يعد المعهد التقني للقوات المسلحة نــــــــواة لصـقـــــل مهــــــــارات الطلـبـــــة (المجندين) لتأهيلهم من خلال دورات وبرامج التدريب التي يلتحقون بها والتي تخضعهـــــم لدراســــة عمليـــــة تؤهلهم لتشغيل وصيانة المنظومات والمعدات العسكرية بكافـــة أنواعها، حيث يخضعـــون لبرامج مكثفة في بيئة مرنة تساعدهم على الجمع بين الدراسة النظرية والعملية في العلوم الهندسية (الإلكترونيات / الميكانيكا) من خلال التدريب العملي بالورش والمختبــــرات على الأدوات والأجهــــــزة الالكتــــرونية والمعدات الميكــــــانيكية. والمعهد التقنــي للقوات المسلحة هو مؤسســــة تعليمية وتــدريبية تهدف إلى تأهيل وتدريب الطلبة (المجندين) في مختلف التخصصات التقنية والعسكرية. ويركز المعهد التقني للقوات المسلحة على تزويد الطلبة بالمعرفة والمهارات اللازمة لأداء مهامهم بكفاءة عالية، مع الاهتمام بالجانب التقني بشكل خاص، سواء في مجال التشغيل والصيانة.
«العرب» أول صحيفة تقوم بجولة للتعرف على اقسام المعهد التقني للقوات المسلحة، وتحدثت إلى الطلبة (المجندين) وكبير المعلمين والضباط المراقبين للتعرف على مراحل دراسة الطالب (المجند) في المعهد التقني للقوات المسلحة والتي تبدأ بدورة مكثفة في البرنامج التأسيسي الهندسي (اللغة الإنجليزية / الرياضيات / الفيزياء / نظم المعلومات) وتنتهي هذه المرحلة للانتقال لدراسة البرنامج التقني في التخصصات الهندسية (الالكترونيات / الميكانيكا) ويتخرج الطالب بحصوله على شهادة الدبلوم التقني في العلوم الهندسية (الالكترونيات / الميكانيكا) بعد أن اكتسب المهارات العلمية والعملية لتشغيل وصيانة الأجهزة والمعدات والمنظومات الحالية والمستقبلية في جميع أفرع وحدات القوات المسلحة للدفاع وحماية أمن الوطن.
وما يثير الاهتمام أن المعهد التقني للقوات المسلحة يستقطب ليدرب كوادر وطنية (طلاب وطالبات) من المجندين ليكونوا هم نواة التطور والابتكار في القوات المسلحة، حيث يتدرب الطلبة (المجندين) في المعهد التقني للقوات المسلحة على التخصصات التقنية الهندسية، ويتعلم المتدربون كيفية تشغيل وصيانة المعدات والمنظومات العسكرية لضمان جاهزيتها وكفاءتها في المهام العملياتية. كما يقدم المعهد التقني للقوات المسلحة دورات تدريبية متقدمة في التخصصات التقنية، حيث يتعرف الطلبة (المجندون) في هذه الدورة على الأنظمة (الإلكترونية / الميكانيكية) التي تُستخدم في الأجهزة والمعدات والمنظومات العسكرية، مما يساهم في تحسين قدراتهم على التطوير والابتكار في إصلاح الأعطال بكفاءة واقتدار. وتسهم هذه الأقسام في تطوير القدرات التقنية للطلبة (المجندين)، مما يعزز من جاهزيتهم لتنفيذ المهام المعقدة والمساهمة في تعزيز الجاهزية للمعدات والمنظومات العسكرية في القوات المسلحة.
استقطاب أبناء الوطن
وفي لقاء مع النقيب (مهندس) خليفة عبدالله السليطي كبير المعلمين، اطلعنا على اقسام المعهد التقني للقوات المسلحة وبرنامج التدريب الذي يخضع له الطلبة (المجندون)، وقال في تصريحات لـ»العرب» على هامش الجولة إن المعهد التقني للقوات المسلحة يركز على استقطاب أبناء الوطن من خريجي الثانوية العامة لتأهيلهم في التخصصات التقنية الهندسية للخدمة في القوات المسلحة، وأضاف: وصلنا إلى اعداد منافسة من حيث طلبات التقديم للالتحاق في دراسة الدبلوم بالمعهد التقني للقوات المسلحة.
