- العلاقات الصينية
- الكويتية تجسّد نموذجاً فريداً من التكامل والتآزر
- الصين أكبر شريك تجاري للكويت للعام التاسع على التوالي
- 22 مليار دولار حجم التبادل التجاري بين الكويت والصين في 2023
- الكويت قد تستفيد من الخبرات الصينية في تطوير شبكة (6G)
أكد سفير الكويت لدى الصين جاسم الناجم، أن العلاقات الكويتية - الصينية تجسد نموذجاً فريداً للتكامل والتآزر الذي يرقى لتطلعات قادة البلدين الصديقين، منذ بزوغ فجر العلاقات الدبلوماسية بينهما في مارس العام 1971.
وقال الناجم، في لقاء خاص مع «كونا» في بكين، إن الشراكة الإستراتيجية التي أرسيت دعائمها العام 2018 دشنت عهداً جديداً، من التعاون البناء والصداقة المثمرة، إذ أصبحت رافداً محورياً لتوسيع آفاق العلاقات الاقتصادية والتجارية، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو 22 مليار دولار في العام 2023، مما كرّس مكانة الصين كأكبر شريك تجاري للكويت للعام التاسع على التوالي، ما يعد «شهادة حية على عمق الروابط الاقتصادية بينهما».
وأضاف السفير الناجم أن دولة الكويت كانت السباقة في منطقة الشرق الأوسط لتوقيع وثيقة تعاون مع الصين تحت مظلة مبادرة «الحزام والطريق» في يونيو 2014، واصفاً إياها بالمبادرة الطموحة التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ في العام 2013 لتعيد تشكيل ملامح التعاون الإقليمي والدولي في آن واحد.
وأشاد بالدور الحيوي الذي تؤديه الشركات الصينية في إثراء التعاون الاقتصادي، مشيراً إلى أن دولة الكويت برؤيتها التنموية الطموحة ومشاريعها العملاقة تفتح ذراعيها لهذه الشركات ذات الخبرات العريقة لتكون شريكاً فعالاً في رسم ملامح نهضتها المستقبلية.
وأوضح أن الصين تشارك في مشاريع كبرى ومحورية لرؤية «الكويت 2035» ولخطتها الطموحة التي تصبو إلى تحويلها إلى مركز إقليمي للنقل والتجارة، مثل ميناء مبارك الكبير ومجمع الشقايا للطاقة المتجددة وجزء من مطار الكويت الدولي الجديد، بالإضافة إلى الجسور والطرق السريعة ومشاريع الطاقة المتجددة والمناطق السكنية، كما أنها شاركت في بناء المقر الجديد لبنك الكويت المركزي.
الطاقة المتجددة
وفي ملف الطاقة، أشاد السفير الناجم بالصين لريادتها العالمية في مجال الطاقة المتجددة، مشيراً إلى أنها شريك رئيسي لدولة الكويت لاسيما في بناء محطة الشقايا للطاقة المتجددة، كما أن الشركات الصينية تتميز بالتكنولوجيا المتقدمة والخبرة الكامنة في مجال الألواح الشمسية وتوربينات الرياح، الأمر الذي سيدعم رؤية الكويت للتحول نحو مصادر الطاقة النظيفة، حيث وقعت الكويت مع الصين مذكرة تفاهم للتعاون في مجال منظومة الطاقة الكهربائية وتطوير الطاقة المتجددة.
6G
ولفت السفير الناجم إلى أن دولة الكويت هي الدولة الأولى في الشرق الأوسط التي تتمتع بتغطية كاملة لشبكة اتصالات الجيل الخامس (5G) بفضل استعانة الكويت بشركات الاتصالات الصينية التي تمتلك الخبرة والدراية في هذا المجال، مؤكداً أن دولة الكويت قد تستفيد من الخبرات الصينية في تطوير شبكة اتصالات الجيل السادس (6G)، خاصة أن الصين تقود سباقاً عالمياً في مجال الاتصالات.
وأضاف أنه ومع نجاح الشركات الصينية وريادتها في مشاريع الألياف الضوئية التي غطت أرجاء دولة الكويت، يمكن للكويت أن توقع مع الصين شراكات إستراتيجية أخرى لتطوير بنى تحتية للاتصالات أكثر تقدماً فور ما يتم استحداثها.
الرقمنة
وبشأن خطط تسريع الرقمنة وتحقيق الحكومة الذكية، ذكر السفير الناجم أن الكويت والصين تعملان على مشاريع مشتركة في مجال التكنولوجيا الرقمية، مثل تعزيز البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات واعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي، خاصة أن الكويت تستعين بالصين لما تمتلكه من خبرات في مجالات الرقمنة والحوسبة السحابية لتحقيق أهداف رؤية الكويت 2035 إذ تم توقيع مذكرة تفاهم في شأن تعزيز التعاون في مجال الاقتصاد الرقمي بين دولة الكويت والصين في شهر مايو الماضي مشيراً إلى أنها ستسهم في تعزيز التعاون مع الصين في مجال التكنولوجيا الرقمية.
وذكر السفير الناجم أن رؤية الكويت 2035 توافر فرصاً لزيادة وتطوير التعاون الثنائي مع الصين في مختلف المجالات، لاسيما مع توافق رؤية الكويت المستقبلية مع مبادرة «الحزام والطريق» الصينية، مشيراً إلى أن الصين تمتلك تقنيات متقدمة في مجالات الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية ما يمكن دولة الكويت من الاستفادة من التجربة والخبرة الصينية في مشاريع المدن الذكية والنقل المستدام وبناء المصافي وخطوط والاتصالات والطاقة المتجددة والبنى التحتية للمناطق السكنية الحديثة بالإضافة إلى المرافق العامة.
