شهد الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، أول شعائر صلاة جمعة تُقام تحت إشراف وزارة الأوقاف في مسجد مصر الكبير بالعاصمة الإدارية الجديدة.

وجاء ذلك بعد أن تم نقل تبعية المسجد إلى الوزارة بموجب قرار من الرئيس عبد الفتاح السيسي، في خطوة تعكس حرص القيادة السياسية على دعم البنية الدعوية والعلمية في مصر وتعزيز دور المسجد عالميًا.

كما شهدت الصلاة حضور عدد من كبار رجال الدولة، يتقدمهم الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، والدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، والدكتور محمد أيمن عاشور وزير التعليم العالي، إلى جانب عدد من المستشارين، المسئولين، ورؤساء الجامعات، بالإضافة إلى رؤساء الوفود وعدد من كبار الشخصيات.

خطبة الجمعة: التحذير من خطر الفكر التكفيري
بدأت شعائر الجمعة بتلاوة من القرآن الكريم للقارئ الدكتور أحمد نعينع، ثم ألقى الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، خطبة الجمعة بعنوان “التحذير من خطورة التكفير”. في خطبته، أكد مفتي الجمهورية أن الفكر التكفيري من أخطر التحديات التي تواجه الأوطان الإسلامية، حيث يسعى إلى زعزعة استقرارها وتدمير مستقبلها، كما يسعى لنشر الفوضى والخراب في المجتمعات.

وأضاف أن التكفير في حقيقته ليس سوى سمات نفسية منحرفة ومزاج حاد يسعى لقتل الإنسان وتدمير الحضارة.

وزير الأوقاف: دعم القيادة السياسية ورؤية المستقبل
عقب الصلاة، رحب وزير الأوقاف بالحضور، معبرًا عن شكره العميق للرئيس عبد الفتاح السيسي على قرار نقل تبعية مسجد مصر الكبير إلى وزارة الأوقاف.

كما أكد على دور الرئيس الريادي في دعم المساجد المصرية، مثل مسجد الفتاح العليم ومسجد المشير، إضافة إلى اهتمامه بكافة المواقع الدينية التي تعكس رسالة مصر في السلام والمحبة.

وأوضح الوزير أن الوزارة قد أعدت برنامجًا مكثفًا يشمل فعاليات علمية ودعوية، مسابقات، وبرامج تدريبية تهدف إلى نشر القيم النبيلة من المسجد.

إطلاق مبادرة “عودة الكتاتيب” لتعزيز القيم
كما تحدث وزير الأوقاف عن إطلاق مبادرة “عودة الكتاتيب”، التي تهدف إلى تحفيظ القرآن الكريم وتعزيز القيم الأخلاقية وغرس حب الوطن في الأجيال الجديدة.

وأوضح الوزير أن المبادرة تقوم على خمسة مبادئ أساسية، تشمل احترام الأكوان، إكرام الإنسان، حفظ الأوطان، ازدياد العمران، وزيادة الإيمان، مؤكدًا أن هذه المبادئ ترسخ المفهوم الحقيقي للعبادة.

دور مصر في دعم القضية الفلسطينية
في نهاية كلمته، أشاد وزير الأوقاف بالدور المصري الرائد في التوصل إلى هدنة ووقف إطلاق النار في غزة، ومواصلة دعم القضية الفلسطينية.

وأكد أن الحل الوحيد لقضية فلسطين يكمن في إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

تفقد دار القرآن الكريم
بعد ذلك، قام وزير الأوقاف بتفقد دار القرآن الكريم الملحقة بـ مسجد مصر الكبير، وهي الدار الأولى من نوعها عالميًا من حيث التصميم والرسالة. واطلع على إمكانيات الدار التي تجعلها مركزًا رياديًا في خدمة كتاب الله من خلال الحفظ والفهم والتفسير.

كما أكد الوزير أن هذه الدار تُعد إضافة متميزة لمشروع مسجد مصر الكبير في نشر الفكر الوسطي وتعزيز الوعي الديني والعلمي بين الشباب وطلاب العلم من داخل وخارج مصر، مما يساهم في بناء الإنسان والمجتمع.