الخرطوم رفضت الإجراءات الأميركية بحق قائد الجيش... وتحذيرات أممية من منعطف خطر لصراع الجنرالين
الخرطوم، جنيف، عواصم - وكالات: فرضت الولايات المتحدة الأميركية عقوبات على رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان، بتهمة تنفيذ عمليات قصف عشواني استهدفت البنية التحتية والمدارس والمباني المدنية في السودان، واتهمت ت وزارة الخزانة الاميركية في بيان لها البرهان بأنه اختار الحرب على المفاوضات لإنهاء الصراع الذي خلف عشرات الآلاف من القتلى والمصابين في السودان ودفع الملايين إلى النزوح من ديارهم، قائلة إن تكتيكات الحرب التي ينتهجها الجيش السوداني تحت قيادة البرهان شملت القصف العشوائي للبنية التحتية المدنية والهجمات على المدارس والأسواق والمستشفيات والإعدامات خارج نطاق القانون وحرمان المدنيين من المساعدات، مضيفة أنها أدرجت البرهان بموجب الأمر التنفيذي كقائد كيان أو عضو في القوات المسلحة السودانية وهي جهة أو أعضاؤها شاركوا في أعمال أو سياسات تهدد السلم أو الأمن أو الاستقرار في السوان.
في المقابل، رفضت الحكومة السودانية العقوبات الأميركية، مستنكرة الاجراءات التي فرضتها وزارة الخزانة الأميركية على البرهان، ووصفتها الخارجية السودانية بأنها تفتقد لأبسط أسس العدالة والموضوعية وتستند على ذرائع واهية لا صلة لها بالواقع، مستغربة أن يأتي القرار المشبوه بعد أن خلصت الإدارة الأميركية إلى أن مليشيا الدعم السريع ترتكب جرائم إبادة جماعية، قائلة «لهذا فإن قرار الإدارة الأميركية قبيل انتهاء تفويضها بأيام بفرض عقوبات على القائد العام للقوات المسلحة التي تدافع عن الشعب السوداني في وجه مخطط الإبادة الجماعية، لا يعبر إلا عن التخبط وضعف حس العدالة، معتبرة أنه لا يمكن تبرير القرار المعيب بادعاء الحياد، لأنه يعني عمليا دعم من يرتكبون الإبادة الجماعية.
في غضون ذلك، وفيما انقطعت الكهرباء بولايات القضارف وكسلا وسنار بشكل كامل، بسبب قصف قوات الدعم السريع بمسيرتين المحطة التحويلية للكهرباء بمدينة الشواك بالقضارف، دان الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط استهداف المنشآت المدنية الحيوية بالطائرات المسيرة لا سيما شبكة الطاقة الكهربائية، معتبرا الهجوم على محطة محولات الكهرباء لسد مروي والذي تسبب في انقطاع الكهرباء عن مدن مروي والدبة وعطبرة ودنقلا وأم درمان ومناطق مختلفة في بورتسودان، انتهاكا للقانون الدولي الانساني ويهدد بتفاقم الأزمة المعيشية المتردية ويعقد المشهد السياسي ويبعد فرص السلام التي يبحث عنها الشعب السوداني المتضرر الأول من هذه الانتهاكات.
من جانبه، حذر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك مما وصفه ب»المنعطف الخطر» لصراع الجنرالين في السودان، خاصة بعد ورود تقارير بمقتل العشرات في هجمات وحشية استهدفت المدنيين على أساس عرقي في ولاية الجزيرة، مؤكدا وجود أدلة قوية على ارتكاب جرائم حرب وجرائم فظيعة أخرى، معلنا توثيق مكتبه خلال الأسبوع الماضي وحده مقتل نحو 21 شخصا في هجومين منفصلين في ولاية الجزيرة، موضحا أن التقارير تفيد بشن قوات ما يسمى «درع السودان» بقيادة أبو عاقلة كيكل المنشق عن قوات الدعم السريع في أكتوبر الماضي، هجمات استهدفت «الكنابي» وهي مجموعة عرقية من النوبة وبعض القبائل الإفريقية الأخرى، قائلا إن السلطات السودانية تعهدت إجراء تحقيق شامل وتقديم المسؤولين عنها الى العدالة وتشكيل لجنة تحقيق بهذا الصدد.
0 تعليق