فلسطيني يتفقد الأضرار بخيمة للنازحين في خان يونس حيث واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حربه المدمرة حتى اللحظات الأخيرة (وكالات)
4 آلاف شاحنة مساعدات لدخول القطاع... ومستشفيات سيناء لاستقبال المصابين... والاحتلال استعد لإطلاق الأسرى
غزة، عواصم - وكالات: فيما يعد إقرارا مبطنا بالهزيمة وخسارة الحرب، ومع دخول اتفاق وقف النار في غزة حيز التنفيذ، حيث أكدت قطر بدء تنفيذه في العاشرة والنصف من صباح اليوم، أقرت إسرائيل بعدم تحقيق أهداف حربها الوحشية، حيث نقلت القناة الـ 12 العبرية عن وزير الخارجية جدعون ساعر قوله إنه رغم الضربات القوية التي تلقتها حركة «حماس» فإننا لم نحقق أهداف الحرب بشأنها»، مضيفا «طوال شهور لم نتمكن من إعادة مختطف واحد حياً، لذلك مسؤوليتنا ثقيلة كحكومة»، فيما قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية إن ثمن الاتفاق كبير وثقيل وبحجم الفشل بأكتوبر 2023، مضيفة «رغم أن الاتفاق لا يحظى بتأييد واسع، فإننا عاجزون عن رفضه أو الاستغناء عنه، ارتكبت أخطاء فادحة في 7 أكتوبر، والآن ندفع ثمن تلك الأخطاء بهذا الاتفاق»، واصفة إياه بأنه «سيئ للإسرائيليين، ويمثل عقاباً جماعياً على الفشل في 7 أكتوبر، وهذا ثمن الكارثة وحجمها».
في المقابل، أعرب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن عن سعادة بلاده، قائلا «فرحون بالاتفاق كفرح أهل غزة، ونأمل أن يطبق بشكل كامل وتنتهي المأساة»، مؤكداً تواصل المساعي لتنفيذ المرحلة الأولى وصولاً إلى إتمام كامل الصفقة، مشيراً بالوقت ذاته إلى أن بلاده تنتظر قراراً ملزماً من مجلس الأمن يضمن تطبيق الاتفاق، مشددا على أهمية حشد الدعم الدولي للقطاع، ووضع آليات فعالة لدعم الأسر المنكوبة، مضيفاً أن الأيام الأخيرة من المفاوضات كانت حاسمة، وأسهمت بشكل كبير في تحقيق الاختراق، لافتاً إلى التوصل إلى بروتوكول إنساني خاص بآلية إدخال المساعدات لمنع الابتزاز، مجددا موقف قطر كوسيط بأن إدارة غزة بعد الحرب «شأن فلسطيني»، مشدداً على ضرورة أن تقدم الدول العربية الدعم للوفاق الفلسطيني من أجل إنهاء الانقسام.
واستعدادا لدخول اتفاق وقف النار في غزة حيز التنفيذ، كشف المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين «أونروا» فيليب لازاريني أن نحو أربعة آلاف شاحنة مساعدات جاهزة لدخول قطاع غزة، قائلا «نواصل مهامنا لتقديم الخدمات للاجئين الفلسطينيين، ونطالب بمنع اتخاذ أي إجراءات تعطل تقديم الدعم الدولي للوكالة»، كما كشف ممثل منظمة الصحة العالمية في الأرض الفلسطينية المحتلة ريك بيبركورن أن المنظمة أعدت خطة مدتها 60 يوماً لتنفيذها، قائلا إن الهدف الآن إدخال نحو 500 و600 شاحنة يومياً خلال الأسابيع المقبلة، وكثفت السلطات المصرية استعداداتها لاستقبال مصابي القطاع، حيث زار وزير الصحة خالد عبدالغفار ووزيرة التضامن مايا مرسي محافظة شمال سيناء، للتأكد من جاهزية المستشفيات والمنشآت الطبية في مدينة العريش والمدن المجاورة لها، وكذلك استعدادات الهلال الأحمر المصري والمخازن اللوجستية وكفاية أعداد الفرق الطبية وتوافر الأدوية والمستلزمات.
