يشمل أغلبية برلمانية وحكومة جديدة... والسيستاني لتطوير "الحشد"... والسوداني للفصائل: الطاعة أو الحل
بغداد - "السياسة" - باسل محمد:
ضمن مواجهة سيناريو دولي لإنهاء نفوذ إيران وتصفية الإطار الشيعي في العراق، تراجع الإطار التنسيقي الشيعي الذي يمسك بزمام الحكومة والبرلمان الحاليين عن دعمه انتخابات برلمانية مبكرة، بعدما قاد رئيس الوزراء السابق والرجل القوي في الاطار نوري المالكي خلال الفترة السابقة حملة مؤيدة لتنظيم انتخابات مبكرة، وجاء تغير موقف الأطراف الرئيسية في الإطار الشيعي من تأييد الانتخابات المبكرة بالتزامن مع تحذيرات مسؤولين في الإطار من تحركات إقليمية ودولية لدفع الحكومة العراقية برئاسة محمد شياع السوداني لإعلان موعد للانتخابات البرلمانية المبكرة.
وقال مسؤول بارز في حزب الدعوة الذي يرأسه المالكي للسياسة ان سبب تبدل موقف الإطار الشيعي من الانتخابات المبكرة، هو اللقاءات التي تجريها اطراف دولية وإقليمية بينها الولايات المتحدة الأميركية والسعودية وتركيا مع قوى عراقية سنية وكردية، معتبرا الإتصالات الأخطر هي التي تجريها هذه الأطراف مع تيار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، قائلا إن الاتصالات مع التيار الصدري تهدف إلى إعلان عودته الى العملية السياسية والتحرك لإجبار الحكومة العراقية على تحديد موعد للانتخابات المبكرة.
وكشف المسؤول عن خطة تعدها أطراف عراقية وإقليمية ودولية تتمحور حول سيناريو سياسي يسمح بأغلبية ساحقة في الانتخابات البرلمانية المبكرة مكونة من التيار الصدري وحزب الزعيم الكردي مسعود بارزاني وقوى سنية لتشكيل حكومة على أن يتم اقصاء الاطار الشيعي، موضحا أن سيناريو الانتخابات المبكرة وتشكيل حكومة عراقية بدون الاطار الشيعي كما تريدها الأطراف الإقليمية والدولية سيقود الى انهاء النفوذ الايراني في العراق، وبالتالي يمكن للحكومة المشكلة من أغلبية من التيار الصدري والأكراد والسنة أن تتخذ قرارات حاسمة بينها حل الحشد الشعبي وطرد الاطار الشيعي من المؤسسات الحاكمة وبخاصة من المؤسسات السيادية والأمنية والاستخباراتية، وهذا يعني انهاء اي تأثير لإيران داخل المرافق الحيوية للدولة العراقية.
على صعيد متصل، وبالتزامن مع تصريحات رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في بريطانيا والتي أكد فيها أن قرار حل الحشد الشعبي عراقي وليس بيد الولايات المتحدة أو أي دولة، كشف مسؤول بارز في تيار الزعيم الشيعي عمار الحكيم للسياسة أن المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني دعا الإطار الشيعي والحكومة العراقية لإعادة هيكلة الحشد وتطوير وتطهير مؤسساته، مشددا على أن السيستاني ما كان يطلب من السوداني تطوير واعادة هيكلة الحشد الا اذا كان لديه ملاحظات وتحفظات على سلوك بعض الفصائل ولذلك يرى أن تطوير الحشد الأنجع لاستمراره واحتواء الضغوط الدولية لحله.
وقال المسؤول إن قرار بقاء الحشد لا يحظى بتوافق شيعي سني كردي وأن القوى السنية والكردية لديها تحفظات قوية على بقاءه، لافتا لمشاكل للحشد في المناطق السنية ومع الأكراد، معتبرا دعوة السيستاني لإعادة هيكلة الحشد وتطويره تهدف لتحقيق توافق شيعي سني كردي سني، كاشفا أن رئيس الحكومة محمد السوداني خيّر فصائل الحشد بين الالتزام بأوامر القائد العام للقوات المسلحة وبين حلها، مشيراً الى أن السوداني صارح الإطار الشيعي وإيران بأن الدولة العراقية يجب أن لا تسمح بوجود فصائل خارج سلطتها وان الخيار الوحيد لبقاء الحشد طاعة فصائله.
0 تعليق