اتجاه
الجمعة 17/يناير/2025 - 07:22 م 1/17/2025 7:22:33 PM
حقيقة هذا الصراع وتفاصيله، ربما تسبق انهيار نظام بشار الأسد فى سوريا، ورأينا على الأرض، ما كانت تخطط له كل من «أنقرة» و«تل أبيب»، قبل سنوات من هذا الانهيار السريع، مع مناورات سياسية وعسكرية، تتنافس فيما بينها البلدان، على توسيع مناطق النفوذ والقوة، ليس لأجل المصلحة السورية، كما- دائماّ- ماكانت تدعى تركيا، بغطاء محاربة إرهاب تنظيم الدولة «داعش»، من ناحية، وتهديدات حزب العمال الكردستانى، من ناحية أخرى، فى حين كانت إسرائيل تواصل اعتداءاتها، بمبررات تحييد أى هجوم إيرانى أو من حزب الله، انطلاقاً من الأراضى السورية، وهى كلها ذرائع لتحقيق مطامع توسعية، المخفى منها أكثر خطورة مما هو علناّ.
< ننظر إلى تركيا، عندما أوقفت -فى العام الماضى- العلاقات التجارية مع إسرائيل، بسبب حربها على غزة، وتبعت ذلك بعد شهور قليلة، بالإعلان عن قطع العلاقات الدبلوماسية- ولو مزايدة- على خلفية مذابح جيش الاحتلال ضد سكان القطاع، وقد قوبل هذا الموقف - وقتها- بترحيب كبير من الشعوب العربية، وظفته الإدارة التركية، فى تعزيز نفوذها الإقليمى والدولى، لكن الخطأ الذى وقعت فيه «أنقرة»، أنها بعد سقوط سوريا فى أيدى الجماعات الإرهابية، تسرعت فى اتجاه الإفصاح عن مطامعها هناك، وطلبت الاتفاق على إنشاء آليات تنسيق مع الجيش الإسرائيلى، على غرار ما كان بين روسيا وإسرائيل، ما فضح الاستعجال التركى لدخول سوريا.
< وبنك الأهداف التركية هناك، مُتخَم بالخطط والمشروعات القديمة والمستحدثة، مثل خط الغاز التركى- القطرى، الذى كان يرفضه الرئيس «بشار»، وكانت أقصى أحلام الرئيس رجب طيب أردوغان، أن تتحكم بلاده فى تدفقات الغاز الطبيعى، إلى دول الاتحاد الأوروبى، ما يُمكِنه من مكاسب سياسية واقتصادية، وممارسة نفوذ قوى على دول الاتحاد، فيما يسعى مع إدارة السلطة الجديدة، لاستغلال ميليشياتها المسلحة، فى طرد الأكراد، ضمن مخطط للهيمنة الشاملة على الدولة السورية، لتصبح جزءاً من فضاء استراتيجى تركى، بدأ رسم مساره مؤخراً، مع التوجه نحو بناء قواعد عسكرية، واتفاق لترسيم الحدود البحرية، الذى احتجت عليه، الدول المتشاطئة مع سوريا.
< فى مواجهة تلك الأطماع التركية، يشتد الصراع الإسرائيلى، بالاعتداءات على البنية العسكرية والتحتية فى سوريا، بهدف تحجيم هذه الأطماع، ومنع امتدادها نحو الجنوب، حتى تحدث عسكريون فى «تل أبيب»، عن احتمالات حرب بين الجيشين التركى والإسرائيلى، فى إطار ما قال مسئول إسرائيلى، أنها أهدافاّ ثلاثة فى سوريا، أولها..الإستيلاء على «مساحة حيازة» بعمق 15 كيلومتراً، و«مساحة نفوذ» بعمق 60 كيلومتراً، من أراضى الجنوب السورى، والثانى..حماية أقليات الدروز والأكراد..والثالث.. تدمير أى أسلحة كيميائية، ومنع تهريب الأسلحة، لكن الأخطر، تلك الأهداف «المخفية»، بخريطة «أرض داوود»، التى تسبق هوس «إسرائيل الكبرى».. من النيل إلى الفرات.
** الأكثر إيلاماً وحَزَناً فى المشهد السورى، غير الذى يتعلق باستيلاء جماعة إرهابية على السلطة «هيئة تحرير الشام»، أن يتثبت المجتمع العربى مكانه، ومثله المجتمع الدولى، من دون العمل على إنقاذ الدولة الوطنية السورية، فيما حلوا وفوداً على العاصمة «دمشق»، منحوا الإدارة «الإرهابية» شرعية سياسية «مجانية»، لا أعرف إن كان رغباً أو رهباً، ومع ذلك، لن يغادرنا أمل العودة العربية «القومية» للدولة السورية، ولشعبها العربى السورى «القومى»، ولعل مؤتمر «العقبة» الأردنى، ولاحقه مؤتمر «الرياض» السعودى، أن يكونا منصة نهوض عربى، تتبنى تسوية سياسية بملكية سورية، تستبعد عنها «الغرباء»، ومالهم من «أذرع».. ترفع علماً غير العلم السورى.
[email protected]
0 تعليق