من جانبها، قالت القناة 12 العبرية إن مصلحة السجون الإسرائيلية بدأت الاستعداد للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين ضمن صفقة التبادل، بينما نقل موقع «والا» الإسرائيلي عن مصدر أن إسرائيل ستحصل على قائمة بأسماء الأسرى المُزمع الإفراج عنهم قبل يوم واحد من كل مرحلة، ناقلا عن مسؤولين إسرائيليين كبار قولهم إن وفداً إسرائيلياً من جهاز «الشاباك» والجيش توجه إلى العاصمة المصرية القاهرة للتنسيق بشأن صفقة التبادل، بينما أشارت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية إلى توقعات بالإفراج عن 290 أسيراً فلسطينياً محكوماً عليهم بالسجن المؤبد من أصل 563 في سجون إسرائيل، وحذّرت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة من أي خرق لصفقة تبادل الأسرى، واصفةً ذلك بأنه سيكون حكماً بإعدام الأسرى، مشددةً على ضرورة عدم تضييع الفرصة السانحة لإعادتهم جميعاً من القطاع.
ميدانيا، كثّف جيش الاحتلال الإسرائيلي من غاراته على أحياء ومناطق عدة شمال القطاع المدمر، حيث طالت غارة عنيفة حي التفاح وشارع يافا شرق مدينة غزة، كما شنت القوات الإسرائيلية غارات على جباليا والنصيرات شمالا ودير البلح وسط القطاع، وأعلن جيش الاحتلال تنفيذ غارات على 50 هدفا في أنحاء القطاع، فيما كشفت مصادر عن توافق على هدوء ميداني بدءا من عصر امس في أعقاب ارتفاع وتيرة الغارات الإسرائيلية في كامل أنحاء القطاع، وإطلاق زوارق حربية إسرائيلية نيرانها باتجاه ساحل مدينة غزة ومخيم النصيرات وسط القطاع وشماله.
وبينما حذر الدفاع المدني في غزة من تعجل العودة لشمال القطاع فور إعلان سريان الهدنة، قائلا إن طريق نتساريم لا يزال محظورا، ارتفعت حصيلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 46,899 شهيدا و110,725 مصابا، وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن الجيش الإسرائيلي ارتكب ثلاث مجازر ضد العائلات في القطاع أدت إلى مقتل 23 فلسطينياً وإصابة 83 خلال الـ 24 ساعة الأخيرة في حرب الإبادة.
إطلاق ثلاث مجندات إسرائيليات اليوم
غزة، عواصم - وكالات: رجح مسؤول إسرائيلي أن نحو 25 أسيرا ما زالوا أحياء، وفق تقديرات تل أبيب، من بين 33 محتجزاً سيتم إطلاقهم في المرحلة الأولى من الاتفاق التي تمتد 42 يوماً، فيما من المقرر أن يطلق في اليوم الأول من سريان الهدنة أي اليوم، ثلاثة مجندات إسرائيليات محتجزات، كما سيفرج عن ثلاثة آخرين في اليوم السابع، وفي اليوم الـ14 فسيطلق سراح أربعة وفي اليوم الـ21 سيفرج عن ثلاثة محتجزين وثلاثة في اليوم الـ 28 والـ35، في حين سيتسم بالأسبوع الأخير إطلاق سراح 12 أسيراً إسرائيلياً، بالإضافة إلى هشام السيد وافرا منغستو المحتجزين منذ نحو 10 سنوات.
في المقابل، ستطلق إسرائيل نحو 700 أسير فلسطيني خلال المرحلة الأولى، حيث نشرت وزارة العدل الإسرائيلية في وقت مبكر من صباح أمس قائمة تشمل 737 فلسطينيا سيطلق سراحهم، قائلة إنهم لن يطلقوا قبل الساعة الرابعة مساء اليوم بالتوقيت المحلي، وشملت القائمة أعضاء من حركتي «حماس» و»الجهاد» بعضهم يقضي أحكاما بالسجن مدى الحياة.
0 تعليق