وأشار إلى أن المعهد التقني للقوات المسلحة يضم 3 اقسام تشمل البرنامج التأسيسي الهندسي والبرنامج الهندسي (الإلكترونيات / الميكانيكا) والبرنامج التخصصي الخاص بالقوات الجوية في مسار التخصصات (الالكترونيات / الميكانيكا / التسليح)، وبين أن المعهد التقني للقوات المسلحة يشمل بيئة تعليمية وتدريبية في ضمان الخصوصية الكاملة للطالبات (المجندات)، حيث يمارسن مهام التدريب النظري والعملي في قسم خاص وتحت اشراف ضابط من الكادر النسائي.
في سياق متصل تحدث كبير المعلمين عن الخدمات المتوفرة للطلبة (المجندين)، موضحاً أن المعهد التقني للقوات المسلحة يضم جميع المرافق الخدمية التي يحتاجها الطلبة، وذلك ضمن خطة المعهد التقني للقوات المسلحة لتوفير بيئة شاملة تدفع الطلبة (المجندين) إلى التركيز في البرامج التدريبية، لافتاً إلى أن المعهد التقني للقوات المسلحة يوفر للطلبة (المجندين) أجهزة ومعدات ومجسمات تحتوي على جميع العناصر الحقيقية، حيث يتم الشرح بشكل عملي للطلبة على أجزاء الأجهزة والمعدات وكيفية تشغيلها واصلاحها في حال الأعطال، وأكد النقيب مهندس خليفة السليطي أن ما يتعلمه الطلبة (المجندون) في المعهد التقني للقوات المسلحة يجعلهم مؤهلين وبجدارة لتسلم مهام التشغيل والصيانة الأجهزة والمعدات والمنظومات العسكرية بعد التخرج من المعهد التقني للقوات المسلحة، بالإضافة إلى أنه يشكل لديهم قاعدة أساسية تكون نواة للابتكار والتطوير في المستقبل، من خلال اكمال الدراسة الجامعية في المجالات التخصصية التقنية الهندسية.
ولفت النقيب مهندس خليفة السليطي إلى أن المعهد التقني للقوات المسلحة يعتمد برنامج للطلبة المتميزين والمتفوقين، حيث يتم ارسالهم للجامعات التي لدينا تعاون معهم لاستكمال الدراسة بعد حصولهم على الدبلوم من المعهد التقني للقوات المسلحة، بالإضافة إلى تفريغهم بشكل تام للدراسة، وذلك لدفع الطلبة وتشجيعهم على التميز في المجالين الانضباطي المتعلق بالحضور والانصراف والالتزام بمهام التدريب، وكذلك العلامات التي يحصل عليها الطالب في نهاية برنامج التدريب.
قسم المجندات
من جانبها قالت الملازم آمنة الصفار المشرف على قسم الطالبات (المجندات) في المعهد التقني للقوات المسلحة إن الطالبات يحظين بمساحة خصوصية كبيرة هنا خلال فترة التدريب بالمعهد التقني للقوات المسلحة، وأضافت: حرصت قيادة المعهد التقني للقوات المسلحة على توفير بيئة مريحة ومرنة لتفريغ الطالبات للمهام التدريبية العملية في ورشة التدريب التي تتضمن عدة مجالات، منها الهندسة (الالكترونية/ الكهربائية) والتعرف على كيفية الصيانة لها، وكذلك التدرب على اصلاح جميع الأجهزة والمعدات، وأشارت إلى أن الطالبات يبدين اهتماما كبيرا وحبا لهذا المجال ويتعلمن بسرعة فائقة.
في سياق آخر اشارت الملازم آمنة الصفار إلى أن الطالبات بعد تخرجهن من المعهد التقني للقوات المسلحة يتم توزيعهن على جميع أفرع وحدات القوات المسلحة.
الرقيب مياسة محسن: المعهد يعكس رؤية القيادة الحكيمة لدور المرأة كشريك في التنمية والدفاع
أعربت الرقيب مياسة محسن عن فخرها واعتزازها كونها جزءاً من أفراد القوات المسلحة وطالبة في المعهد التقني للقوات المسلحة، وقالت لـ «العرب» كان حلمي منذ الصغر أن أنتسب للقوات المسلحة، وأن أخدم بلادي كجندية متعلمة تحمل اختصاصا كالهندسة وتقدم خدماتها في مختلف وحدات القوات المسلحة.
