعمار قطاع غزة بعد انتهاء الحرب ستحتاج إلى مليارات الدولارات بسبب حجم الدمار الهائل، وأظهر تقرير للأمم المتحدة نشر في العام الماضي أن إعادة بناء المنازل المدمرة في قطاع غزة قد يستمر حتى العام 2040 وقد يطول أكثر من ذلك.
ووفقا لبيانات أقمار اصطناعية للأمم المتحدة نشرت في ديسمبر، فإن ثلثي المباني في غزة قبل الحرب، نحو 170 ألف مبنى، تهدمت أو سويت بالأرض، وهذا يعادل نحو 69 في المئة من إجمالي المباني في قطاع غزة، وذكرت تقديرات للأمم المتحدة أن هذا الإحصاء يتضمن ما مجموعه 245123 وحدة سكنية، وقال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن نحو 1.8 مليون شخص يحتاجون حاليا إلى مأوى في غزة، وذكر تقرير للأمم المتحدة والبنك الدولي أن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية تقدر بنحو 18.5 مليار دولار حتى نهاية يناير 2024، وقدّرت الأمم المتحدة بأنه حتى مطلع مايو 2024، ستكلف إعادة الإعمار ما بين 30 و40 مليار دولار، وفي غزة، لم يعد ثلثا الوظائف موجودا.
0 تعليق