نبض الكلمات
الخميس 05/ديسمبر/2024 - 08:35 م 12/5/2024 8:35:01 PM
لم تعد العنوسة ذلك الشبح الذى يهدد معظم الفتيات.. الطرفان غارقان فتيات وشباب.. في ظاهرة تستشرى بسبب ضعف الإمكانات المادية وتدهور القدرة الشرائية والغلاء الشديد فى ظل ارتفاع كلفة الزواج.. ده طبعا غير سكن الزوجية الكارثة الأكبر التى تواجهها كل أسرة بمجرد التفكير فقط فى زواج الأبناء.. قصور شديد تجاه الحكومة فى توفير شقة.. ولا أعلم أين تذهب مساكن محدودى الدخل فى كل محافظة؟!!.. وعلى أى أساس يتم توزيع هذه الشقق التى تكلفت المليارات؟.. فالأمور حول هذه القضية غائبة.. فغالبا تذهب لمن لا يستحقون.. كذلك عدم الالتزام بالضوابط والقواعد الاجتماعية المتعارف عليها فى هذا الإطار.. وحلت مكانها النظرة المادية فى كل شئ.. حتى انهارت أسطورة العواطف والمشاعر بين الطرفين والعلاقة الثابتة الأصيلة بين الرجل والمرأة كحب الأفلام القديمة.. فقد انتهى عهد التضحيات والإخلاص والوفاء للطرف الآخر وحلت مكانه الماديات بكافة أنواعها.. وقد لعب الإعلام الضال والأعمال الفنية الدرامية الهابطة التى تعتمد على المظاهر وترف الحياة.. حتى أصيب الشباب بإحباط واللعنة والتمرد على حياتهم.. وارتباط السعادة بارتفاع المستوى المعيشى والمادى والتقليد الأعمى بالتباهى واقتناء أحدث وسائل الترف.. الأمر الذى أصاب الجميع باليأس والإحباط وعزف الشباب تماماً عن الزواج.. واكتفوا بالفرجة الرخيصة والأحاديث الجانبية.. واللعب على المشاعر والاعتماد على التأليف والزيف فى جذب كلاهما.. ومنصات التواصل الاجتماعى بأنواعها المختلفة ساهمت وبشكل خطير فى توثيق علاقات مشبوهه لينتهى بهم الأمر إلى مأساة.. وحالة من التمرد على الزواج.. تفرز أخلاقيات منهارة مستورة يفقد الرجل هيبته ليكون أكثر ميوعة من فتاته.. ولم يعد هناك محرمات أو محاذير مما ساهم فى الهرب من علاقاته الرسمية.. وقدسية العلاقة بين الطرفين التى من المفترض أنها تنتهى بالزواج.. فلم يعد عقد الزواج يشغل الجميع.. وتغير نظرة المجتمع تدريجياً نحو ممارسته خارج هذا الإطار.. وللأسف الخاسر الأكبر فى قضية العنوسة هى الفتاة.. فكلاهما فقدا الأمان وصدق المشاعر لبعضهما.. فمن أين يأتى الحب والصدق ونقاء العلاقة والجميع غارق فى مسارح الحياة الدنيوية؟!.. وأننى مقتنعة بأن هموم المرأة والرجل زادت بعد انهيار جبال العاطفة والحب الصادق الذى يحافظ على جدية الانتماء للعلاقة وهى الأمان وتحمل المسئولية الأمانة.. وتحياتى لكل امرأه ورجل عاشوا على ثبات.
رئيس لجنة المرأة بالقليوبية وسكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية
[email protected]
0 تعليق