وأضافت: «إن المعهد التقني للقوات المسلحة بما يقدمه إلينا من مهارات وبرامج تدريب ودراسة يؤهلنا لما نطمح إليه من عزة ورفعة لوطننا، ويؤكد على أهمية دور المرأة في القوات المسلحة»، مؤكدة على أن وجودهن كمجندات وطالبات بالمعهد التقني للقوات المسلحة ليس مجرد حضور، بل هو تأكيد على قدرة المرأة على تحمل المسؤولية والمساهمة في حماية الوطن وخدمته. وقالت إن المعهد التقني للقوات المسلحة اليوم يعكس رؤية القيادة الحكيمة التي تؤمن بدور المرأة كشريك أساسي في التنمية والدفاع. وأضافت: نحن نسعى لتطوير مهاراتنا وخبراتنا لنثبت أن المرأة القطرية قادرة على التميز في جميع المجالات، بما في ذلك الميدان العسكري، والعمل جنبًا إلى جنب مع إخواننا الرجال في خدمة الوطن بكل إخلاص.
وحول النظرة الاجتماعية لانتساب المرأة للقوات المسلحة قالت الرقيب مياسة محسن: لم تعد هذه النظرة موجودة في مجتمعنا، بل بات الجميع يدرك أهمية تكاتف الجهود بين أبناء الوطن رجاله ونسائه لتحقيق رؤية القيادة الرشيدة في تقدم البلاد وازدهارها وحمايتها وصون سيادتها، إن مجتمعنا بفضل الله على درجة كبيرة من الوعي ويحترم جميع المهن ويعطي شاغليها قدرهم من الاحترام والود الذي ينعكس ايجاباً على أداء الفرد في مجال اختصاصه.
في سياق متصل بينت الرقيب مياسة محسن أن طموحها أن تكون بين الطالبات المتميزات في هذه الدورة، ومن ثم استكمال دراسة الاختصاص في جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا، لتكون على قدر عال من العلم والمهارة لأداء مهامها بالقوات المسلحة على اكمل وجه كمهندسة قادرة على تقديم خدمات الصيانة وبعقليه قادرة على الابداع والتطوير والابتكار.
بنية تحتية ومرافق تعليمية بمواصفات عالمية
عند دخولك إلى المعهد التقني للقوات المسلحة ترى معنى التطور حرفياً، من حيث المنهج الدراسي الذي يخضع له طلبة المعهد التقني للقوات المسلحة إلى المرافق الخدمية والتعليمية التي تشجع الطلبة وتفرغهم تماماً لصب كل تركيزهم في المهام التدريبية، حيث يوفر المعهد التقني للقوات المسلحة أحدث الأنظمة التعليمية، بالإضافة إلى أجهزة ومعدات مختلفة بالإضافة إلى مشبهات وطائرات حقيقية ليدرس عليها الطلبة وما سيفعلونه مستقبلاً كمهام رسمية في مختلف وحدات القوات المسلحة.
يشعر الزائر في المعهد التقني للقوات المسلحة بدهشة كبيرة وإعجاب عميق بالتطور اللافت الذي يشاهده في اقسام المعهد التقني للقوات المسلحة. والذي يتميز بالتحديث المستمر في بنيته التحتية والمرافق التعليمية التي تتواكب مع أحدث التقنيات العالمية. كما أن منهج التعليم المتبع في المعهد التقني للقوات المسلحة يتمتع بمستوى عالٍ من الكفاءة والاحترافية والكوادر التدريسية ذات الخبرات العالية والعالمية، حيث يدمج بين التدريب النظري والعملي بشكل متوازن يضمن تأهيل الطلبة (المجندين) على أعلى مستوى. إن حداثة المنهج واهتمام قادة المعهد التقني للقوات المسلحة تعكس الاهتمام الكبير بتطوير المهارات التقنية للطلبة (المجندين)، خاصة في المجالات الهندسية (الالكترونيات / الميكانيكا)، كما تعكس رؤية استراتيجية واضحة تهدف إلى تأهيل الكوادر الوطنية للخدمة بالقوات المسلحة تعتمد على التكنولوجيا والمعرفة الحديثة. إن هذا التطور الملحوظ في المعهد التقني للقوات المسلحة يجسد تفاني قادته وكادره التعليمي على تقديم تعليم عالي الجودة، ويعزز من قدرة القوات المسلحة على مواجهة التحديات المستقبلية بكفاءة واحترافية. وتتقدم أسرة «العرب» بخالص الشكر والتقدير لقادة المعهد التقني بالقوات المسلحة على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة. وعلى الاهتمام الكبير الذي لمسناه خلال جولتنا بتأهيل الكوادر الوطنية وتخريج كفاءات متميزة من أبنائنا قادرة على خدمة الوطن ورفعته. إن جهودكم المباركة محل فخر واعتزاز، ونسأل الله أن يوفقكم لما فيه خير وازدهار وطننا الغالي.