التجارة
وفي الملف الاقتصادي والتجاري، أوضح أن المباحثات الكويتية - الصينية حول تدشين منطقة مشتركة للتجارة الحرة مازالت جارية وتأتي ضمن جهود دولة الكويت للاستفادة من مبادرة «الحزام والطريق» الصينية، مشيراً إلى أن الجانبين وقّعا مذكرة تفاهم ممثلة بهيئة تشجيع الاستثمار المباشر الكويتية ووزارة التجارة الصينية في شأن التعاون في مجال المناطق الحرة والمناطق الاقتصادية ما يعكس إدارة الطرفين لتعزيز التعاون الاقتصادي من خلال استثمارات مشتركة في المناطق الاقتصادية.
التعاون الإقليمي
وفي ما يخص وجهة نظر الصين في شأن حكم المحكمة الاتحادية العراقية بإلغاء اتفاقية خور عبدالله الموقعة عام 2012 بين دولة الكويت والعراق، قال السفير الناجم إن الصين تشدد على أهمية احترام الاتفاقيات الدولية القائمة وضمان التعاون التعاون الاقليمي بما يحقق الأمن والاستقرار.
وأضاف أن الجانب الصيني دائماً ما يدعو إلى حل النزاعات الحدودية بالطرق السلمية واحترام السيادة الدولية ومبادئ حسن الجوار.
التعاون العسكري
وفي ما يخص التعاون الأمني والعسكري، ذكر أن التعاون الثنائي بين دولة الكويت والصين يشهد تطوراً ملحوظاً، ويركز على التدريب وتبادل المعلومات لمواجهة التحديات الأمنية مثل مكافحة آفة الإرهاب، مشيراً إلى أن الصين قد تسهم بخبراتها التكنولوجية في تعزيز الأمن السيبراني في دولة الكويت.
زيارة صاحب السمو
أشار السفير الناجم إلى الزيارة المهمة التي قام بها سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد إلى الصين في سبتمبر 2023 (عندما كان سموه ولياً للعهد)، حيث أجرى سموه مباحثات رسمية مع الرئيس الصيني شي جين بينغ تكللت بتوقيع سبعة مذكرات تفاهم أولها البيان المشترك في شأن الخطة الخمسية للتعاون الثنائي بين الكويت والصين للأعوام 2024 - 2028 ومذكرة تفاهم في شأن التعاون في مشروع ميناء مبارك الكبير.
وأضاف أن زيارة سموه شملت كذلك مذكرة تفاهم بين المؤسسة العامة للرعاية السكنية بدولة الكويت ووزارة التجارة الصينية للتعاون في مجال التطوير الإسكاني، بالإضافة إلى مذكرة تفاهم بين وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة بدولة الكويت والإدارة الوطنية للطاقة الصينية للتعاون في مجال منظومة الطاقة الكهربائية وتطوير الطاقة المتجددة.
وذكر أن الكويت والصين وقّعتا كذلك مذكرة تفاهم بين وزارة الأشغال العامة بدولة الكويت واللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح الصينية للتعاون في مجال البنية التحتية البيئية لمحطات معالجة مياه الصرف الصحي بالإضافة إلى مذكرة تفاهم بين بلدية الكويت واللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح الصينية للتعاون في شأن تدشين منظومة خضراء منخفضة الكربون لإعادة تدوير النفايات.
وأشار إلى أن مذكرة التفاهم السابعة وقعت بين هيئة تشجيع الاستثمار المباشر في دولة الكويت ووزارة التجارة الصينية في شأن التعاون في مجال المناطق الحرة والمناطق الاقتصادية.
التعاون الثقافي
على صعيد التعاون الثقافي بين دولة الكويت والصين، أوضح السفير الناجم أن التبادل الطلابي بين الجانبين شهد نمواً فائقاً، وذلك نتيجة التفاهمات الثنائية وبرامج الابتعاث، مشيراً إلى أن الجامعات الصينية تقدّم تخصصات متنوعة ومتقدمة لاسيما في السنوات الأخيرة.
وأضاف أن التعليم العالي والأوساط الأكاديمية والبحثية في الصين أولت المزيد من الاهتمام للابتكار والبحث العلمي والفكر الإبداعي وتكامل الصناعة، ما مكّن من إحراز تقدم رفيع المستوى في مجالات الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة وتطبيقات التكنولوجيا الحديثة.
وبيّن أن الحكومة الصينية تقوم بتشجيع الطلاب الوافدين إلى الصين للدراسة والتبادلات الثقافية والعلمية، كما أن دولة الكويت تقدم الدعم لطلابها من خلال برامج المنح الدراسية المختلفة وتعزيز عجلة التعاون الأكاديمي بين الكويت والصين.
وذكر أن التعاون الثقافي بين الكويت والصين يشهد زخماً واسعاً، وبات ذلك جلياً من خلال افتتاح الصين أول مركز ثقافي في دولة الكويت بمنطقة السالمية في سبتمبر 2023.
وأوضح أن الصين ودولة الكويت وقّعتا في شهر مايو الماضي على اتفاقية تتعلق بإنشاء حجرة الدرس الذكية لتعليم اللغة الصينية بين جامعة الكويت ومركز التبادل الدولي للتعليم اللغوي في الصين.
0 تعليق