طــلاب متميــزون لـ «العرب»: تفوقنا ليس لأهداف شخصية .. بل لخدمـة القـوات المسلحـــة
أعرب عدد من الطلبة المتميزين الذين تخرجوا من المعهد التقني للقوات المسلحة والتحقوا لاستكمال الدراسة الجامعية بجامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا عن فخرهم الشديد بانتمائهم لهذا الصرح العظيم، وقالوا: إن للمعهد التقني للقوات المسلحة وقيادته أثراً كبيراً فيما وصلنا إليه من علم ومعرفة تليق بكوننا افراداً في القوات المسلحة وأضافوا: إن التميز لم يكن لأهداف شخصية بل لخدمة القوات المسلحة.
في البداية أعرب الوكيل أول محمد مبارك عن فخره واعتزازه بأنه من خريجي المعهد التقني للقوات المسلحة. قائلا: أفتخر وأعتز بكوني خريجاً من هذا الصرح العظيم.
وأضاف أن المعهد التقني للقوات المسلحة لا يقتصر على تعليم المهارات التقنية فحسب، بل يغرس فينا قيم الانضباط، الالتزام، وحب الوطن. وقال سنبذل كل جهدنا لنكون على قدر هذه المسؤولية، ككادر تخرج من المعهد التقني للقوات المسلحة ليكمل مسيرة الاختصاص ويخدم وحدته في القوات المسلحة.وأشار الوكيل أول محمد مبارك إلى أنه من الطلبة المتميزين الذين حصلوا على امتيازات استكمال الدراسة في جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا، موضحاً أن لديه طموحا من خلال اختصاصه في الهندسة الميكانيكية، وهو ما دفعني إلى الحرص على تحقيق أعلى معدل بالعلامات سواء المتعلقة بالانضباط والحضور والانصراف أو في المعدل العام بالمنهج الدراسي، للحصول على هذه المنحة الدراسية التي تؤهلني إن شاء الله لتحقيق طموحي.
وفي ختام حديثه تقدم الوكيل أول محمد مبارك بجزيل الشكر إلى قيادة المعهد التقني للقوات المسلحة التي وفرت كل الإمكانيات لتحقيق هذا التميز، داعياً زملاءه الذين ما زالوا يدرسون إلى بذل الجهد لتحقيق التميز والحصول على المنحة الدراسية التي ستجعل منهم كادرا مهما في القوات المسلحة وكفاءة وطنية تدعو للفخر والاعتزاز.
من جانبه قال الوكيل أول عيسى خالد: حصلت على المركز الأول في تخصصي الهندسي، والتحقت ببرنامج دراسي في المعهد التقني للقوات المسلحة، وبفضل الله كنت من بين الطلبة المتميزين الذين حصلوا على فرصة التفرغ للدراسة الجامعية بجامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا، وأضاف: أنا أؤمن بأن التميز لا يأتي إلا ببذل الجهد المستمر والاجتهاد في التعلم والتطوير. ولقد منحنا المعهد التقني للقوات المسلحة الأجواء والبيئة المناسبة لاستخراج قدراتنا العقلية وأكسبنا المعرفة والتدريب اللازمين لنكون مؤهلين لخدمة وطننا الغالي بأفضل صورة. وأردف أن التميز بالنسبة لي ليس مجرد هدف شخصي، بل هو واجب وطني، لأن ما أتعلمه وأحققه اليوم سيكون له أثر كبير في المستقبل.
وختم الوكيل أول عيسى خالد حديثه قائلاً: علينا أن نسعى دائمًا لنكون في المقدمة، لأن رفعة الوطن تبدأ بجهود أبنائه وإخلاصهم في العمل. وتوجه بالشكر إلى قيادة المعهد التقني للقوات المسلحة التي كان لها الأثر الكبير في حياته وما وصل إليه من خبرات وعلم تليق بكونه فرداً من القوات المسلحة.
0 تعليق